عادة ما يكون الحوار مدخلا طبيعيا للتفاهم والتقارب المؤديين للتعايش المشترك حتى بين الحضارات المختلفة.إلا أن الحوار هذه المرة لن يؤدي لنتيجته الطبيعية لأن القاعدة تقول ما بني على باطل فهو باطل، فخلاف الفرقاء السياسيين الموريتانيين لم يكن على مصلحة الوطن
بل على مصالح حزبية وشخصية لأن كل حزب يمثل شخصا.والواقع يقول أن جل مشاكل الوطن الاقتصادية والاجتماعية والسياسية سببها يعود إلى العقلية السياسية البائدة التي دمرت القيم قبل أن تدمر الوطن والمواطن.مما سبق يتضح أن الساسة الموريتانيون لا يمثلون إلا أنفسهم فإن اختلفوا انقسموا على ذواتهم وان اتفقوا فعلى مصالحهم الذاتية ، بعيدا عن القواعد الشعبية التي تعاني مأساة حقيقية بسب صراعاتهم التي كرست الجهوية والقبلية والشرائحية مؤخرا.فالمواطن الموريتاني يطارده الجهل وغياب الصحة ثقافة وعلاجا وغياب التعليم المكون للشخصية الوطنية، والأكثر من ذلك غياب الحلول بسب طبقة سياسية - الحاكم منها بالدرجة الأولى والمشارك في العملية بصفعة عامة- لا تتقن سوى الكلام وثقافة الصراع على المصالح الضيقة .فأكثر هواية مارسها السياسي الموريتاني هي الكلام المحمل بالاتهامات والتخوين الكل يخون الكل مكايلة عادلة لفظا بلفظ وكلمة بكلمة ، لذا كانت مساعي الساسة جادة في تحقيق حرية الكلمة قبل أن نحرر الفكر ونبسط القانون وننشر الوعي ونخلق فرصا للحياة الكريمة للإنسان الموريتاني لذا كانت حرية التعبير التي نفاخر بها نقمة علينا وعلى الوطن.أي حرية تعبير تصدرنا فيها قائمة الدول العربية سوى التعدي على أعراض بعضنا البعض لا حصانة لشخصيات اعتبارية عندنا كرئيس الدولة والقضاة والعلماء والأئمة حتى الوطن لا حصانة له عندنا نتلاعب بوحدته الشعبية والترابية أحيانا ...أعتقد أن حرية الإعلام تلك مغالطة من قيادتنا السياسية وهي مبدأ قديم جديد للحكومات السابقة واللاحقة " قولوا ما شئتم ونفعل نحن ما نشاء".سادتي من يحس بواقع فقراء موريتانيا في الداخل وفي أطراف العاصمة عليه أن يعمل بصمت ويخدم ولو بدكتاتورية ان شاء ... سادتي عاصمة المتكلمين الوحيدة بلا صرف صحي والوحيدة تعيش خارج قوانين النظافة والسير ووو...سادتي... المواطن الموريتاني يريد قوت يومه مع الأمن والاستقرار يوحد .سادتي مشكلتنا ليست سياسية كما تروجون... أنتم مشكلتنا لذا لن ينفعنا وفاقكم فهو يساوي عندنا نهب الدولة بصمت ...عزيزي المواطن عزيزتي المواطنة موريتانيا صبرت وصمدت أمام الفساد والمحسوبية و الغبن والظلم وغياب القانون، فكفانا كذبا على أنفسنا فوطننا أم حنون تبسط يدها ليرجع كل المفسدين عن فسادهم لكن المفسدين الذين خيموا في مفاصل الدولة وباتوا أخفى من دبيب النملة أرسوا خطابا يكرس القبلية والفؤوية ليبقوا متمكنين من رقابنا، تعييناتهم قبلية أو فئوية ليبقى جرحنا نازفا وإلى الأبد .علينا أن ننادي بدولة القانون والكفاءة والمواطنة لنخلص أنفسنا من هذه التداعيات الخطيرة.وفي الأخير أملي في الشعب الموريتاني أن يتوجه بالضغط على المفسدين ويطالبهم بالتنمية بشكل عام وخاصة الزراعية ففيها تحقيق هدفين مهمين الأول على مستوى الغذاء والثاني على مستوى الصحة ناهيكم عن تأثير ذلك على التنمية الحيوانية .ثانيا علينا أن نسعى لوضع منهج تربوي ينطلق من واقعنا ويستظل بدستورنا حيث نوحد التدريس بلغة ديننا وهي اللغة العربية وإعطاء اللغات الوطنية حقها في الانتشار ، وعدم إهمال اللغات الأجنبية لما يترتب عليها من أهمية بالغة في وقتنا الراهن .يا أهل موريتانيا قولوا نعم للعدالة والبناء، و لا لوجوه عودتنا على الصراعات الداخلية وغياب بصمة القائد مما جعلنا نبقى بعد خمس وخمسين سنة في مؤخرة الدول المتخلفة وبالإمكان أحسن بكثير مما كان