الرواية الفرنسية حول مقتل كابولاني عام 1905 بتجكجه (تقرير)

أربعاء, 2015-05-13 11:34

في الثاني عشر مايو عند الساعة التاسعة والنصف مساء,و بينما كنت في الجزء السفلي للمعسكر وتحديدا في الناحية الجنوبية الغربية منه, سمعت طلقا ناريا في الجزء العلوي ,على التلة,ثم تلت ذلك سلسلة إطلاق نار مصحوبة بصراخ.

ولاقتناعي بأن الأمر يتعلق بهجوم,فقد أسرعت في اتجاه مكان إقامتي الموجود في الجزء العلوي جنب البوابة. وبوصولي إلى أعلى التلة كنت شاهدا على معركة حقيقية خصوصا ناحية البوابة وتتالى إطلاق النار على هذا المستوى.

ولكوني لم أكن مسلحا حينها فقد لجأت بشكل مؤقت لكوخ السادة ملازمي القناصة الواقع على طريقي والذي بدا لي أخيرا أكثر هدوءا.

بعد لحظات توقف إطلاق النار فاتجهت إلى خطوط القناصة الواقعة على بعد خطوات أمامي لأتعرف على المصابين. وأثناء اطلاعي عليهم أخبروني بأن السيد الأمين العام كابولاني مصاب بجروح,فتنقلت إليه مباشرة لأجده في زاوية غرفة الأكل بالإقامة, وكان ملقى على الأرض منطويا على نفسه دون حركة ويتنفس بصعوبة بالغة ولا يتكلم وكانت ملابسه ملطخة بالدماء ومتسخة بالتراب خصوصا على مستوى الظهر والذراع الأيسر.

ومن أجل وضعه بشكل أفضل ومن ثم خلع ملابسه قمت مباشرة ببسط حصير ممزق على الأرض كنت نزعته من النافذة ومن ثم وضعته عليه.وتوخيا للسرعة وتجنبا للحركات غير المقصودة تمت إزالة آثاره باستخدام مقص.

بعد وضعه على السرير لاحظنا أن السيد كابولاني يعاني من إصابتين إثر طلق ناري : الأولى في الطرف السفلي للذراع الأيسر،دخلت القذيفة مع الحافة الداخلية للزند لتسحقه تماما وأما خروجها فيمثله التقرح الكبير للأنسجة في الجانب الأمامي للساعد من حوالي 10 إلى 12 سم في الإتجاه العمودي.الثانية في الجزء السفلي من القفص الصدري الذي اخترقته قذيفة بحوالي 8 سم فوق حلمة الثدي من الناحية اليسرى وقليلا إلى داخل الرأس السفلي للحلمة لتخرج بحوالي 12 سم فوق رأس عظم الكتف من الناحية اليمنى خارجة قليلا عن الخط السفلي عموديا من هذه المنطقة.

هذه الإصابة الأخيرة تعد بالغة بحيث لا تمكن مقارنتها بالإصابة الأولى وكان التوقع قاتما نظرا لأهمية الأعضاء المصابة على مستوى البطن وهو العضو الذي تم التعرف عليه بفحص الخط الأيمن الذي يجمع فتحتي الدخول والخروج ولأنه تمت ملاحظة أعراض حادة على مستوى هذه المنطقة. وعلى الفور قمنا بالتضميد الضروري.خلال هذه العمليات لم يتفوه السيد كابولاني إلا بكلمات قليلة : فقد عبر عن خطورة وضعه وقد سمعته يقول على مرتين:"آه إني أموت" وكان يحترق ألما ويعبر عن ذلك بقوله:"أزيلوا عني هذا الحمل". بعدها ازداد الضيق والضعف بشكل ملحوظ وأصبح التنفس بالغ الصعوبة ثم دخل الفواق على الخط ولم يكن حينها قد تبقى من حياة السيد الأمين العام إلا لحظات قليلة لتأت النهاية بعد حوالي نصف ساعة من الواقعة.

بينما كنت منشغلا في تقديم العلاجات للسيد كابولاني, قطع الملازم أتييفان عمله لعدة لحظات ليريني جرحا كبيرا في المنطقة الجدارية الأمامية من الناحية اليمنى إثر طعنة بالسيف تلقاها من أحد المهاجمين البيظان أثناء الزحام.عندها قمت بانتداب العريف الممرض ليضمد الجرح بشكل مؤقت لأقوم أنا بعلاج جرحه لاحقا, فقمت بتضميده من جديد ووقفت على درجة إصابته التي لحسن الحظ لم تكن خطيرة لأن حافة السيف الحادة انحرفت عندما لاقت العظم مزيلة فقط شريحة من الجلد بقطر 5 إلى 6 سم ولم يتعرض العظم لسوء رغم تعريته في منطقة صغيرة.الملازم أتييفان وقع تحت صدمة كبيرة وحالة إثارة وحمى ملحوظة.

