هذه عشر ملاحظات سريعة كتبتها على عجل مخافة أن تنقطع الكهرباء من قبل إكمالها، وسأنشرها على عجل، وأتمنى أن تقرؤوها على عجل، وذلك من قبل أن تنقطع عنكم الكهرباء من قبل إكمال قراءتها:
(1)الحكاية يمكن تلخيصها كالآتي: موريتانيا تصدر الكهرباء للسنغال،
وفي المقابل فإن السنغال تصدر لموريتانيا الظلام، ولذلك فلا غرابة أن تكون كل المدن والقرى السنغالية تنعم بالكهرباء، ولا غرابة أيضا في أن يلف العاصمة الموريتانية ظلام دامس.
(2)لعل أكثر ما يقلقنا بسبب هذه الانقطاعات المتكررة للكهرباء هو أنها ستؤثر سلبا على مشاريعنا الكبرى، والتي يؤسفنا بأنه سيتوقف فيها العمل لساعات بسبب انقطاع الكهرباء، وأذكر من بين تلك المشاريع الكبرى التي ستتأثر سلبا بسبب هذه الانقطاعات المتكررة للكهرباء:
الجامع الكبير، مصنع تركيب الطائرات العسكرية، مصنع السكر ، زراعة الموز، سوق الأوراق المالية، مدينة رباط البحر.
(3)ومما يقلقنا أيضا هو أن انقطاع الكهرباء في بلادنا لابد وأنه سيتسبب في توقف عمليات شحن وتصدير الكهرباء الموريتانية إلى الدول المجاورة، وبطبيعة الحال فإن ذلك سيؤثر على مداخلنا من العملات الصعبة.
(4)لا فائدة من أن تنظموا مسيرة احتجاجية ترفعون فيها الشموع، فأنتم إن فعلتم ذلك فإن الرئيس سيقول بأن رفع الشموع ليس دليلا على انقطاع الكهرباء، كما قال ذات مرة بأن رفع "البيدونات" ليس دليلا على العطش.
(5)إني أدعم كل أولئك الذين طالبوا بتشكيل مجلس أعلى لتصدير الكهرباء، خاصة وأننا نعيش في زمان المجالس العليا المشلولة :
مشروع المجلس الأعلى للشباب ـ مشروع المجلس الأعلى للصحافة ـ المجلس الأعلى للقضاء ـ المجلس الأعلى للفتوى والمظالم ـ المجلس الإسلامي الأعلى ـ المجلس الأعلى للأمن ..
(6)لقد تمكنتُ من الحصول على لمبة قديمة، وأنا أفكر في أن أقدمها كجائزة مستحقة لشركة الكهرباء التي أعادتنا إلى زمن اللمبات ..
فقط لا زلتُ أفكر في أفضل طريقة لتقديم هذا الوسام المستحق لهذه الشركة الرائعة التي تحرم مواطنيها من الكهرباء وذلك في وقت توفر فيه الكهرباء لأشقائنا في السنغال...
ألا يستحق هذا النوع النادر من الإيثار تكريما وتشجيعا؟
(7)ربما تكون الحكومة الموريتانية قد أرادت بتكرار قطع الكهرباء أن تسعد المواطن، ولو للحظة قصيرة، وذلك بعد أن فشلت في إسعاده خلال السنوات الست الماضية.
تصوروا مثلا ـ وبغض النظر عن حجم الخسائر التي يتكبدها المواطن بسبب انقطاع الكهرباء ـ مقدار السعادة التي سيشعر بها ذلك المواطن عندما يفاجأ بمصابيح منزله وقد أضاءت فجأة بعد ساعات طويلة من الظلام الدامس.
(8)إذا ما ظلت الحكومة تصدر الكهرباء إلى الدول المجاورة، وتحرم المواطنين منها..وإذا ما ظلت هذه الانقطاعات تتكرر فإنه قد يأتينا زمان لن يكون فيه الخبر هو
: انقطاع الكهرباء عن العاصمة نواكشوط، بل سيكون الخبر هو: ظهور الكهرباء في العاصمة نواكشوط.
(9)من النكت التي يتداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي:
أن الكهرباء لا تنقطع في اليابان إلا عن مقر سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ويُقال بأن الحكومة اليابانية تتعمد ذلك احتراما منها للأعراف والتقاليد الدبلوماسية.
(10)من المحتمل بأنه لو دعت جهة ما إلى الاحتجاج ضد انقطاع الكهرباء في هذا اليوم، فقد لا يلبي تلك الدعوة عشرة أشخاص من المليون شخص التي تقطن بالعاصمة، والتي عانت جميعها من انقطاع الكهرباء في الليلة البارحة..
نحن شعب يستحق المزيد من الظلام، ويستحق أيضا المزيد من العطش.
حفظ الله موريتانيا..