في أول يوم من أيام الشهر الكريم نشرتُ على صفحتي الشخصية في "الفيس بوك" منشورا تحت عنوان "مجرد فكرة" وقد لاقى هذا المنشور تجاوبا كبيرا من طرف عدد كبير من الأصدقاء.
وهذا هو نص المنشور: "عدد أصدقائي 5000صديقا
...فكرتُ فيما لو تصدق كل واحد من أصدقائي بمائة أوقية كل يوم من أيام رمضان أي أنه سيتصدق خلال كل الشهر الكريم ب3000 أوقية.أتدرون ماذا يعني هذا؟مائة أوقية من كل أصدقائي تعني نصف مليون أوقية يوميا ...هذا المبلغ يمكن أن يمول مشروعا صغيرا لرب أسرة فقير.أي أنه يمكننا كمجموعة أصدقاء أن نمول ثلاثين مشروعا لثلاثين أسرة خلال شهر رمضان الكريم...هذا بشرط أن يتصدق كل واحد منا بمائة أوقية فقط في كل يوم من أيام رمضان..فما أبسط هذا ...وما أصعب تنفيذه.ليتنا نتوصل لطريقة عملية تمكننا من تنفيذ هذا المشروع الخيري الطموح. "ذلكم كان هو نص المنشور، ومع أني لازلتُ ـ وإلى الآن ـ أبحث عن آلية لتنفيذ هذا المشروع الخيري، وأرجو أن أتوصل إليها قريبا، إلا أني مع ذلك قررتُ أن أنشر هذه الفكرة على شكل مقال، وذلك لكي يطلع عليها عدد أكبر من القراء. فمن يدري فربما تقرر مجموعة ما أن تنفذ هذه الفكرة فيحصل بذلك ما كان يُراد من عرضها على الأصدقاء.تصوروا مثلا لو أن أحزابا سياسية قررت أن تنفذ هذه الفكرة خلال الشهر الكريم، وتصورا أن الأحزاب التي قررت أن تنفذ هذه الفكرة كانت من الأحزاب التي ينتسب إليها عشرات الآلاف من "المناضلين".وتصوروا مثلا أن شباب حي ما أو قرية ما أو مدينة ما قرر أن ينفذ هذه الفكرة خلال هذا الشهر الكريم.أتمنى أن تجد هذه الفكرة تنفيذا، وأتمنى أن يشارك عدد كبير من فقراء موريتانيا في إعانة عدد كبير من الموريتانيين الأكثر فقرا خلال الشهر الكريم، وذلك بمثل هذه الطريقة البسيطة في التصدق، والتي لا تكلف المتصدق مالا كبيرا (100 أوقية لليوم)، ولكنها مع ذلك قد تغير حياة أسرة فقيرة، وفد تنقلها من حال إلى حال.إنه ليس للفقراء أي حجة ولا أي عذر في أن لا يتصدقوا، مادام بإمكانهم أن يتصدقوا بمبالغ زهيدة تتناسب مع قدراتهم المالية، وما دامت مثل تلك المبالغ الزهيدة قد تتحصل منها مبالغ ضخمة قد تساهم في تغيير حياة عدد كبير من الموريتانيين الأكثر فقرا.إن التصدق يوميا بمائة أوقية خلال أيام الشهر الكريم لن يكون مجحفا بالفقراء، وعلى الفقراء أن يعلموا بأن هذا الحديث لم يترك لهم أي حجة ولا أي عذر في أن لا يتصدقوا. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة)).حفظ الله موريتانيا..