إنتقد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بشدة المعارضة الموريتانية المنتظمة في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، واصفا إياها بالإفلاس، وقال الحزب في بيان تلقت وكالة "موريتانيا اليوم " نسخة منه إن "معارضة المنتدى ـ للأسف قررت أن لا تستفيد من سجلها الحافل بالإخفاقات، ومن أساليبها غير الجدية في التعاطي مع القضايا التي تهم الوطن والمواطن، فها هي تعاود الكرة في محاولة يائسة للتشويش على زيارة فخامة رئيس الجمهورية من خلال "البيان الفضيحة" الذي أصدرته يوم 29 مايو الجاري.
قصة معارضة المنتدى مع زيارات الرئيس بدأت من الحوضين، ويبدو أنها مستمرة لتكشف شيئا فشيئا عن حقيقة "منتدى" منهار، نذر نفسه لمناهضة كل عمل إصلاحي يسهم في ازدهار البلاد وتحسين ظروف شعبها".
وأضاف الحزب الحاكم في بيان صادر عن لجنته الاعلامية في وقت متأخر من مساء أمس: "كان أول اعتراض تقدم به المنتدى على زيارة الرئيس هو أنها استمرار "للزيارات الكرنفالية التي تثقل كواهل المواطنين في الداخل من دون أن تساهم في حل مشكلاتهم"، ـ على حد تعبير المنتدى ـ وسرعان ما تهاوى هذا الاعتراض أمام حقيقة أن الزيارات الرئاسية الحالية تختلف عن ما كان مألوفا لدى الأنظمة السابقة، وأنها مكرسة بالفعل للإطلاع ميدانيا على الأوضاع التي يعيشها السكان وعلى العقبات التي قد تواجهها خطط إنجاز المشاريع التنموية القاعدية في شتى مجالات الحياة ودراسة سبل التغلب عليها، وأن نتائجها تنعكس إيجابيا وبشكل ملموس على التنمية المحلية في المناطق المزورة.
عندها لجأ المنتدى لترويج ما فحواه أن للزيارات هدفا غير معلن يتمثل في "تهيئة الظروف لتعديل دستوري"، وحين قطع الرئيس الشك باليقين حول هذه المسألة وتبين أن تعديل الدستور هو مطلب لبعض أطراف المعارضة، تفتقت عبقرية "المنتدى المنهار" عن اكتشاف غريب من نوعه يفسر الزيارات الرئاسية "برغبة الحكومة في تشجيع بيع وقود السيارات"....!
وحين لم يعط هذا الاكتشاف الصدى المطلوب، واصل المنتدى تخبطه قبل أن يستقر رأيه مؤقتا ـ في بيانه الجزافي شكلا ومضمونا - على أن الهدف من زيارات رئيس الجمهورية هو "الظهور بمظهر الرئيس المحتضن من طرف شعبه والمعبر عن إرادته"، مجددا رفضه ـ المنتدى ـ لهذه الزيارات، وناعتا الشعب الموريتاني بأوصاف مهينة، ومتمنيا له "جفافا لا يبقي ولا يذر"....!ه
ذا هو الخطاب الجديد / القديم الذي طلع علينا به منتدى المعارضة في "بيانه الفضيحة"، مع أنه على هذا المستوى من الإسفاف والتناقض، فلا ينبغي الحديث عن خطاب، وإنما عن انفعالات مرضية كفيلة لوحدها بأن تفضح الوضع المأساوي الذي آلت إليه هذه المعارضة بعد أن خنقتها العزلة وحولها الإفلاس واليأس إلى "ورم" مهمته تشويه الجسد الوطني وشغله في مهاترات جانبية لا تخدم سوى ثلة من المتباكين على عهود القهر والفساد.
أي إفلاس فوق أن يتجرأ "المنتدى" على إظهار ما كان يضمره، ليتهم الشعب الموريتاني بأنه "جمع من المصفقين والمتملقين"....؟ وأي يأس فوق لجوئه لاستخدام لغة التهديد ضد الجمهورية، وكأن الجميع لم يجربوا "حماسه الثوري" ولم يملوا سماع جعجعته المقرونة بالفشل كلما قرر خوض إحدى مغامراته تلبية لأوامر من يستغلونه ومن يدفعون لبعض قادته.....؟
بعد ذلك يذرف المنتدى دموع التماسيح على الثروة الحيوانية....! وكأنه لا يعلم بأن برنامجا خاصا قد تم تصوره وإعداده واعتماده في الوقت المناسب، ويجري تنفيذه حاليا، وتتحمل بموجبه خزينة الدولة 50% من تكاليف الأعلاف التي أصبحت متوفرة في جميع ولايات الوطن....! لسنا بحاجة للتذكير هنا بأن الصمت كان أولى للمنتدى الغارق في صراعاته الداخلية، غير أن حرصه على مناهضة المصالح العليا للبلاد وقلقه الدائم من أي تحسن في ظروف الشعب، يجعلانه جاهزا للانفعال في كل لحظة توضع فيها لبنة جديدة من المشروع المخلص لرئيس الجمهورية، إذ لم يعد سرا أن المنتدى لم يعد لديه ما يقتات عليه سوى معاناة الشعب والترويج للشائعات ونشر الأباطيل.
وهنا يكمن الفرق الجوهري بين مشروعين متناقضين: مشروع فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي يستثمر من أجل النماء والازدهار والأمن، من جهة، ومشروع منتدى المعارضة الذي يستثمر في المعاناة والبؤس والفوضى وإعادة إنتاج سيناريوهات الترعيب والتنفير والتشكيك، على شكل اسطوانات مشروخة تعيد تكرار نفسها مفتعلة ما يشبه حد التماهي مفعول صراخ في واد ونفخ في رماد، رغم ما تخلفه من كلل واشمئزاز لدى الرأي العام الوطني بكل مفاصله.لذلك ليس غريبا أن يستهزئ المنتدى من إعطاء الأولوية لتعليم أبناء الشعب، وتوفير الرعاية الصحية لهم، وفك العزلة عن مدنهم وقراهم، وتقديم الخدمات الضرورية لهم في شتى مناحي ومناشط الحياة اليومية، والإصغاء باهتمام لمطالبهم عن قرب، والتجاوب معها، لأن حرب المنتدى هي حرب على الشعب وليست من أجله، ولأن ما بقي من طاقات "المنتدى المنهك" مكرسة للكيد والتزييف والتضليل، ألا وهو أهلك القوم .