خلف الإعلان عن الاكتشافات الغازية والنفطية بموريتانيا والسنغال حالة من القلق والترقب بسبب عامل القرب في موقع الحقلين، فبعد حالة التفاؤل التي سادت البلدين جاء نشر خرائط اكتشافات الغاز والنفط في المياه الإقليمية للبلدين ليزيد من مخاوف المراقبين، مما يمكن أن تشكله هذه الاكتشافات على العلاقات بين البلدين الجارين اللذين سبق أن نشبت بينهما حرب أهلية عام 1989.
وكشفت الخرائط التي نشرتها شركة "كوسموس أنيرجي" الأميركية عن وجود حقل الغاز على الحدود الجنوبية لموريتانيا وهو ممتد إلى داخل المياه الإقليمية للسنغال، حيث يوجد حقل كبير للغاز وآخر للنفط، وأكد آخر بيان صادر عن الشركة هذا المعطى، وقال إن مركز الحقل الذي عثرت عليه يوجد في موريتانيا، وتمتد جيوب منه داخل الحدود السنغالية.
ومن أجل طمأنة الشارع الموريتاني قال الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، إن موريتانيا لن تكون لديها مشكلة مع السنغال بسبب استخراج ثروة الغاز، موضحا أن بعض الاكتشافات التي أعلن عنها توجد على بعد 2500 متر من حدود السنغال. وأضاف أن هناك حلولا كثيرة وقوانين معروفة حين تشترك دولتان في مثل هذه الحدود، مؤكدا أن ما يجمعنا مع الجارة السنغال أهم بكثير.
غير أن المراقبين يتخوفون من كيفية تقاسم الغاز بين البلدين، خاصة أن لموريتانيا تاريخ سيئا من التعامل مع شركات النفط بعدما سببته شركة "وودسايد" الأسترالية من خسائر لموريتانيا، وتورط كبار المسؤولين إبان عهد الرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع في عقد صفقات مشبوهة لتسهيل عمل الشركة والأضرار بمصالح البلاد.
وكانت الشركة "كوسموس أنيرجي" الأميركية قد أعلنت مؤخراً عن اكتشاف احتياطات ضخمة من الغاز تفوق التوقعات التي سبق الإعلان عنها من طرف الشركة بموريتانيا، وأوضحت أن عمليات الحفر التي تجريها في سواحل موريتانيا مكنتها من استكشاف كميات ضخمة من الغاز بعمق 10 أمتار أبعد من منطقة الاستكشاف الماضي.
وقالت الشركة في بيان عبر موقعها الإلكتروني إنه بعد عمليات تنقيب واسعة حصلت على مؤشرات بوجود الغاز وباحتياطي كبير فاق التوقعات، وأضافت أن الأمر يتعلق ببئر "تورتي" رقم 1 في الجزء الجنوبي من المياه الموريتانية يمتد إلى شمال السنغال.
وبعد أيام من إعلان اكتشاف الغاز بموريتانيا، أعلنت نفس الشركة أنها اكتشفت حقلا من الغاز والنفط بالمياه الإقليمية للسنغال، ووصفت الحقل بأنه حقل "هائل" من النفط والغاز سيجعل السنغال تخطو بقوة نحو قائمة البلدان المنتجة للنفط.