حالة من العبث المجنون تطبع أغلب المواقع الإلكترونية الموريتانية، بحيث أصبحت مجرد "حبال غسيل" ينشر عليها الفشلة والتافهون قاذوراتهم وحماقاتهم وأفكارهم الضحلة السخيفة، ويتبارون فيها علنا في لعبة ممجوجة في تحطيم الأرقام القياسية في نشر كل مايسيء للذوق والأخلاق العامة، بل وصل الأمر إلى اختلاق أخبار ما أنزل الله بها من سلطان، و تزويق عناوين خادعة، كلها تصب في خانة خلق حالة من عدم اليقين لدى المتلقي والمتابع، لتصور له الأمر وكأننا أمام وطن مأزوم ليس فقط سياسيا، وإنما أمنيا وأخلاقيا واجتماعيا، كأنه على شفى جرف هار يكاد أن يهوي به في مكان سحيق من الضياع والتلاشي والعدمية...........
والأدهى والأمر أن الموضوع ليس مجرد توظيف "وقح" للمادة الإعلامية في الصراع السياسي، وإنما يبدو كحملة "تمييع" ممنهجة تريد أن تزرع الشك في عقول وقلوب الجميع تجاه الوطن، مجتمعا وأخلاقا وسياسية، ويتمادى هؤلاء الأفاكون في غيهم، عبر نشر قصص وأخبار ربما حصلت في جزر "الواق واق"، واللعب على العناوين والمسميات لتبدو وكأنها حصلت في "عرفات" أو "لكصر" أو "لعيون" أو "المذرذره"..........
سيل غثائي عرم، ومواقع "قذرة مشبوهة" تتناسل كالفطريات، وتطفو كطلع الشياطين، في حالة "تدفق صديدي نتن" يؤذي العين والسمع، ويدمي قلوب كل من يتابعه، خاصة إذا كان بعيدا في مغتربه، بحيث يخيل إليه حينما يتابع " قيح العالم الافتراضي" هذا، أن المجتمع الموريتاني تحول إلى "سديم"، وأن الوطن على كف عفريت ، وأن "بلال" و"مامادو" و"سيدي" أصبحو أعداء ألداء يتربص كل منهما بالآخر الدوائر ويبيت له الخطط، ويمكر، وأن سيلبابي تستعد لأن تكون جمهورية مستقلة، وأن ساكنة الحوضين قد يعلنون انفصالهم بين عشية وضحاها..
حالة من العبث الطاغي، وجرائم من العيار الثقيل، ترتكب بحق موريتانيا، والكل صامت بزعم احترام حرية التعبير، وكأن ما نراه يدخل في خانة الرأي والخبر المفيد، إن ما نراه يا سادتي، جنون إلكتروني و"قيىء فكري" يوشك أن يغرقنا جميعا إذا لم نضع حدا لحالة التسيب هذه... فمن يوقف هذا العبث؟؟!!!