في مساجلة رائعة بين العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله والعلامة بداه ولد البصيري رحمه الله فقد قال الشيخ عدود أبياتا يذكر فيها خصال العلامة بداه ولد البصيري حيث يقول:
الشيخ بداه الإمام دون شـــــك *** مصنف مــدرس مفـــــت مــزك
موئل ذي حاج منير في حلك *** شفــــيع جان مرشد مـــن ارتبـك
يجمعه والعذب قدر مشتــرك *** لولاهما لمصـــــــرنــــا هذا هلك
شهادة ليست كتسليم بفــــــك *** من باب أسلفنـــي على أن أسلفك
قصدت شيخنا بها أن أنصفك ** .....................................
وعندما سمع العلامة بداه أبيات عدود قال له: والله لا أجلدك في الخمر بعدها..! إشارة إلى قصة أبي محجن الثقفي المعروفة، وأنشد بداه قائلا:
أنصفتني فرمت أن أعرفك *** بشيمة الأشراف كي أشرفك
شيمتهم الإنصاف قولة بفك *** لم يكن القصد بها أن أسلفك
في الخمر بعد هذه لن أجلدك ** ..............................
امش عــــدود وخلعّن *** ومش بداه وانــــا لله
وبكات الناس ابلا عدود *** وبكات الناس ابلا بداه
وللإفادة: قصة أبي محجن الثقفي هو صحبي جليل ابتلي بإدمان الخمر، فكان لا يقلع منه ويؤتى به فيجلد ثم يعود ثم يجلد ثم يعود، ويأتي زمنا ويخرج في جيش في معركة القادسية ويأتي به ثملا لسعد الذي قرر حرمنه من المعركة ووضعه في السجن وبدأت المعركة وأصيب سعد ووضع على ربوة لمشاهدة المعركة وعندها طلب أبي محجن من زوجة سعد سلمى قائلا فكي قيدي وأعطيني فرس سعد وسلاحه، فإما أنا رجل قتلت فاسترحتم مني، وإلا والله إن أحياني الله لاعودن حتى أضع رجلي في القيد. وفعلا تفك قيده وتعطيه فرس سعد وسلاح سعد، فإذا بميدان المعركة يشهد فارسا يكر فيها يضرب ضرب المتحرف للقتال الذي جرب ألم الفطام منه.
فيعجب سعد ويقول ما أرى: الضرب ضرب أبيمحجن والكرُ كر البلقاء (فرس سعد)، ولكن أبا محجن في القيد والبلقاء في الاسطبل. وتنتهي المعركة ويأتي قواد المعركة يقدمون التقارير لسعد، فإذا به يسأل من الفارس الذي رايته كأبي محجن ضربا على فرس كالبلقاء؟ ويأتيه الجواب من سلمى ذلك أبو محجن وتلك البلقاء، أما كان في القيد؟ بلا ولكن كان من شنه كذا وكذا. فيكبر سعد رضي الله عنه هذا الموقف، ويقوم خال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي محجن يفك بيديه الطيبتين القيود من رجل أبي محجن ويقول: قم فو الله لا أجلدك في الخمر أبدا. فقال أبو محجن، سبحان الله لا أجلد في الخمر؟ كنت اشربها يوم كنت أطّهر بالجلد، أما الآن فو الله لا أشربها أبدا.
وكيف يجرئ أن يشربها وقد جرب عقوبتها التي كانت الحرمان من المشاركة في العمل للدين. نرجو أن تنال القصة اعجابكم ورمضان كريم نقلا عن صفة المدون عبد الله محمدو على الفيسبوك