كانت زيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لموقع معركة الرشيد المجيدة بين المقاومة الوطنية والقوات الاستعمارية الفرنسية؛ إحدى أبرز محطات جولته في ولاية تكانت.
وفي أعقاب هذه الزيارة، التي تعتبر أول تكريم رسمي ميداني لشهداء المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، دعا ولد عبد العزيز على ضرورة كتابة ونشر تاريخ المقاومة في موريتانيا وتبيان ما قدمته من تضحيات لكونها تمثل عقدا من المفاخر والأمجاد للوطن أجياله.
وأوضح رئيس الجمهورية، في حديث للصحافة، أن "موريتانيا ذات تاريخ حافل بالأمجاد والبطولات في مواجهة الاستعمار، أكثر من دول عديدة أخرى، تخلد معارك أقل شأنا من تلك التي خاضها الموريتانيون ضد الاستعمار".
وتعهد بأن "الدولة لن تدخر أي جهد من شأنه تثمين هذا التاريخ وكتابته وتوفير الدعم اللازم لجعله تراثا عالميا خالدا يتركه الآباء للابناء ويشكل ذاكرة حية للأجيال الموريتانية اللاحقة".
ومن الأنشطة اللافتة خلال الزيارة الرئاسية ـ أيضا ـ حرص رئيس الجمهورية على توزيع معدات رياضية شملت ملابس وكرات وأحذية رياضية على الشباب في المناطق التي زارها؛ فضلا عن تفقده بشكل تلقائي مباشر، لبعض المراكز الصحية ومباشرته الحديث مع المرضى حول الخدمات المقدمة لهم، إلى جانب استفساره للطواقم العاملة في تلك المؤسسات.
ومن كواليس الزيارة، ارتباك احد المتدخلين من الأطر أثناء ترحيبه بالرئيس وإشادته بمخرجات الحوار؛ حيث خاطب الرئيس بقوله: "لقد أثبتم أنكم تغلبون مصلحتكم الشخصية على المصلحة العامة، مما أثار هرجا ومرجا واستياء عارما في صفوف الحضور؛ بينما اكتفى الرئيس بالابتسام.. وكان المعني يقصد العكس تماما كما بين لاحقا مع تكرار اعتذاره.. ومنها أيضا حديث الرئيس في تجكجة خلال لقائه بأطر الولاية، حين قال لهم: "إحذروا أن تكون أهل النعمة أحسن منكم".. ومنها تلعثم أحد المتحدثين باسم الأسرة التربوية وارتباك أفكاره أثناء مخاطبته للرئيس، مما فجر ضحك هذا الأخير الذي ظهر طيلة الزيارة باريحية ملحوظة وبروح من الدعابة لم يعهدها السكان لدى كبار المسؤولين في الدولة، وخاصة الرؤساء السابقين.
طغى موضوع مطالبة الرئيس بالعدول عن قراره عدم المساس بترتيبات الدستور ذات الصلة بعدد المأموريات الرئاسية على مجمل المداخلات، وكذا لافتات الاستقبال في جميع محطات الزيارة.. حتى أن أحد الوجهاء خاطب الرئيس بقوله: "إذا كنت قد أقسمت على عدم المساس بتلك البنود الدستورية فأنت محق في حرصك على عدم الحنث بيمينك.. لكننا نحن من سيغير تلك المواد الدستورية وليس أنت لأننا لم نقسم على ما أقسمت عليه".
ومن المفارقات المثيرة للدهشة تناقض أحاديث بعض المتدخلين أمام الرئيس؛ حين أشادوا بما قلوا إنها إنجازات عملاقة في ولايتهم على جميع الأصعدة، شملت البنية التحتية، وتحسين الخدمات الأساسية، وتوفير الظروف المعيشية المثلى للسكان؛ قبل ان يبدأوا في تعداد مطالبهم وفي مقدمتها توفير مياه الشرب، والخدمات الصحية، والمدرسين، وتحسين أوضاع السكان في مختلف لبلديات.
فيما طالب البعض منهم إلى طرح المشاكل التي تعاني منها الولاية ، و في مقدمتها التعليم و الصحة و الماء الشروب ......
النساء كن أكثر حرصا على طرح مشاكل الولاية من الرجال الذين انبرو في تثمين الانجازات و مطالبة الرئيس بالترشح لمأمورية ثالثة .