لا يجادل اثنان في ان قواعد العدالة والمساواة نسيتها الدولة او الجهات المتحكمة في قراراتها بخصوص ما يتعلق بالخريطة السياسية والتحالفات القبلية والعشائرية في هذه المدينة..تعرف السلطات الادارية والامنية وكل المتتبعين للحراك السياسي في جكني منذ العام 2012 وحتى لحظات كتابة هذا المقال
ان كفة الميزان السياسي في جكني تميل لصالح حلف جديد شاب ووليد نسبيا هو ” حلف اهل احمدفال” وذالك بالقياس الى التحالفات السياسية الاخرى في المدينة والتي لايجادل احد في مدى اقدميتها ورسوخ قدمها في الساحة المحلية. وتعرف السلطات كم بذل رموز هذا الحلف من جهد وما بذلوه من مشقة من اجل المصالح العامة في المقاطعة وكم انفق من كل نفيس في سبيل ضبط وتهذيب خيارات الساحة وتوجيه بوصلتها لصالح خيارات النظام الحاكم في الوقت الذي كانت فيه المقاطعة على فوهة بركان تمرد هائج ما مكن ضمانا للامن والاستقرار ولايخفى الدور الكبير للعمل الخيري الذي تم القيام به على هذا الصعيد في أكثر من جهة من جهات المقاطعة الأربعة.
صحيح ان للأحلاف السياسية الأخرى مجالات تحركها لكن سنة الحياة تقتضي التطور وعدم الثبات على موقف لاسيما في ظل بيئة قبلية وجهوية ملتهبة تحركها نوازع الطموح الذي تغذيه ميولات الأطر المثقفين المتحمسين لاسترداد أمجاد الماضي الغابر او البحث عن منزلة سياسية طارئة.
ان الثابت الذي لا يقبل الجدال او الخصومة هو التاثير الكبير الذي تركه هذا الحلف على الوضع السياسي العام للمقاطعة وخاصة الاقبال الشعبي الواسع عليه مما جعل العديد من الفاعلين من اطر وكتل شبابية وقواعد شعبية في كل بلديات جكني تنخرط في مشروع سياسي اشبه ما يكون بالنسخة المصغرة لما بشر به الرئيس محمد ولد عبد العزيز من دعوة للعدالة وشفافية الحياة العامة..كما تذكر المصاعب التي لقيها الحلف بما تعرض له الرئيس ايضا من مشاكسات وعراقيل ومطبات كانت ترمي إلى عرقلة وإفشال طموحه الكبير لموريتانيا الجديدة..
اليوم صراحة تنتاب مكونات هذا الحلف الكبير مشاعر الإحباط وتعبث بهم هواجس اليأس وهم يرون سيف الفيتو مشهرا فوق رقابهم ممنوعين من أي تقدير او اهتمام او اي اشارة واضحة من طرف السلطة الحاكمة التي يتوقع منها ان تضع الأشياء في موضعها الصحيح وان تعامل جميع الأحلاف بكل عدالة وحياد خاصة إذا كان حجم الحضور والتوسع الشعبي يستوجب تمثيلا يليق بهذا الحلف حتى تضمن إيجاد من يعتني بمشاكل هذا الكم البشري الهائل ويرعى مصالحهم في مرافق الدولة وقطاعاتها وحتى لا تتزعزع ثقتهم في النظام وفي الدولة وتصعب في اللحظات الحرجة محاولات إقناعهم من جديد.
وقد تعجب ان علمت ان هذا الحلف المنسي او المغضوب عليه ان صح التعبير مكتمل العناصر فيه الأطر الشابة وفيه المثقفين من المهندسين وخريجي الجامعات العالمية وفيه ايضا رجال الأعمال ممن أنفقوا المال والوقت وبذلوهما بشكل رخيص في مناسبات وطنية هامة..
وقد لا تقاوم النكد وانت ترى الوظائف والامتيازات تمنح بسخاء لافراد بائسين و لأحلاف مترهلة وجماعات صورية وأخرى ورقية في حين يتم تهميش قوى فاعلة بهذا المستوى والحضور الفعلي والفاعل انه الظلم في تجلياته الواضحة