مع إطلالة الشهر الكريم غالبا ما تعمل القنوات الفضائية على امتاع جمهورها بمسلسلات وبرامج تلفزيونية واذاعية من شانها ان تخفف متاعب الشهر الفضيل وتمكن الناس من تجاوز اوقات الصوم بوصلات ترفيهية منوعة تساعد على الضحك..
ولعل الجديد في هذا الامر هذا العام التصريحات التي نسبت للنائب محمد غلام ولد الحاج الشيخ والتي دعا فيها رئيس الجمهورية الى الاستقالة,, وهي الدعوة العبثية التي اثارت موجة من السخرية والاهانة التي سببها هذا الرجل لنفسه ولمجموعته السياسية قبل غيره.
ترى مالذي دفع غلام الى اطلاق هذه الهفوة النشاز؟...
هل هي بدافع الاثارة و الشهرة و بحثه عن الوهج والبريق...؟ بعد ان فشل "الرشاء" في تحقيق ذالك له...؟
ام ان وراء هذه الدعوة البهلوانية والقفزة العشوائية مؤشرات على حدة الصراع والتنافس داخل منظومة حزب تواصل وتنظيم الاخوان المتصدع وحجم التنافس المحموم بين مراكز قيادة هذا التنظيم على سرقة اموال الزكاة وتطفيف صدقات المحنسين والتي تدفقت على البلاد في السنوات الاخيرة بشكل فظيع وعلى مرآى من الدولة دون اي متابعة وهي التي تعيش اليوم مرحلة التكلس والانتحار..
لاشك ان الذين زينوا للسيد محمد غلام اطلاق هذا التصريح يكنون له العداء ويدفعونه الى الاحتراق والانتحار ليس امام الراي العام الموريتاني بل امام جمهور الحزب وطبقاته السياسية والجهوية حتى تضيق فرص توليه اية مسؤولية فيه من خلال حصر برنامج الرجل السياسي في الاذى والتجريح واطلاق الشتائم يمينا ويسارا وهو امر لاشك ربما انزلق اليه السيد محمد غلام دون دراية او تفطن منه خصوصا اذا علمنا ان هناك في منظومة التيار الاخواني الموريتاني من يريد حشر السيد غلام في مربع معزول يرمز للفشل والصراع والبطولات الهوائية التي لا تقدم ولا تؤخر.
صحيح ان هذه العنتريات قد تلقى رضا بعض السطحيين والسذج المغرر بهم لكنها تحمل في طياتها نذر الفراغ الروحي والسلوك التربوسي والسياسي السليم.
لقد كان حريا بالسيد محمد غلام ان يستغل موقعه الانتخابي ومأموريته في البرلمان في الظهور كنائب للشعب وكسياسي وصاحب فكر لا كبطل سيرك خارق يمتع جمهوره بمشاهد غاية في الغرابة والسخرية وبعيدة عن الواقع والتي من ضمنها تطاوله على رئيس الجمهورية بهذا السلوك المستهزئ بعقول الناس.. والمستخف بالانجازات التنموية العملاقة التي تحققت للبلاد في ظرف وجيز وهي انجازات شملت كل ربوع هذه البلاد و لا ينكرها الا شاذ خائن لوطنه ولدينه.