إن الحركات التى تظهر بين الفينة والأخرى وتدعى الدفاع عن مصالح بعض الفيئات، حيث ملأت أخبارهم بعض المحطات الإعلامية وكثر القيل والقال فى حقيقة تلك الحركات ومدى إستنادها لقاعدة جماهرية بين المواطنين العاديين .!!! إن تلك الظواهر لا تتعدى الحيز الإعلامى المتحال لها مجرد حركات طارئة ظهرت مع الإنفتاح الإعلامى الذي يشهده البلد فكان ذلك وقودها الفعلى والدافع الملهم لبعض رواد تلك الظواهر. إن الظاهرة البيرامية و الداودية تتشابهان إلى حد كبير فى الأهداف والأساليب وإن كانت الظاهرة البيرامية اكثر راديكالية حسب ماهو معلن، فتلك الظواهر لا تتعدى أستديو بعض وسائل إعلامنا الخاصة أو أزقة عالم "مارك" الأزرق فهنالك قوتها وموقعها الحقيقى ، أما المواطن البسيط فلا يعبه بتلك الجماعات ولا يعتم لتحركاتها فموريتانيا الأعماق بخير لا حديث عن أى تهديد من أى نوع، السلم الأهلى مصان من المواطنين العاديين ولا يوجد له أى تحدى من أى نوع ، تلك الحملات والظواهر المواطن العادي فى : "بئر أم كرين، شنقيط، مكطع لحجار، كيهيدى، فصالة".....لا يصدقها ولا تشغل جزء من وقته ، شعب مسالم بفطرته يأكل "الارز " فى النهار، و " كسكس او العيش" فى الليل، ويجمع من الأواصر والتواصل أكثر مما يفرقه فذالكم صمام الأمان لأى أختراق من أى كان ، تلك الظواهر لا مستقبل لها حتما وستظل محصورة فى بضعة ألاف من هذا الشعب الذي يقترب من الملايين الأربعة.
لقد كان موقف رئيس الجمهورية من قضية الوحدة الوطنية فى لقائه الأخير موفق هكذا يجب أن يكون وكذلك احزاب المعاهدة والتى اصدرت بيان دعت فيها لسحب رخص بعض القنوات المحرضة على الإنقسام وتسعى للفرقة بين مكونات هذا الشعب المسالم، وكل سياسي يراعي مصﻻحة البلد يجب أن يكون فى ذلك الإتجاه بعيدا عن المناكفات السياسية فالمصلحة الوطنية تقتضي المحافظة على السلم الأهلى وصيانته وتركه بعيدا التجاذبات السياسية والوقوف فى وجه كل من تسول له نفسه اللعب على ذلك الوتر.
لقد إتخذت الدولة خطوات شجاعة في مكافحة مخلفات الرق فسنت القوانين وأنشأت قطاعات لذلك، فالقضاء على مخلفات لا يكون إلا بتشجيع التعليم بين أبناء الطبقات المحرومة، بالإضافة لإقامة مشاريع فى المناطق الداخلية بعد سنوات سيظهر جليا لكم أنه لا نتائج ملموسة لتلك الدعوات والحركات التى يعلو صوتها الآن وأن صوتها الإعلامى كان أعلى بكثير من واقعها على الأرض ،بعد فترة سيظهر أنه لا جديد لتلك الحركات والدعوات سوى تقدم أصحابه فى السن وركوبهم لبعض السيارات الفارهة، لن يتغير شيء و سيظل المواطن البسيط له أولوياته الخاصة والتى فى مقدمتها العيش الكريم بعيدا عن تلك الحركات المستحدثة فبلدى بخير وسيظل كذلك والمواطن العادى صمام الأمان يقف حجر عثر أمام كل من تطاوعه نفسه بتعكير السلم الأهلي.