عقدة المحاظر تلاحق كثيرين، بمن فيهم بعض من استفادوا من هذه المحاظر على الأقل في سلامة لغتهم التي يهاجمونها بها اليوم، وحتى ممن لم ينشغلوا بالتعليم العصري، أو انشغلوا به ولم يوفّقوا مع الأسف!
لم تخرّج المحاظر الموريتانية البغدادي، ولا الزرقاوي ولا بلعور ولا أيمن الظواهري، ولا منفذي 11 سبتمبر، فهؤلاء بين الطبيب والميكانيكي، والمهندس والخ، ولا حتى أغلبية تلامذتهم من الموريتانيين..
وحتى أؤلئك الموريتانيين الذين لهم خلفيات محظرية ـ باهتة في أغلبها ـ هل يجوز بسببهم أن نسحق المحظرة الموريتانية التي خرجت محمد محمود ولد التلاميد، والشيخ سيدي المختار الكنتي، والشيخ سيديا، والشيخ ماء العينين ويحظيه ولد عبد الودود، ومحمد الأمين الشنقيطي (آبه)، وسيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم، وأحمد بن الأمين الشنقيطى، وعدود وبداه وحمدا، واباه ولد عبد الله، وولد النحوي، ومحمد السحن ولد أحمد الخديم، وعبد الله بن بيه، والددو، والحاج ولد فحفو، وولد سيدي يحيى، وغيرهم كثير؟!
ومن الطريف أن كل ردة فعل ضد أي فعل مستفز في الميزان الشرعي بالنسبة لمجتمع محافظ ـ ولو نظريا ـ حتى ولو كانت عابرة أو انطباعية أو سطحية أو غير موفقة أو غير عادلة، تكون سببا في تجديد العقدة ضد المحظرة ومهاجمتها بوصفها مصدر خطر على الحريات بل وتهمتها بتصدير الإرهاب علنا!
المحظرة سبقت الإرهاب، وسبقت "الحقوق" وسبقت الديموقراطية.. فابحثوا عن مشكل علّقوا عليه شماعات فشلكم المدني، وعجزكم الحقوقي والتوعوي، وضعف أنشطتكم الديموقراطية، غير المحظرة!