عزيزي إسحاق أرجو أن تكون بخير وعافية، وأرجو ممن اختطفك أن يتقي فيك وفي والدتك وعائلتك الكبيرة والصغيرة الله سبحانه وتعالى.. يا من تعتقلون اسحاق دعوني أعرّفكم بإسحاق الشاب الذي نشأ في طاعة الله، وتربى بين كتاتيب القرآن والعلم ومآذن المساجد، ما ظلمَ أحدا قط، وما أساء الخُلق في أحد قط، ولم ينهر سائلا قط، ولم يقهر يتيما قط، وجُلُ حديثه هو بنعمة ربه عليه
. عزيزي إسحاق أنا ما زلتُ أجلس على نفس الكرسي الذي تركتني عليه، وكلي أمل في الله سبحانه وتعالى أن تعود سالماً لوالدتك ولعائلتك الصغيرة، ولعائلتك الكبيرة سكاي نيوز عربية.. الكل هنا في اشتياق إليكَ، لا يَمُرُ يومُ إلا ويسألُ بعضُنا بعضاً هل من جديد بشأن إسحاق وسمير؟.
عزيزي اسحاق ساءتني كثيرا الرسالة التي وجهها لك صديقُنا المشترك عبد الله سيديا حيث أبلغَك أنّه تركَ العملَ بسببكَ، كما ساءني ما قذف به إدارةَ القناة من ادّعاء تخليها عنك وخذلانها لك.. صدمتُ كثيرا بهذه الرسالة والسبب هو كيف لي أو لزملائي أن نبقى دقيقة واحدة مع إدارةٍ تخذلك لثانية واحدة؟ أخي إسحاق اسمح لي أن أطلعك على سببِ فصل صديقنا المشترك عبد الله سيديا من سكاي نيوز عربية.
صديقُنا ذهب في إجازة لموريتانيا، وظهر في لقاء مع قناة الساحل الموريتانية دون تكليف أو تنسيق مع أي أحد، وتحدث بتفاصيل رأت الإدارة أنها تضرُك أنتَ وزميلَيْنا سمير وعدنان، وادّعى معرفته وإطلاعه بمعلومات غير صحيحة، هذا في ظل وجود تعميم داخلي صريح وواضح بعدم تعاطي أي من الزملاء في القناة مع وسائل الإعلام، وأن ذلك من اختصاص لجنة الازمة، نظرا لحساسية القضية وحرصا على سلامة أخوتنا الذي فقدنا الاتصال بهم، ورغم تحذير المدير العام لعبدلله بشكل شخصي أكثر من مرة.
وعندما سألتني الإدارة عن المقابلة، اتصلت بعبد الله سيدياَ في موريتانيا، وسألته ما إذا تحدّثَ فعلاً لبرنامج تلفزيوني عن موضوع اسحاق، فردَّ بالإيجاب ونشرت الحلقة فيما بعد على مواقع الإنترنت.. بعدها بيومين وصل عبد الله لأبي ظبي، وكنتُ خلال هذيْن اليومين أكرِّرُ طلبي للمدير العام للقناة أن لا يكون قاسياً على عبد الله، رغم أني أعلمُ أنه مُذنِبُ، وهوّ أيضاً أقرّ بكونه مذنباً...
ولكن يبدو أن ذلك جاء متأخرا بعد أن فقدت إدارة القناة ثقتها بسيديا نظرا للضرر الإعلامي الحاصل؛ ومنحته فرصة شهرين لترك العمل ولكنه اختار أن يغادر العمل فورا. وبعد ذلك كلفتني المؤسسة بالسفر إلى موريتانيا للقاء عائلة إسحاق والصحفيين لأطلعهم على الجهود التي تقوم بها سكاي نيوز عربية التي لا تدخر جهدا في سبيل عودة الزملاء سالمين، ولم تتوقف يوما واحدا عن متابعتهم...
أما أنا سأبلغك بإذن الله حينما ألتقيك بتفاصيل كثيرة أعرفها ولا يعرفها غيري في القناة، تثبت أن ملفكم كان الشغل الشاغل للإدارة .
عزيزي إسحاق والله ثم والله لم أكن لأجلسَ دقيقة واحدة أنا وباقي الزملاء الموريتانيين في القناة لو أن الإدارة توانتْ لحظة واحدة في قضيتك...ولو لم نجد الأدلة الدامغة على ذلك.
سامحك الله يا صديقي عبد الله، فو الله ما توقعتُ منك أن تُزايِد عليّ شخصياً ولا على الزملاء في أزمة أخينا إسحاق، فكّ الله أسره. الشيخ ولد السالك صحفي بقناة سكاي نيوزعربية