محرك السيارة يطلب النجدة على طريق لوت 20 كلم تقريبا شمال طريق الأمل عند نقطة اشكيك وهي احدى طرق الصعود من جهة الشرق الى هضبة تكانت الشهيرة وسط موريتانيا ، صخور وطرق متعرجة بالغة الصعوبة أحيانا ، انها الرحلة نحو محظرة لمرابط الحاج ولد فحفو احدى أشهر محاظر موريتانيا على امتداد أكثر من قرنين كانت مركز اشعاع علمي لتدريس القرآن الكريم والمتون الفقهية واللغوية المختلفة ككتب الاخضري وابن عاشر واخليل والدسوقي و ألفية ابن مالك وغيرها من الكتب الفقهية الشهيرة التي نهل منها أبناء الصحراء ، وخرجت حفاظ القرآن الكريم والفقهاء والعلماء الأجلاء
العالم الورع لمرابط الحاج ولد فحفو لزم الفراش منذ فترة طويلة بفعل الشيخوخة والمرض لكن لسانه لا يزال رطبا بذكر الله ،
أعرشة ودور متواضعة والمسجد المتربع في وسط القرية قرب بيوت واعرشة مخصصة لطلاب المحظرة القادمين من كل فج عميق ، عشرات الطلاب من مختلف الأعمار يمسكون بالواحهم الخشبية المميزة للمحظرة الموريتانية العريقة وبعضهم يحمل كتبا يتحلقون حول المسؤول عن المحظرة في الوقت الراهن حدمين ولد فحفو الذي يستقبل زواره بأخلاق رفيعة و وضحكة مرسومة على المحيى وترحاب كبير .
بملامح غربية خالصة وأدب جم واتزان يجلس عبد الرحمن أرمغان الكندي 16 سنة بدراعة بيضاء ولثام أبيض وضعه حول عنقه ، ابوه من أصل تركي أما أمه فهي كندية .
جاء للمحظرة منذ أشهر اثر تشجيع والديه بعد أن نصحهما الداعية الامريكي الشهير حمزة يوسف ، حفظ 16 حزبا والآن يدرس متن ابن عاشر لتعلم الفقه ، اصبح يتكلم العربية قليلا ، يقول انه شعر في البداية بالتعب والمرض بسبب اختلاف المناخ والظروف لكنه الآن تعود و أصبح يحب حياة المورريتانيين لما فيها من صدق ومحبة ويتدخل أحد أصدقائه قائلا أصبح يفضل لقب عبد الرحمن المسومي فيعقب ارمغان او المسومي ضاحكا هازا رأسه .
أما الأمريكي نوح كيم 15 سنة فقد فضل دراعة سوداء وقميص قصير ابيض (تيشيرت) ابوه من أصل كوري ، قادم من فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكي حفظ حزبين وكتب متن الأخضري ، يقول انه سيغادر بعد 10 أيام ويأمل أن يعود .
أما صديقهم اسلمو ولد الشيخ من سكان مدينة كيفه وسط مويتانيا 20 سنة فهو طالب باكلوريا ترشح السنة الماضية ولم يوفق حفظ الى حد الآن 7 أحزاب وكتب الأخضري ، يقول ان الحياة جميلة وفي أجواء ربانية .
يتفرق الطلاب ضحى نحو المرتفع المحيط بالقرية لدراسة وحفظ ماكتبوا على الألواح الخشبية في جو من السكون والعزيمة .
الحرية نت