وبالإضافة إلى السيد الأمين العام كابولاني الذي قتل والسيد أتييفان الذي جرح يجب أن نشير إلى أن قناصين سينغاليين واثنين من جمالة أتييفان قد قتلوا أيضا وهناك خمسة قناصة وخمسة جمالة من جمالة أتييفان أيضا قد أصيبوا بجراح.

1.أنكي كوليبالي,قناص:جرحين إثر طلق ناري.الأول حوالي 10 سم فوق الإبط الأيمن.الثاني في الحفرة تحت الشوكية من نفس الناحية اليمنى –توفي مباشرة

2.ماكان ديارا,قناص, أصيب برصاصة في المنطقة الخلفية المزدوجة , خمسة ثقوب من بينها اثنان معتبران مباشرة خلف الشرج-توفي ساعات بعد ذلك لم يلاحظ مكان لخروج الرصاص من هذين القتيلين

3.إبرا ديافورو,جمال,أصيب برصاصة في الصدر دخلت من فوق الإبط الأيسر بحوالي 10 سم وخرجت قليلا فوق الطرف السفلي للكتف- توفي مباشرة

4.موسى بوبكر,جمال ,أصيب برصاصة في المنطقة السفلى للجبهة مباشرة فوق العينين,هذا هو مكان دخول الرصاصة ولاأثر لمكان خروجها - توفي مباشرة الجرحى:

1.مامادو ديمبلى,عريف من القناصة ,أصيب بقذيفة صغيرة في الجزء السفلي للذراع من الناحية اليسرى

2.مامادو عمار, قناص,أصيب برصاصة في الجزء العلوي للرجلين.الرصاصة اخترقت الرجل اليمنى أمام عظمة الفخذ أما الرجل اليسرى فمخترقة وراء هذا العظم ولا يبدو أن أيا من الأعضاء الحيوية قد أصيب في طريق الرصاصة 3

.بابا ديالو,قناص, أصيب برصاصة كبيرة في المنطقة الصدرية الجانبية حوالي 12 سم تحت الإبط

4.آمادو اتراوورى,قناص,أصيب يرصاصة في الجزء الأوسط من الجب الأيمن

5.كونى اتراوورى,قناص,جرح بطلق ناري في الجزءالخارجي للذراع الأيمن قريبا من المرفق

6.فيلي كيتا, جمال, جرح بطعنة سيف في اليد اليسرى بحيث قطعت الأصابع الثلاثة الوسطى من جذورها وكسرت القصبات الأولى بمحاذاة الرأس ولا يمسكها إلا الأنسجة الرخوة الأمامية وهو مايعني فقدان هذه الأصابع الثلاثة أو على الأقل عدم إمكانية استخدامها مستقبلا.

7.دمبا بايدي,جمال, أصابته رصاصة في الجزء السفلي للرجلين.الأنسجة الرخوة مخترقة من أمام عظم الرجل على بعد سنتمترات فوق الرضفة, منطقة حروق حول مكان دخول الرصاصة,الرجل اليمنى مخترقة من وسطها أما عظم الرجل ورغم وقوعه على الخط الأيمن الذي يجمع الأخيرتين فلا يبدو أنه مكسور

8.عثمان لي, جمال, عضلة ساقه اليسرى مخترقة برصاصة بمحاذاة جسم العظم من وراء عظم الساق.

9و10.جمالان آخران تعرضا لكدمات بسيطة أثر طعنات بالسيف خلال التدافع,حسب ما صرحا به. كانت ليلة الثاني عشر مايو كلها ليلة ألم, ابتداء بفحص الجرحى والموتى بما فيهم أربعة قتلى من البيظان المهاجمين وجدوا في أرض المعركة,إلى القيام بالعلاجات اللازمة ومن ثم بحث أسباب وكيفية وقوع الهجوم في حين أنه لحد الآن كان كل شيء يتعلق بالبعثة يسيرعلى مايرام من وجهة نظر الأمين العام نفسه.

ولم يكن فقط السيد الأمين العام كابولاني ضحيةعملية اغتيال حقيقية نفذت بجرأة منقطعة النظير تظهر مدى تطرف من نفذوها, وإنما لأن المتآمرين قد استهدفوا البيض بشكل خاص,وفقا للوطنيين والأوروبيين ,عندما وصلوا إلى أكواخهم على التلة بحيث استهدفوا بعضها بالقذائف.

إمضاء: الدكتور كامبورى.

 

 

المصدر: موقع "الإخباري"