التحامل القادم من جكني ..! /عثمان جدو

ثلاثاء, 2015-07-14 09:05

تتوالى الإعلانات والبيانات لشخصيات سياسية في هذه الفترة بالذات من جكني فلماذا ؟لماذا يحاول أصحاب هذه البيانات من خلالها إظهار قدرة مزعومة وتماسك لشخصيات سياسية وتقديمهم على أنهم رموز للمواطنة والمثالية ؟ ، لماذا كل هذا الهجوم على شخص الوزير الأول ؟ ، لماذا أغلب اللذين يمتهنون السياسة في بلادنا ومع الأسف الشديد يبحثون دائما عن منافع شخصية ؟كيف غاب عن هؤلاء الحس الوطني المرهف الداعي إلى إنشاء مشاريع تنموية جامعة تخدم المواطن في كل الأماكن والجهات بعيدا عن التخندق الجهوي والدعاية الأسرية والقبلية ؟ إلى متى يستغل هؤلاء تسمية الحلف والمبادرة .. إلخ ؛ كأقنعة لتحقيق مقاصدهم الحقيقية التي لا تتعدى دائرتهم الشخصية؟، لماذا يسهل على نخبنا اعتناق الوثنية السياسية ؟ .إن المتتبع لهذه البيانات ؛التي يقوم بها حاليا سياسيون يقدمون أنفسهم على أنهم يأخذون على عواتقهم هم المواطن وأنهم يتكلمون بألسنة الأطر والوجهاء وعامة الناس في مدينة جكني تحديدا و حصرا ؛ ستذهب به إلى ماهو أبعد وأعمق ، إن أبسط عملية تعقب لهذه البينات والخرجات تبرز ملاحظات عديدة ؛ مفاد أولاها أن إعلانات هؤلاء في هذه الظرفية بالذات لا تعكس صدق نياتهم ولاتدعم حججهم ،بل بالعكس تفند مذهبهم وتقوي حجة مخالفيهم في الرأي وتظهر مدى تعلقهم بالمكسب الشخصي واللهف خلف الحظ النفسي ، ومن هنا تطرح الأسئلة التالية : إذا كان هؤلاء أصلا دعموا توجه الوزير الأول على أساس توجهه السياسي وتمسكوا بنفس الخيار بعد ذلك بفعل قناعتهم بالبرنامج الحكومي فماهي إذا دواعي وبواعث تغيير الرؤى والمواقف في الوقت الحالي الحالي ؟ أو أن ثقتهم بالوزير الأول دعمتها ثقة رئيس الجمهورية به فم المتغير؟ .. مازال الوزير نفسه وما زال برنامج الحكومة في بداية تنفيذ مشاريعه والتزاماته التنموية ،ومازالت ثقة الرئيس في الوزير كما هي ، أم أن للأمر متعلق بالمصالح الشخصية وتلبية الأطماع المتولدة أثناء الحملات الانتخابية والتي عادة ما يباع فيها المواطن البسيط بثمن بخس من طرف من إئتمنهم على خياراته وجعلهم خدر ثقته ؛فآثروا المتاجرة به والتآمر مع كل نخاس سياسي ؟ .لقد بدأ هؤلاء بتضخيم شخصياتهم البالونية؛ واستحضار فاتورات سياسية تسمى عند الحاجة خيرية ، لقد قال قائل هؤلاء أنهم سئموا الوعود .. طبعا لأنكم تشغلون فراغ أيام الانتخابات بتقديم مستحيل الطلبات وأبعدها من الوطنية ودعم مسار التنمية ، ويعود نفس القائل ليقول أنهم يقدمون امتعاضهم المبني حسب زعمه على أساس إخفاق الواجهات السياسية الحزبية القديمة وعدم مقدرتها على تلبية الحاجات ؛وكان بإمكان هذا الكلام أن يكون صادقا لو كان قائلة يتطلع إلى مشاريع تنموية تلامس حاجة المواطن وهو ينتظرها دون جدوى .. ألا يعي هؤلاء أن مشاريع التنمية والبناء التي يتحدثون عنها؛ أن ما يتعلق منها بهذه الواجهات السياسية ينحصر دورها تجاهه في تقديم الطلب للحكومة والحكومة وحدها هي التي تتمتع بميزة تنفيذ وإنشاء المشاريع .كما أن على الذين يروجون لأحلاف معينة بذكر أصحابها بأسمائهم في حملة إعلانية مدفوعة الأجر ومكشوفة الحيل أن يدركوا أن التحالفات السياسية المبنية على المصالح الفردية المنحصرة في جيوب وجهاء جهات معينة لا تخدم الوطن ولا يستفيد منها المواطن .وعلينا جميعا أن نفرق بين أحقية كل مدينة ومنطقة في نصيبها من البرنامج التنموي الحكومي وبين نصيب الفرد ذلك الفرد الذي دأب منذ القدم على استنزاف جهود الدولة في محيطه الضيق ؛واعتاد الاقتيات على مص دماء الضعفاء والأبرياء من خلال المتاجرة بأصواتهم وبيعهم بأبخس الأثمان في المواسم السياسية، فهؤلاء لا يعدون كونهم نخاسين سياسيين؛ المواطن في غنى عنهم وعلى كل مثقف في كل منطقة أن ينشر ثقافة الوعي السياسي التي تعزز الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية وتحارب الزيف السياسي ، وتزرع في المواطن أنه هو حجر الزاوية في العملية السياسية وترسخ في ذهنه أن صوته ملك له وأن عليه أن لا يجعله بضاعة رخيصة في أيدي المتاجرين اللاهثين خلف الأطماع والمآرب الشخصية الضيقة .