قلب أنقادي هذا الجبل الخالد الذي يقف مشرئبا كأنه يعد العدة ليعانق عنان السماء في ارتباط سرمدي مع سكان هذا الجزء من الحوض الشرقي ، رغم تعاقب الأجيال وعاتيات الزمن .
عندما تقف أمام هذا الجبل تجزم أنك واقفا أمام أحد أهرامات الجيزة وما إن تعتلي قمته حتى يساورك إحساس بالراحة قل نظيره خصوصا عندما تميل السماء إلى الزرقة الشديدة وتنساب المياه من السهول التي تطوقه من الشمال والجنوب .
وهذا ما جعله مصدر إلهام للكثير من أبناء المنطقة وحكوا تيها الذين قالوا أنه كان مقرا رئيسيا لإمارة أولاد أمبارك وقد حاكوا في ذالك أساطير وروايات منها أن الحفر أو النوتوآت الموجودة على جوانبه خلفتها سنابك خيولهم .
زد على ذالك أن طوله الفارع يؤهله لأن يكون برجا للمراقبة يمكن من خلاله رصد الأخطار التي قد تهدد الإمارة من الشواهد التي لا تقبل الجدل أن أولاد أمبارك كانوا على قمة هذا الجبل هي الطلعة التي سارت بها الركبان وتعزى لفارس أولاد أمبارك وشاعرهم الكفية ولد بوسيف (خشم إدار وعكل آوكار ، وقلب أنكادي وانواودار ، دار فالقب أل يندار روحي منهم ممكون .) مهما قيل عن هذا الجبل الشامخ فإن سكان النعمة ينظرون إليه على أنه معلما طبيعيا جذابا خصوصا في فصل الخريف كما يعني الكثير والكثير في المخيال لأدبي لأهل الحوض الشرقي ربما لا يضاهيه في ذالك إلا قاسيون عند أهل الشام.
متابعة/إبراهيم ولد خطري