المجد يُوَّرَّثُ.. لكنه لا يُورَثُ
كادت الأدبيات السلالية التي تشكل مجمل موروثنا الفخري أن تجعل المجد مرتبطا بالمحتد فالكريم نجل الكريم و السخي ابن السخي حتى العالم يجب أن ينجب عالما مثله أو يفوقه.فهل هذا صحيح ؟
الصحيح أنه ما من مولود إلا و يولد على الفطرة والفطرة خامة قابلة للتشكيل في حدودٍ تُقَوْلِبُها التربية البيتية ،أولًا، و التعليمية ، تاليا، و التهذيبية مَخْتَمًا.وقد تحدث حالات تكثر و تقل من تمنُّع الخامة عن التطورمهما كان العامل الداخل عليها، كما يحدث،غالباً، أن تتطور الفطرة في اتجاه النبوغ بعيدا عن المحتد والتربية فتهذب نفسها بنفسها في حالة "عصامية" يعرف موروث البشرية الكثير من نماذجها الباهرة، كما أن تاريخ البشر متخم بالنماذج "الخائبة" التي هدمت أمجادا مُوَّرَّثةً لم تستطع أن تَرِثها فكانت نهاية مأساوية لمحتد و مقبرة لمجد و مدفنا لعلم...
أماَّ بعدُ...فقد شهدتُ ، أيامنا هذه ، نخلةً باسقةً كانت تُرْمَى بالحجر فتُساقط الرطب الجنيَّ و الظل الرخي و المدَّ السخيَّ .. وقد بَدَأَ "خلقها" الجديد يحز جذورها الضاربة في خصب الطين الخلَّاق والماء الرَّقْرَاق لتفقد النسغ و الأنساق...
وتلك قصةٌ أخْــرَى...