فوجئ مرتادون موريتانيون للجناح الموريتاني في معرض أنطاليا بتركيا أثناء زيارتهم لجناح بلدهم في معرض أنطاليا، بأن مدير المعارض بوزارة الثقافة والصناعة التقليدية أبلغ بعض المشاركين والزوار بأن عليهم التوجه إلى جناح آخر باعتباره الجناح الرسمي لموريتانيا.. وأضح المعنيون في اتصالات هاتفية وعبر وسائط التواصل الاجتماعي، لوكالة "موريتانيا اليوم" أنهم جاؤوا إلى المعرض الرسمي حيث توجد أجنحة كافة الدول المشاركة، بأسمائها وأعلامها ومعروضاتها ووفودها بما فيها جناح يحمل اسم وعلم موريتانيا ضمن تلك الأجنحة.
غير أن المدير عمر ولد عابدين سيدي الذي قدم عليهم بطريقة مفاجئة أظهر استغرابه من وجودهم هناك.
موضحا أن هذا ليس المعرض الحقيقي بل هو جناح من معرض مدفوع الثمن؛ وعليهم التوجه للجناح المقام في مكان آخر من المعرض لا يصل إليه الزوار.
ولأن الأمر غير مقنع، فقد رفض المعنيون مغادرة الجناح؛ بعد تأكدهم ، أنهم في الموقع الصحيح، وأن هذا هو الجناح الرسمي لموريتانيا فعلا.
بعض المشاركين الموريتانيين في المعرض اتهموا ولد عابدين سيدي بإقامة جناح مواز يفرض فيه رسوما مالية معينة على العارضين وعلى الزوار، تدخل في جيبه الخاص.
وطبقا لمصدر مطلع تابع فعاليات معرض أنطاليا، فإن مدير المعارض يستعين بالسيدة حرمه و هي طبعا من خارج القطاع للقيام بجميع الأعمال الربحية على هامش المعرض باعتبارها مديرة أعماله، حيث تبين أنها تتولى عمليات ابتزاز المشاركين الموريتانيين وحتى الزوار الأجانب من خلال فرض رسوم وهمية عليهم وكذا أخذ تعويضات مالية عن بعض الخدمات التي يفترض أنها مجانية أصلا.
و من المتعارف عليه أنه في كل المعارض الدولية،تقوم الدول المشاركة بتقديم بعض الهدايا الرمزية للزائرين، كنوع من رد الجميل لهؤلاء لشراء بعض المقتنيات من هذا الجناح أو ذاك وهو حال كل أجنحة معرض أنطاليا بتركيا ،غير أن القائمين على الجناح الموريتاني بمعرض أنطاليا فضلوا التسول، ومص وجوه الزائرين من خلال قدح توضع فيه النقود إجبارا على كل زائر أخذ صورة مع الجمل في المعرض الموريتاني،إذ وضعوا لافتة كتبوا عليها بالعريض ما يفيد ذلك، وفق مصادرنا.
كما ذكرت المصادر أنه في المعرض الموريتاني يباع مشروب(بيصام تجمخت..) بينما تسعى أجنحة الدول الأخرى في معرض أنطاليا لتقديم كل ما وفدت به من ثقافة بلدها المتعلقة بالأكل والشرب مجانا للزوار.
و لكن الأدهى والأمر من هذا كله أن 12 امرأة من الصناع التقليدين المشاركات في معرض أنطاليا، وقبل نهاية العرض بخمسة أيام، فوجئن بمدير المعارض ولد عابدين سيدي؛ وهو يفرض على كل واحدة منهن دفع غرامة 260 ليرة تركية أي ما يعادل 34000 أوقية عن الأيام الخمسة المتبقية، فما كان منهن إلا الرضوخ لغرامته تحت وطأة كثرة التكاليف،ومرارة الخسارة.
من جهة أخرى أظهر العديد من المنتمين للغرفة الوطنية للصناعة التقليدية امتعاضهم من تغييب عمدا رئيس غرفتهم عن الوفد الرسمي لموريتانيا في معرض أنطاليا بتركيا، الذي قاده وزير الثقافة،وفق مصادر"موريتانيا اليوم" لحادة في نفس الوزارة .
و فيما تنتقي وزارة الثقافة – بإيعاز من مدير المعارض- الصحفيين الذين يغطون نشاطاتها في الداخل والخارج، بناء على الزبونية والمحسوبية ، تحدث مراقبون لـ"موريتانيا اليوم"عن تهميش واضح لشريحة "لمعلمين" وعدم الاهتمام بها.
وكانت أصوات عديدة قد تعالت قبل انطلاق معرض أنطاليا للمطالبة بإجراء تفتيش صارم وعاجل في وزارة الثقافة والصناعة التقليدية؛ وتحديدا في مديرية المعارض التي تشهد حالة من الفساد غير المسبوق منذ ما يزيد على عقدين من الزمن، بطلها الرئيسي مدير المعارض؛ إذ تؤكد مصادر من داخل القطاع أن ولد عابدين سيدي بدأ هذه الأنشطة المريبة من خلال استغلال مشاركات موريتانيا في المعارض والصالونات الدولية، في عام 1996 بمعرض إشبيلية بإسبانيا أي منذ عشرين سنة من الان .