كلّما أخذتنا الذاكرة إلى الوراء، إلى أيام خطت تفاصيلها على كتب التاريخ القديمة، ارتسمت في أذهاننا صورة مدينةٍ اختال غرورُها فوق السحب بعدما أطلقت عليها أسماء عدّة كبيزنطية، القسطنطينية، الآستانة واسلامبول، وبعدما عُينت عاصمة لكلّ من الإمبراطورية الرومانية، الدولة البيزنطية ومن ثم السلطنة العثمانية، بعد تمكّن محمّد الفاتح من اقتحامها.
لم توافق هذه المدينة التي لم تشأ الّا أن تترك جزءا من كيانها في اوروبا فيبيت الجزء الثاني بين احضان أسيا، على قرار مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك في العام 1923 بنقل العاصمة الى انقرة، خوفا من ان يفرض الاوروبيون سيطرتهم عليها فينهار جسم الدولة الفتية. فأصبحت اسطنبول عاصمة تركيا المالية، الاقتصادية والثقافية ومدينة تضمّ في باطنها معالمَ تاريخية لا تزالُ حتى يومنا هذا تنبض بالحياة وتعيد الى المدينة زهوَها وبريقَها.
فشوارع اسطنبول حيّة، تماماً كمضيق البوسفور الذي يسيل في عروقها، وفي كل زاوية من زواياها قصة تكشف الستارعن كل ما تختزنه هذه المدينة من حكايا تفوح منها رائحة الامبراطوريات التي ظلت حية في وجدانها رغم مرور الايام وانقضاء العصور.
هذا ما جعل المدينة التركية احدى المدن التي استقبلت العدد الاكبر من السياح في الآونة الاخيرة، اذ " ان اسطنبول استقبلت 9.7 ملايين سائح في العام 2013 ومن المتوقع ان يطاول هذا الرقم 11.6 ملايين سائح هذه السنة، استنادا الى الارقام الصادرة عن MasterCard Global Destination Cities Index.
ويشار الى ان اعداد السياح الذين زاروا هذه المدينة يرتفع من سنة الى سنة، اذ ارتفع من 7 ملايين زائر عام 2008 الى 7.5 ملايين عام 2008.
وقد احتلت اسطنبول للمرة الرابعة تواليا المركز الثالث على لائحة المدن الاوروبية الاكثر استقطابا للسياح، بعد باريس ولندن، والمركز السابع عالميا بعد لندن، باريس، بانكوك، سنغافورة، دبي ونيويورك، كما اعتبرت المدينة التي استقبلت العدد الاكبر من الزائرين الوافدين عبر الطائرات. ومن المتوقع ان تتفوق على باريس في حال استمرار عمليات الوصول على هذه الوتيرة المطّردة.
اما بالنسبة الى نسبة انفاق السياح، فأتت اسطنبول في المرتبة الرابعة خصوصا ان التوقعات اشارت الى ان هذه النسبة ستلامس 9.38 بليون دولار هذه السنة.
وعلى خط متواز، أظهرت الإحصاءات أن المدينة استقبلت 5.38 ملايين زائر خلال الفترة الممتدة من كانون الثاني الى تموز، اي بزيادة 9% عن الفترة عينها من العام الفائت. ولوحظ ان 9.9% منهم اتوا من المانيا، 5.6% من روسيا، 5.6% من الولايات المتحدة الاميركية، 4.4% من ايران، 4.1% من المملكة المتحدة، 4.1% من فرنسا و3.7% من ايطاليا.
ويشار الى ان اكثر المطارات التركية استخداماً، مطارات اسطنبول وانطاليا.
النهار اللبنانية