الرباط ـ «القدس العربي»: دعا المغرب إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي الذي تأسس 1989 ويعرف جمودا منذ أكثر من 20 عاما بسبب توتر العلاقات المغربية الجزائرية.
وقال صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي أن الاتحاد المغاربي، الذي يضم ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، ينبغي أن يتحول إلى فاعل أساسي في المنطقة، ودوله مطالبة اليوم بمواجهة التحديات المشتركة في إطار من التضامن، وعيا منها بمستلزمات المرحلة وتطلعات الشعوب المغاربية من أجل غد أفضل.
وترأس مزوار الاجتماع 12 لوزراء الشؤون الخارجية للدول أعضاء حوار غرب المتوسط «5+5″، الذي افتتح أمس الأربعاء في مدينة طنجة والمنعقد تحت شعار: «الشباب، ضمان لمنطقة متوسطية مستقرة ومزدهرة».
وتتألف مجموعة دول 5+5 من خمس دول أوروبية مطلة على البحر المتوسط، وهي وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، والبرتغال، ومالطا، وخمس دول من الجنوب، وهي تونس، والجزائر، والمغرب، وليبيا، وموريتانيا.
واعتبر وزير الخارجية المغربي أن تاريخ طنجة، وثقافتها المتوسطية الأصيلة وحضارتها المتعددة الغنية، تجعلها تستحق أن تكون فضاء للحوار والتشاور بين دول الضفتين من أجل حاضر ومستقبل المنطقة، مؤكدا، أن التئام منتدى الشباب والمجتمع المدني، على هامش هذا الحوار، يعكس رسالة أسمى ينبغي على تجمع 5+5 أن يعمل من أجل ترجمتها على أرض الواقع، «تتمثل في الاهتمام بهذه الفئة العريضة من سكان الفضاء المتوسطي، يعكس تطلعاتها، لأنها تمثل الأمل في المستقبل، والحلم من أجل السلام والحوار والاستقرار».
وقال المسؤول المغربي ان رسالة الأمل هذه «هي التي تدفعنا اليوم إلى أن نكون ملزمين بالدفاع عن مشروع جماعي مشترك لمستقبل غرب المتوسط، يستجيب لتطلعات السكان من أجل التنمية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار والأمن ونبذ العنف والتطرف ومواجهة آفة التغيرات المناخية، لذلك فإن حوار 5+5 يجب أن يكون إطارا للعمل المشترك الهادف والطموح».
وأشاد مزوار بمكانة ودور التكتلات الإقليمية اليوم، في إنجاح اندماج دول غرب المتوسط، معتبرا أن الاتحاد المغاربي ينبغي أن يتحول إلى فاعل أساسي في المنطقة، «ودوله مطالبة اليوم بمواجهة التحديات المشتركة في إطار من التضامن، وعيا منها بمستلزمات المرحلة وتطلعات الشعوب المغاربية من أجل غد أفضل»، منوها بتجربة الاتحاد الأوروبي الذي يبقى نموذجا أمثل للاندماج والتكامل، شأنه في ذلك شأن الاتحاد من أجل المتوسط الذي يعيش دينامية واضحة ويسعى إلى خلق شراكات من نوع جديد بين دول المتوسط، هادفة وطموحة، بحسب مزوار.
وشدد صلاح الدين مزوار على أن الوسائل والإمكانيات موجودة، والتحديات المشتركة مطروحة وتفرض على الجميع الانتقال إلى الفعل الجماعي ضمن إطار رؤية مشتركة شاملة، تأخذ بعين الاعتبار القضايا المصيرية التي تواجه المنطقة، وتتوخى الحوار والتشاور المستمرين طريقا نحو بناء مستقبل أفضل لشعوب غرب المتوسط.
وقال ان التحدي الأساسي الذي يواجه المنطقة، يتمثل في التغييرات المناخية، دعيا إلى المزيد من العمل المشترك وبعث رسالة الأمل والثقة في المستقبل، وإرساء قواعد السلم والاستقرار، منوها بالمصالحة الليبية المتوجة باتفاق الصخيرات، والتي تفرض اليوم على جميع المكونات الليبية الانتقال من مرحلة التفاوض إلى التفعيل الميداني لإرادة السلم والاستقرار وبناء المؤسسات.