أحيانا تدخل في جهاد مع نفسك كلما هبت نفحات شهر الرحمة والغفران فتحاول الابتعاد عن كل ما ينغص أجواء الصيام، لكنك تكتشف أن هناك "كتل بذاءة" تصر على أن يصلك عفنها حيث آثرت الانزواء.
متعبة هي عملية تنقية "القاموس" حين يكون الحديث عن خلية "إفك" تقذف زيفها وكذبها كلما شد من يملك زمام "بطونها" حبل البذاءة الذي منه تقتات، لكن مع ذلك يبقى في محاولة التنقية تلك أجر ومثوبة.
لم أستغرب تلك (المناحة) التي انطلقت بعد تصريحات النائب محمد غلام ولا تلك الحملة الهجومية التي جاءت مفزوعة كالجراء ومهزوزة كجذوع النخل الخاوية، فالرجل طالب الرئيس بالاستقالة عقب فضيحة الشاحنة التي قضت على آخر بقعة للشفافية في وجه النظام المتغضن الذي لم تبق فيه أي مزعة وقار ولا موضع أصبع إلا وقد سوده الفساد وسوء التسيير الممتزج بالكذب والعار.
خرج أعضاء خلية "الإفك" يجرون ألسنتهم وراءهم، يهرفون بما لا يعرفون وفي لحظة "سكر" بالذات العزيزية قاموا بقذف النائب المحترم بما في أقلامهم المأجورة من بذاءات يجدون صعوبة حين يتصورونها في غيرهم.
مهلا أيها "النبيحة" قبل أن ترفعوا أعينكم الرمداء تذكروا من أنتم! لن أتحدث بالتفصيل عن من ترامته الحانات والمواخير قبل أن يرتفع شيئا فشيئا إلى ماخور السياسة، لأن خبث تلك المسيرة لا تنفع معها "تنقية القواميس"، وبالطبع لن أزيد ذاك النكرة الذي أتى في سياق النفي قدرا حين أضعه في حجم من يستحق ردا "فالمواسير" التي استقبلت سيده لن تضن عليه بأنتنها ريحة حين تودى به عبادة "بطنه" فيصاب بتخمة البذاءة، وبالتأكيد سأكتب مشفقا على ذاك الذي ارتطم بمبادئه حين رخصها ذات يوم في حضيض السفالة، ولن يكون بإمكانى تجاوز ذاك المخضرم في وكر التآمر لأطلب منه فقط أن يحاول أن يحصي معي كم من "معلومة" سرق وكم من بيئة "طاهرة" عبث بها وتركها وراء ظهره تشكى أن مر يوما بأديمها فتركها ضحية التدنيس.
آخر ما يمكننى أن أتصوره أن تتحدث تلك الشلة عن الإسلام والوسطية والتزكية وعن القيم والإباء، وفيهم من انغمس من أنفه حتى أخمص قدميه في قاع الرذيلة بكل ما تعنيه من قيم لائكية ومن حرب على قيم الدين ومعانيه وعلى طهره وسموه وأنفته وشفافيته.
من ينسى مداخلة كبير "الشلة" في أحد البرامج التلفزيونية على فرانس 24 وهو يكيل الشتائم لمواطنه الموريتاني فقط لأنه عضو في منظمة الطلاب المسلمين في فرنسا، تلك المنظمة التي وصفها بأنها عنصرية وإرهابية فقط لأن أعضاءها لا يقضون ليلهم بين المواخير والحانات ولا يمنحون حر وجوههم ليكون وطاء لأحذية العسكر.
من ينسى أن تلك الشلة ثقبت حناجرها منذ سنين عجاف لتسيل لعاب التملق والنفاق الذي سينقلهم من وظائف يتحكم فيها مكلف بالعلاقة ما بين رئيس الحزب الحاكم ومغاسل الثياب التي يتعامل معها الرئيس وحرمه المصون.
كان كل ما سبق عن تلك "الشلة" وعنها فقط ، وقد تعرض لعملية "تنقية" أخفت من بقع السوء الكثير، أما بالنسبة للمقالات والأفكار والمعاني المتهافتة التي أوردوها في "سخافاتهم" فأسجل ما يلي:
- إن مطالبة النائب المحترم محمد غلام ولد الحاج الشيخ باستقالة الجنرال قد أزعجت القصر الرئاسي فأطلق جراءه في كل اتجاه لكنها جراء عمياء كالعادة.
- إن هيستيريا النباح المتواصل تؤشر على المؤامرة الكبيرة التي تستهدف الديمقراطية ودليل واضح على أن التمديد للعبور على أجساد الشعب نحو حلم المملكة الرعناء قد حسم بالفعل وأن جراء الحرامية قد منحت الضوء الأخضر لتدافع عن ذاك الحلم الذي لن يتحقق أبدا.
- ليس البؤساء هم الفقراء المدقعون الذين ينامون على الثرى ويحلمون بعيش رغيد ووطن عادل قبل أن يستيقظوا على وجع السنين وآلام الحياة وغلاء الأسعار وعجز النظام العزيزي عن توفير حبة قمح أو جرعة دواء أو قلم لمسكين، هؤلاء هم عامة الشعب الموريتاني هم المعذبون في الأرض، أما البؤساء الحقيقيون فهم سماسرة الضمير وباعة القلم ومؤجورو الحناجر.
عن أي كرامة تتحدث تلك الشلة، ألا يطحن المواطن تحت لهيب ارتفاع الأسعار والأزمات المتفاقمة والفساد الذي طال واتسع حول محيط الجنرال وحاشيته الأقربين.
هل أتاكم حديث بن العائلة المالكة وكيف انتقل من حضيض الفقر إلى علالى الثراء الفاحش!.
هل أتاكم حديث قصور السيدة الأولى وثرائها وحفلاتها الصاخبة، حين يموت الشعب في المشافى وعلى أسرة المشانق التي تسمونها وزارة الصحة!.
هل أتاكم حديث تزوير الأدوية - منذ أيام فقط - وقد كان بطله من عائلة الجنرال ومقربيه، و كان ضحيته شعب تسرق مقدراته من طرف شلة لا يردعها دين أو قيم أو أخلاق.
على مهلك أيتها الشلة المأجورة ففضائح النظام أزكمت الأنوف ولن تستطيع بذاءاتكم أن تغنى عن افتضاحها شيئا، إنما تشهدون الخلق على أنكم ممن يشهد بالزور ويجعل من وجهه مناشف لعار الديكتاتوريات.