يتحدث البعض ممن تخرج من المحظرة أن الجامعة ككيان تربوي وأكاديمي ومن تخرج منها من دكاترة وباحثين لا يرقى إلى مرتبة خريجي المحظرة ، وأن أولئك يتصفون بالضعف في تحصليهم العلمي ، وبأن خريجي المحاظر يتميزون بحفظ النصوص ظهرا عن قلب ، وذلك لعمري امتياز ما بعده امتياز، حتى أن البعض يقول بأنه جاب بعض الدول والتقى ببعض الدكاتره ممن تخرجوا من الجامعات العصرية فإذا هم ضعيفو المستوى و التحصيل. لكن فات أولئك أن الحفظ لم يعد امتياز العصر لكن امتياز العصر هو التخصص والتبحر في دقيقة من دقائق العلوم والتحكم في زمامها.والعصر عصر انفجار المعلومة وعصر التكنولوجيا.
ويرى الباحث هنا أن التطرف والغلو في كل شيء خُلق لايرضى عنه الشرع وأن الشرع يدعو إلى عدم بخس الناس أشيائهم وعدم تحقيرهم قال تعالى ( ولاتبخسوا الناس اشيائهم ) ، ،والرسول صلى الله عليه وسلم يقول أنزلوا الناس منازلهم.
إن الحكم الصحيح على التفاضل ما بين مُخرجات المحظرة ( التي هي نواة التعليم الأصلي ) ومُخرجات الجامعة ( التي هي نواة التعليم العصري ) يجب أن يركز على التكامل ما بين الاثنين فالذين تخرجوا من المحظرة وأكملوا دراساتهم العليا في كل التخصصات نجحوا نجاحا باهرا وتخرجوا أساتذة جامعيين وعلماء وخبراء في شتى أنواع المعرفة ، وخير مثال على ذلك خريجو القسم الجامعي بمعهد العلوم الاسلامية والعربية في موريتانيا التابع لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ، فهاهم أطر وخبراء في مختلف التخصصات وميادين العمل الحكومي والخاص في بلادنا.
إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره فالذي لم يرى الجامعات العريقة كجامعة الأزهر الشريف، وجامعة القرويين بفاس، وجامعة الزيتونة بتونس ، والجامعات السعودية واللبنانية والسورية وغيرها والتي خرَّجت علماء العصر الذين أبدعو لنا في مختلف التخصصات خاصة تخصصات الفقه المقارن ،والاقتصاد والتمويل الاسلامي ، وأنتجوا ببحوثهم القيمة مئات و ألاف المصادر والمراجع الشرعية ،وملئوا الدنيا وشغلوا الناس وهاهم خبراء في المجامع الفقهية ، والمفتون الذين لايُشق لهم غبار في المحافل الدولية والعالمية وفي النوازل المعاصرة .
إن على كُلٍّ منا أن يسيطر على زمام نفسه ، وأن يعرف بأن العلم المطلق هو علم الله تعالى ،وأن الانسان محتاج دائما إلى التعلم فالحياة كلها تعلم ، ويحكي لي بعض العارفين بالعلامة النحرير خريج محاظر بلاد شنقيط المنارة والرباط، العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي آب ول خطور أنه كان يُحضر درسه في التفسير رغم غزارة علمه حينما كان يدرس التفسير في الجامعة الاسلامية في المدنية المنورة ،كما كان يحضر الطالب درسه فلايترك كتابا ولامظان فيها جزء أو إشارة لها علاقة بتلك الدرس إلا وطالعها وتبحر فيها . وكان ذلك ديدنه في حياته العلمية العالية .
بارك الله في الجميع ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه.