في ظل عودة الحديث عن "الفيش بين كسكس والعيش" أحكي لكم قصتي مع "العيش". ذات يوم من خريف 2006 كنت متوجها إلى السنغال، ووصلت إلى روصو أصيلالا،
فالتقيت صديقا من إحدى القرى غير البعيدة من المدينة، فأصر على أن أجتنب السرى وأقضي معه الليل فاستجبت له ورحنا إلى أهله في القرية.
استُقبلت بكثير من الحفاوة والترحيب، وكنت أخذت على صديقي عهدا بأن لا يغير حالا في وجبة العشاء.
وكما هو متوقع كانت الوجبة "عيشا" وحليبا.
قدمت لي والدة الصديق في تلك الليلة الظلماء، إناءً لم أر فيه إلا لبنا فشربت حتى إذا أنهكت الشُربة فطنت إلى طعام لم يعد اللبن يغطيه بالكامل،
فأخذت منه لقمتين أو ثلاثا وأعدت الإناء فانتبه صديقي إلى أنني لم أحسن التعامل مع هذه الوجبة "المحترمة"، فقص الأمر على والدته
التفتت إلى الوالدة وقالت "هذا ال عدلت ماه ال يتواس" أجبتها "وذا ال عدلت انتي أثرو هو ال يتواس"؟.
وأضافت: "حد يذوب العيش في اللبن إلين يملاس ولا تلى يفاصل واحد منهم عن الأوخر ويشرب".
فرددت عليها "حد كاع يعطيل سيد عيشو في اكدح وحدو، ولبنو في اكدح وحدو، ييدم ال لاه يوكل من العيش ويبقالو ش صافي من لبنو يشربو ولا يزركو".
ضحكت كثيرا، وسمع بعض الجيران جانبا من الحوار "الساخن" فأقبل علينا بعضهم وهم يضحكون،
وأخذ كل يدلي بتعليقه وسط جو من المزاح لم يغب عنه السجال التقليدي المناطقي.
تدوينة ـ سيدي ولد جدو