لانا، فتاة عاشت في كنف اسرة علمانية في رومانيا. أنتقلت للدراسة في المملكة المتحدة واجتهدت وحصلت على شهادتي البكالوريوس والماجستير. قررت اعتناق الاسلام بسبب ما شاهدته من اخلاق الطلاب المسلمين وتزوجت رجلا مسلما:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، التوبة: 33.
تقول الأخت لانا: "كنت مسيحية أرثوذكسية، ونادرا ما أدخل الكنيسة أو أمارس الطقوس الدينية. خضعت رومانيا لعدة سنوات لقواعد شيوعية صارمة جعلت الدين من الحرمات. كان عمري أحدى عشر سنة عندما أنهار الاتحاد السوفيتي، فعاد الكثير من الناس الى دينهم، الا ان والدي رفض الدين وبقينا في ظل أسرة علمانية. تذهب والدتي للكنيسة في حال وجود مراسيم زفاف او جنازة او تعميد طفل. وأحيانا كانت تصطحبني معها لكي أضيء شمعة من أجل الموتى والأحياء. لم أكن أحب رائحة حرق الشموع، وكذلك لم أكن أحب الأجواء العامة في داخل الكنيسة الأرثوذكسية".
تضيف الأخت لانا: " لا يوجد عدد كافي من المقاعد في الكنيسة الأرثوذكسية، لذلك كنت أتعرض للاذى في ساقي. كما اعتاد الناس على التدافع ليكونوا أقرب الى المذبح. كل هذه الفوضى لا تترك للشخص مجالا للتركيز على الحديث. وبشكل عام، لم أكن أحب صوت الحديث، كما ان كِبار السن غالبا ما يملئون الكنيسة بالقيل والقال. بصدق، لم اشعر ان هناك أي دعوة دينية داخل الكنيسة".
تكمل الأخت لانا: "توجهت لاحقا لأكمال دراستي الجامعية في في المملكة المتحدة، وهناك كان لي زملاء من جميع أنحاء العالم، وكان بعضهم مسلمين. أنجذبت عن طريق الصدفة لثلاثة مسلمين أحدهم من المغرب والأثنين الاخرين من اندونيسيا. كانوا ببساطة هادئين وبهيجين، كما انهم لم يكونوا يحبذون الحفلات او شرب الكحول، على عكس معظم الطلاب".
وتتابع الأخت لانا: "حصلت على شهادة البكالوريوس، وبعد ذلك قررت مواصلة السعي للحصول على شهادة الماجستير. التقيت عن طريق الصدفة في الأشهر الأخيرة من شهادة الماجستير برجل مُسلم رائع الأخلاق. كنت أتمنى ان يدخل هذا الرجل المُسلم حياتي ليوجهني للطريق الصحيح. سألته ذات مرة لماذا لا تحدثني عن الاسلام؟! فأجابني بهدوء: الخيار الديني للشخص يأتي من القلب، وليس عن طريق فرض القناعة أو أجبار الاخرين. ورغم أنني كنت غير راضية عن تعاليم المسيحية وخصوصا التعاليم الأرثوذكسية، الا انني كنت مؤمنة بوجود الله. هذا الشعور دفعني أكثر الى الاسلام الذي أعطاني تعاليمه والشعور بالقرب من الله".
وتختتم الأخت لانا: "لم يكن لدي أي مشاكل مالية أو عاطفية عندما اخترت الاسلام. شعرت ببساطة في أختياري للاسلام وكأنما عثرت على شيء كان في عداد المفقودين في حياتي. أعلنت شهادة أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا عبده ورسوله في المركز الاسلامي. لم تعارض أسرتي قرار أعتناقي الاسلام أو ارتداء الحجاب، بل على العكس شاهدت دموع الفرح في أعين افراد أسرتي، وخاصة بعدما تزوجت من هذا الرجل المسلم الرائع الاخلاق. اقرأ والحمد لله القران الكريم وبدأت أحصل على فهم أعمق لهذا الدين الجميل، كما أنوي ان شاء الله زيارة والداي وبقية أسرتي مجددا".
دنيا الوطن ..