حمل الرئيس السوري بشار الاسد اليوم السبت السياسات الفرنسية “الخاطئة” مسؤولية تمدد الارهاب، في تعليق على الاعتداءات التي حدثت امس في باريس وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية واودت بحياة اكثر من 128 شخصا، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وقال الاسد خلال لقائه وفداً فرنسياً برئاسة عضو الجمعية الوطنية النائب تييري ماريانيان إن “السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدول الغربية ولا سيما الفرنسية ازاء ما يحصل في منطقتنا وتجاهلها لدعم بعض حلفائها للارهابيين هي التي ساهمت في تمدد الارهاب”.
واعتبر الأسد أن “الإرهاب هو ساحة واحدة في العالم وأن التنظيمات الإرهابية لا تعترف بحدود”، مؤكدا ان “الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس لا يمكن فصلها عما وقع في العاصمة اللبنانية بيروت مؤخراً وما يحدث في سوريا منذ خمس سنوات وفي مناطق أخرى”.
وشدد الأسد على “اهمية اعتماد سياسات جديدة والقيام باجراءات فاعلة لوقف دعم الارهابيين لوجستيا وسياسيا وصولا للقضاء على الارهاب”.
وفي تصريحات لوسائل اعلام فرنسية عقب اللقاء نقلها التلفزيون الرسمي، قال الاسد “كنا قد حذرنا قبل ثلاث سنوات مما سيحدث في اوروبا، قلنا لا تعبثوا بهذا الفالق الزلزالي لان تداعيات ذلك سترتد في جميع انحاء العالم، للاسف لم يهتم المسؤولون الاوروبيون بما كنا نقولوه”.
وتحدث الاسد في تصريحاته للاعلام باللغة الانكليزية واورد التلفزيون الرسمي الترجمة العربية.
واعرب الرئيس السوري عن استعداد بلاده “لمحاربة الارهاب مع اي جهة جادة في ذلك”، مضيفا “لكن الحكومة الفرنسية ليست جادة حتى الان”.
وادانت الخارجية السورية “بشدة”، في بيان نشرته سانا، “الاعتداءات الارهابية” في باريس.
وجددت الخارجية تحذيرها “من ان الارهاب لا حدود له وسيرتد على داعميه”، داعية الى “توحيد كل الجهود الدولية الصادقة للقضاء على هذه الافة وتصويب السياسات الخاطئة”.
وشن ثمانية مسلحين على الاقل يضعون احزمة ناسفة اعتداءات على ستة مواقع ليل الجمعة في العاصمة الفرنسية في اعنف هجمات تشهدها اوروبا منذ الاعتداءات على قطارات مدريد العام 2004.
واسفرت هذه الاعتداءات، التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في بيان اليوم، عن مقتل ما لا يقل عن 128 شخصا واصابة 250 بجروح بينهم ثمانين في حالة حرجة.واستهدف تفجيران الخميس الضاحية الجنوبية لبيروت ما اسفر عن مقتل 44 شخصا في اعتداء تنباه ايضا تنظيم الدولة الاسلامية.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة من العراق وسوريا التي تشهد نزاعا دمويا منذ حوالى خمس سنوات اسفر عن مقتل 250 الف شخص على الاقل.