الحوار أسلوب مدني قبل أن يكون من أركان الديمقراطية الحديثة ، لكنه قد يكون سببا في تأخر الشعوب في حال تم استخدامه من طرف جهات توظفه لأغراض خارج نسقه المألوف .من هنا يمكننا أن نعرج على أهمية الحوار:
فللحوار أهميه كبيرة، فهو من وسائل الاتصال الفعالة؛حيث يتعاون المتحاورون على معرفة الحقيقة والتوصل إليها؛ ليكشف كل طرف منهم ما خفي على صاحبه منها،والسير بطريق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق.والحوار مطلب إنساني، تتمثل أهميته باستخدام أساليب الحوار البناء لإشباع حاجة الإنسان للاندماجفي جماعة، والتواصل مع الآخرين، فالحوار يحقق التوازن بين حاجة الإنسان للاستقلالية، وحاجته للمشاركة والتفاعل مع الآخرين.كما يعكس الحوار الواقع الحضاري والثقافي للأمم والشعوب، حيث تعلو مرتبته وقيمته وفقاً للقيمة الإنسانية لهذه الحضارة وتلك.وتعد الندوات واللقاءات والمؤتمرات إحدى وسائل ممارسة الحوار الفعـال، الذي يعالج القضايا التي تواجه الإنسان المعاصر.وقد مرت بلادنا بتجارب أعتبرها البعض منا نموذجا ساهم في امتصاص الهزات السياسية التي كادت أن تهوي بالبلاد في نفق مظلم ، في حين يرى البعض الآخر أننا لم نستفد من تلك التجارب ،بل كنا نعالج الوضع علاج الشخص غير المتخصص الذي يبحث عن العلاجات الأولية التي ما إن ينتهي مفعولها حتى يبدأ المريض في التعبير عن آلامه.ونحن اليوم أمام مشروع حوار يتفق الجميع على حاجة البلاد له ، لكن أطرافه تختلف في شكل الطاولة التي يُنتظر أن تُستخدم لهذا الحوار.إن موريتانيا العزيزة تستحق منا جميعا أن نخرجها من هذا التدافع الذي طال فيه الحديث ، بعيدا عن الحلول التي لا تراعي طبيعة مكونات البلاد .عاشت موريتانيا مستقلة و آمنة