الجزء الأوللم يكن رئيس الحزب الحاكم ليحرز الهدف لولا ارتباك خط الوسط وانشغال الحكم الرئيس في تسوية الخلافات ما منحه فرصة للتسلل إلى منطقة الجزاء وإحراز الهدف رغم ملاحظة حكمي الخطوط ورفع رايتيهما؛ واحتسب الهدف لأن الحكم الرئيس كان غافلا، لكن المنتدى يحاول لملمة أوراقه وتقديم شكوى في محاولة بائسة لبناء هجمة مرتدة لإحراز
التعادل على الأقل!لم يعد للحوار السياسي المرتقب في موريتانيا منذ 2009 من الإثارة ما تمكن ملاحظته في الشارع الموريتاني رغم استماتة الأطراف السياسية المعنية في جلب الإنتباه إليه عبر وسائل الإعلام ويتساءل المهتمون بالسياسة لمصلحة من سيكون هذا الفتور؟في إطلالته الأخيرة بدى رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم مرتاحا أثناء حديثه في المؤتمر الصحافي الذي أقامته الأغلبية بعد صمت طويل يشبه صمت الصياد المتمرس، تعليقا على مجريات الساحة السياسية وبدى ولد محم متبجحا حين تحدث عن ما أسماه انقسامات المعارضة في مناسبات عدة في إشارة إلى كونها هي من يعرقل الحوار بل اتهمها بتسريب مجريات المفاوضات بينهما ما رأى فيه خرقا حتى على مستوى العالم، رغم أنه لا علاقة للعالم بما يجري هنا، وإني أتساءل كيف يقحم طريقة التفاوض في العالم في الموضوع - لا يبدو استشهاده موضوعيا- فطريقة التفاوض هنا فريدة كماأن كل شيئ يتعلق بهذا البلد فريدا حسب الموريتانيين..!في الجهة المقابلة لا يبدو جسم المعارضة بخير، فيبدو أن الحمى المنتشرة أصابته بوهن، ويبدو أن الآنيمياء ألمت به في ظل ارتفاع سعر العدس والفاصولياء وأشياء أخرى.لكن حديثا يسري تستشف منه رائحة صداقات خفية بين النظام وبعض الأحزاب المعارضة ناهيك عن الاختلافات الآيديولوجية العميقة والمبدئية بين مكونات المعارضة الموريتانية، هذا مع الوضع في الحسبان لغة المصالح التي تحكم عقلية الموريتاني في الأساس، فقديما قيل: "الهم أكبر من لخلاك" وقيل: "خوي ال عدل هم .. انكد انكول ان خوي؛ وال ما عدل هم.. ما بوي حد ولا خوي" وقيل وقيل..وفي ظل هذه العقلية لا أتصور أن القناعات ستكون ذات قيمة هذا إن وجدت أصلا!أقدم اعتذارا! وأعود إلى ولد محم.السيد المحترم عبر عن استغرابه من بعض تصرفات المعارضة ثم تهكم حين تساءل في حال قدموا وثيقة مكتوبة ماذا سيتبقى للمعارضة؛ وإني أتساءل ولست متهكما: ماذا يمنعك من أن لا تبقي ولا تذر!ثم تحدث عن ضمانات قدمت في كلمة ذرتها الرياح في شنقيط هي مجرد كلمات، بالنسبة لأقوام يتهمون صاحبها بالإخلال باتفاق مكتوب في داكار عاصمة السنغال؛ولم يفته الحديث عن صدمة أصابت المعارضين جراء الاستقبالات الشعبية التي حظي بها رئيس الجمهورية إبان زياراته للداخل الموريتاني، وهي استقبالات من شعب يفتخر بكرم الضيافة والسؤال الذي يتوجب على ولد محم الإجابة عنه هو: في أي خانة تضع هذه الاستقبالات، إما في خانة الولاء وإما في خانة كرم الضيافة، وعليك أن تختار إما أن تغضب الرئيس وإما أن تغضب الشعب، كان الله في عونك!إلى اللقاء في الجزء الثاني