قراءة في أبرز دلالات الزيارة الرئاسية لولاية تكانت

اثنين, 2016-11-14 16:37

(خاص / موريتانيا اليوم) يبدأ رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، اليوم (الاثنين 14 نوفمبر 2016)، زيارة لولاية تكانت تشمل ـ فضلا مدينة تجكجة عاصمة الولاية، كلا من المجرية والرشيد وأشرم. الزيارة الرئاسية لهذه الولاية تكتسي صبغة خاصة تجعلها أكثر من مجرد محطة ضمن الجولات التفقدية التي يقوم بها من حين لآخر لهذه المختلف ولايات موريتانيا؛ وذلك لجملة عوامل من أبرزها السياق الزماني، والظرف الساسي الذي تندترج فيه..

فعلى صعيد السياق الزمني تأتي الزيارة في منتصف المأمورية الثانية للرئيس ولد عبد الزيز بعدما كانت الولاية استثناء ضمن جولاته خلال المأمورية الأولى، وهي تأتي أياما فقط قبل حلول الذكرى الـ 56 للإستقلال الوطني، ما يشكل نوعا من رد الاعتبار لولاية أنجبت أحد أبرز قادة الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار، هو الزعيم الوطني السياسي أحمدو ولد حرمة ببانه؛ أول ممثل لموريتانيا في البرلمان الفرنسي وقائد الحراك الإفريقي المناهض لاعتراف فرنسا بإسرائيل سنة 1948 حين تقدم نواب الجمعية الوطنية الفرنسية عن الاقاليم الخاضعة لفرنسا بغرب إفريقيا نسحبين من جلسة علنية مخصصة للاعتراف بإسرائيل.. فضلا عن كونه قاد التيار الوطني الداعي لاستقلال موريتانيا التام أثناء استفتاء 1958.

في السياق ذاته تأتي الزيارة في وقت تتأهب فيه موريتانيا لتنظيم استفتاء شعبي هو الأول من نوعه حول تغيير النشيد الوطني وإضافة اللون الأحمر لعلم البلاد ضمن تخليد وتمجيد بطولات المقاومة الموريتانية ضد الاستعمار الفرنسي؛ علما بان مدينة تجكجة هي العاصمة الجهوية الوحيدة التي شهدت إحدى أهم عمليات المقاومة الوطنية من خلال الهجوم على مقر قيادة الحاكم الفرنسي الاستعماري كزافييه كوبولاني سنة 1905 واستشهد فيها البطل سيدي ولد مولاي الزين وعدد من رفاقه بعدما تمكنوا من قتل القائد الاستعماري المذكور.

ومن المتوقع أن يزور الرئيس موقع تلك العملية البطولية التاريخية، ضمن جولة تشمل تفقد مؤسسات تعليمية وصحية، وتوزيع معدات رياضية على الأندية المحلية، والإشراف على انطلاق أشغال توسعة الشبكة الكهربائية في تجكجة، وزيارات تفقدية لبعض المخازن الغائية، وزيارة مدينة المجرية، ومركزي الرشيد وأشرم..

وسيكون تفقد الأشغال في بعض محاور طريق أطار ـ تجكجة من أبرز محطات الزيارة ودلالاتها التاريخية إذ يعتبر هذا الطريق؛ إلى جانب أهميته في ربط وسط موريتانيا بشمالها؛ ذا دلالة رمزية خاصة بالنسبة لتخليد وتثمين ذكرى شهداء المقاومة الوطنية.. فهو يشيد على ذات المسار الذي سلكه القائد الشهيد سيدي ولد مولاي الزين من آدرار إلى تجكجة ليقضي على رأس السلطة الاستعمارية في البلاد مطلع القرن الماضي.