نفى وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، تصريحات سابقة للناطق باسم وزاته، تحدث فيها عن عثور طائرات "ميراج" المقاتلة على حطام الطائرة الجزائرية.
وقال فابيوس أيضا "قمنا بإرسال فرق من وزارة الخارجية لمطارات باريس وتولوز ومرسيليا، واستقبلنا أكثر من ألف اتصال من عوائل فرنسية مختلفة"، مؤكدا رقم 51 فرنسيا كانوا على متن الطائرة المنكوبة، بحسب ما أفاد مراسل العربية في باريس.
واعتبرت باريس أن الطائرة الجزائرية ما تزال مفقودة وفرضية التحطم واردة، بينما عقد الرئيس الفرنسي فراسنوا هولاند اجتماعا ضم كلا من رئيس الوزراء مانويل فالس، ووزير الخارجية لوران فابيوس ووزير الدفاع جان ايف لودريان ووزير الداخليه برنارد كازنزف ووزير الدولة لشؤون النقل فريدريك كوفيلييه.
وقبل ذلك، أعلنت الخطوط الجوية الجزائرية عن تحطم الطائرة المفقودة في شمال مالي. وقال مراسل "العربية" في الجزائر، إن وزارة الدفاع لا تستبعد العمل الإرهابي في هذه الحادثة.
ومن جهته، كشف زهير همامي، المدير الفرع التجاري للخطوط الجوية الجزائرية، في لقاء صحافي بمطار الجزائر، عن جنسيات الضحايا في الطائرة المنكوبة.
جنسيات الضحايا بالتفصيل
وقال همامي عن جنسية الذين قضوا في الطائرة "هناك ستة جزائريين، وخمسون فرنسيا، وثمانية لبنانيين، ونيجيري، ومالي، ومصري، وأوكراني، وأربعة ألمانيين، وخمسة كنديين، وسويسري، وروماني، وكاميروني، وبلجيكي، واثنان من لوكسمبورغ، وأيضا أربعة وعشرون من بوركينافاسو، إضافة إلى ستة من طاقم الطائرة وهم من إسبانيا.
وحسب المتحدث، فإن العدد الكلي هو "116 راكبا، وثلاثة أشخاص مجهولو الجنسية".
وقال مصدر لبناني رسمي في بريوت إن عدد اللبنانيين في الطائرة بلغ 20 ضحية، وأكد القنصل اللبناني في بوركينافاسو، جوزيف الحاج، لقناة "الجديد" وجود عشرين لبنانيا، بينهم ثلاث عائلات.
كما فتحت الجزائر في فرضية العمل الإرهابي، وأرسلت محققين عسكريين إلى حدود مالي لجمع المعلومات حول ما حدث. ومن جهتها، أكدت حكومة باماكو في مالي فقدان الطائرة الجزائرية فوق أراضيها.
استنفار عسكري فرنسي جزائري
وبموازاة التحرك الجزائري، أعلن الجيش الفرنسي أنه دفع بمقاتلتين من نوع "ميراج 2000"، للبحث عن الطائرة الجزائرية في شمال مالي، في وقت صرح رئيس الوزراء الجزائري، عبدالمالك سلال، أن "الطائرة الجزائرية كانت فوق مدينة غاو بمالي عندما فقد الاتصال بها"، فيما أعلن أن عمليات البحث عن الطائرة متواصلة.
وكان آخر اتصال مع الطائرة الجزائرية المفقودة حدث الساعة 0155 بتوقيت غرينتش حين كانت فوق أجواء مالي.
وكشف وزير النقل الفرنسي أن هناك "عددا كبيرا من الفرنسيين كما يبدو" على متن الطائرة الجزائرية التي فقد الاتصال معها.
والطائرة المفقودة كانت تحمل 119 ركاب في طريقهم للعاصمة الجزائرية.
جزائريون ولبنانيون وفرنسيون
وذكرت معلومات أن جزائريين اثنين على الأقل يوجدان على متن الطائرة، كما ذكرت مواقع لبنانية أن 9 لبنانين كانوا على متن الطائرة المفقودة، لكن الأغلبية هم فرنسيون.
وأفادت مراسلة "العربية" و"الحدث" في الجزائر أن هناك راكبين جزائريين على متنها، وأغلب ركاب الطائرة فرنسيون.
وأفادت معلومات غير رسمية لجريدة "النهار" اللبنانية، أن 10 لبنانيين على الأقل فقدوا في الطائرة، منهم: "ر.ض وأولادها الثلاثة، ج.ح، ف. ر، ع .ا، م.ح، م.أ".
وأجرت صحيفة "النهار" اللبنانية اتصالاً بسفير لبنان في الجزائر، غسان المعلم، وأفاد أنه يتابع مع السلطات الجزائرية مصير الركاب اللبنانيين في الطائرة المفقودة.
وأوردت الشركة أن "هيئات الملاحة الجوية فقدت الاتصال مع طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية كانت تقوم برحلة من واغادوغو إلى الجزائر بعد 50 دقيقة على إقلاعها"، حسبما نقلت عنها وكالة الأنباء الجزائرية.
وبحسب معلومات، فإن الطائرة كانت تقوم بالرحلة رقم إيه إتش 5017 خضعت للصيانة قبيل شهر رمضان.
وتؤمن الخطوط الجوية الجزائرية أربع رحلات أسبوعية مع واغادوغو، إحداها الخميس، وتنطلق من عاصمة بوركينافاسو.
الطائرة مؤجرة لشركة إسبانية
ومن جهته، أعلن مصدر من الشركة لوكالة فرانس برس أن الطائرة من طراز دي سي 9 تستأجرها الخطوط الجزائرية من شركة إسبانية سويفت إير.
وتجري السلطات الجزائرية اتصالات حثيثة مع سلطات مطار واغادوغو وسلطات الملاحة الدولية لتتبع مسار الطائرة.
ولم يعرف حتى الآن مصير الطائرة بعد ثماني ساعات من إقلاعها، مع طرح كل الفرضيات المتعلقة بالخلل التقني، دون استبعاد فرض العمل الإرهابي.
وتعيد هذه الحادثة لدى الجزائريين إحياء الألم الكبير الذي رافق سقوط طائرة عسكرية كان على متنها 102 راكب لم ينجُ منهم سوى راكب واحد، عاد أمس الأربعاء إلى بيته في مدينة الشلف غرب الجزائر.