يعاني الفنانون الموسيقيون الموريتانيون هذه الأيام، في صمت مطبق ولامبالاة باردة ويائسة، ظلما يمتاز بشكل خاص، بكونه مثيرا للغضب.
في الواقع، يتعلق الأمر بتنظيم انتخابات تهدف إلى إضفاء الشرعية "لاتحاد" بعض الموسيقيين مع إقصاء أغلبيتهم وإبعاد الرموز التي تحمل هذا التراث المشترك الجميل.
لن تكون هذه المهزلة، التي احتفلت بها وزارة الثقافة والتي تزامنت مع عيد الموسيقى، موسم الفرح والحماس والسرور، إلا وسيلة للتفتيت بدل التوحيد.
فمن حق الفنانين الأكثر شهرة، الذين تم إقصائهم اليوم من هذا "الاتحاد" طرح بعض الأسئلة:
أولا: هل من الطبيعي، أن تفرض الوصاية، التي تتمثل مهمتها في جمع، في إطار واحد، حاملي التراث المشترك، «اتحادا" لبعض الموسيقيين (المنساقين) على حساب البعض الأخر، الذي لايريد إلا الحق في المشاركة في تأسيس اتحاده الخاص؟
ثانيا: ألا يحق للفنانين التكفل بأنفسهم لإنشاء اتحادهم الخاص؟
ثالثا: ألم يحن الوقت لاعتماد أعضاء هذه "المكونة الثقافية" (كي لا نقول الطبقية!) كمواطنين كاملي الحقوق بدل مواطنين من الدرجة الثانية؟
رابعا:ألا ينبغي لوزارة الوصاية، أن تقتصر على التوجيه والإشراف على انتخابات مكتب الاتحاد و البقاء علي مسافة واحدة من جميع الأطراف؟
خامسا: ألا تخضع هذه الجمعية أو الاتحاد، للقانون الذي يحكم منظمات المجتمع المدني؟
سادسا: ألم يكن من باب الحكمة السعي إلي التهدئة في الوقت الذي، نحتاج فيه أكثر من أي وقت مضى، إلي تراثنا كاستجابة مناعية أمام عولمة تفرض علينا قوالبها النمطية؟
سابعا: الم تعطينا وصايتنا مهلة 45 يوما حتى يتسنى لنا تسجيل من تبقي و المشاركة بدون إقصاء، مع إخواننا في انتخابات مكتب للاتحاد؟
ثامنا: ماذا حدث لوصايتنا للتنكر لقرارها؟
تاسعا: أليس هناك ما يبعث إلي الشك؟
عاشرا: من المستفيد من هذا "الاتحاد"؟
على الرغم من الرغبة الكبيرة التي أظهرنا و الجهود الجمة التي بذلنا، من أجل إقناع الوصاية لفتح تسجيل شامل أمام عشرات الفنانين الذين يطالبون بذلك،
قررت الوصاية في تحد للقانون وتعريض للفتنة داخل هذه "الأسرة الكبيرة"، إنشاء " اتحادها الخاص للفنانين للموسيقيين الموريتانيين"، في ظروف جد غامضة ، من خلال انتخاب مندوبي ومكتب "اتحادها".
فقد استطاعت مع ذلك وصايتنا، أن تذكرنا مقالة شارل دي كوستر الشهيرة:
"إنها، كما يقول، أرض (الوصاية!)، حيث نزرع بذور الوهم والآمال الجنونية والوعود الفارغة" نهاية الاقتباس.
إننا ندق اليوم ناقوس الخطر ونذكر وصايتنا أن الشرعية التي تضفي على "فنانيها" تشارك في الازدراء العميق اتجاه هذه المكونة الثقافية، التي ينحصر خطئها الوحيد في أنها كانت الذاكرة الحية لهذا الشعب وحارس قيمه.
وأخيرا، ما تم خيطه بخيط أبيض، هو كون المكتب الجديد (مع كامل الاحترام الذي نكن لأعضائه الفنانين)، و الذي سيتولى مسؤولية حماية وصون وتعزيز هذا التراث المشترك لجميع الموريتانيين، بالإضافة إلى الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والفنية لأعضائه "، تم اختياره على أساس أفضل المعايير باستثناء معايير الكفاءات الإدارية ، مما سيكون له اثر سلبي علي جزء كبير من تراثكم. ويعني ذلك أن "الخطوة نحو السخرية والانشقاق، ستكون أكثر عزما ضمانا"