عمليات إفطار الصائم ... جهد يحتاج المراجعة \ محمد الامين سيدات

اثنين, 2015-07-13 16:33

يمكن تمييز نوعين من عمليات إفطار الصائم :  النوع الأول : تقسيمات تقوم بها الجهات الرسمية تستهدف المساجد بشكل خاص ، لكنها غالبا ما تصل في وقت متأخر وبكميات محدود ، حيث تتعرض للتقليص حسب السلم الإداري ويكون التصرف فيها محل اجتهاد من طرف الإمام أوجماعة المسجد، ففي حين يري البعض بيع الكمية وصرفها في شؤون المسجد أو إقامة إفطار جماعي في المسجد ،يقوم البعض الآخر بتوزيعها على الأسر المجاورة من جماعة المسجد . النوع الآخر : مراكز إفطار جماعي تقوم عليها بعض الجمعيات الخيرية وتنتشر بشكل لافت في أرجاء العاصمة ، بينما يختار البعض الآخر نزلاء المستشفيات وتقوم بتقديم صكوك إفطار لذوي المرضي المرافقين لهم . وفي الحالتين حتى ولو أخذنا بمبدأ حسن النية ، إلا أن الطريقة المتبعة ليست الأفضل كونها تنطوي على هدر للمال دون الوصول للنتيجة المرجوة ويتجلي ذلك في ما يلي : - أن الإفطار والحالة هذه يتساوي فيه الصائم وغير الصائم وربما المحتاج وغير المحتاج "شاة بفيفاء"  - أن المواطن الموريتاني لم يستوعب هذا السلوك بعد ، إذ يفضل أن يتقاسم ما تيسر له من إفطار مع عياله وأسرته على تناول الإفطار في المراكز الجماعية حتى ولو كان أفضل ، ضف إلى ذلك النظرة الدونية للمجتمع لمن يترددون على هكذا مراكز. - أن تنفيذ هذا النوع من المشاريع يحتاج إلى إمكانيات مادية كبيرة من أجل التوزيع وإقامة المراكز وتوفير اليد العاملة . وللقيام بهذا العمل الجليل - وغيره من المشاريع التي تستهدف عون المواطن – على أكمل يلزمنا وضع خطة تأخذ في الحسبان الأمور التالية : * القيام بتشخيص الوضعية الاجتماعية للمواطنين انطلاقا من معايير موضوعية وبشكل غير معلن من أجل إعداد قوائم بالأشخاص الأكثر احتياجا، ويمكن في الصدد الاستأناس ببعض الإحصاءات السابقة مثل الجرد الذي تم القيام به مؤخرا للأسر الأقل دخلا وكذا إحصاء السكان والمنازل ، والاستعانة بشخصيات موثوق بها وعلى دراية بشؤون الأحياء الموجودة بها، كما يمكن الاستفادة في هذا الشأن من تجربة المنظمات الدولية المحمودة على الأقل في وضوح الرؤية والوصول إلي المواطنين في أماكنهم والعدالة في التوزيع . * تشكيل لجنة تسيير في كل حي على أساس الكفاءة والنزاهة على أن تضم إمام جامع ذلك الحي. * توجيه المعونات للمستفيدين المحددين مسبقا طبقا للقوائم الناتجة عن التشخيص ، مع ضرورة مراعاة تحيين هذه القوائم من وقت لآخر. * تحديد الأولوية في التوزيع وتكييف المخصصات مع عدد المستهدفين حتى وإن اقتضي الأمر أن يستفيد البعض في هذه المرة والبعض الآخر في المرات القادمة .