لقد آثرنا العمل بخطوط متوازية لتحقيق التنمية في المجالات كافة، واضعين نصب أعيننا تنمية الإنسان أثمن رأسمال، وما حققناه - بفضل من الله - ممثلًا في توفير بُنى ثقافية، ومؤسسات اجتماعية ومنارات تعليمية، مع ما يرافقها من برامج تنويرية على مدى الأيام والسنين جعل شارقة الخير والمحبة منارة ثقافية، وجدت ذاتها مع نظيراتها العربيات ، كمركز إشعاع ونور وعلم يستفيد منه الجميع، مقيمين كانوا أم هم ضيوف أعزاء"
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان محمد القاسمي :
ولد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان في السادس من يوليو عام 1939 م ، وتولى مقاليد الحكم مباشرة بعد وفاة أخيه الشيخ خالد؛ حيث أصبح رسميًا عضوًا في المجلس الأعلى للاتحاد ، وحاكمـًا لإمارة الشـارقة.
منذ صغره تربى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على الوطنية، وترعرع على حب العلم والمعرفة، وكان شغوفاً جداً بتاريخ وطنه.
بدأ سموّه تعليمه العام في شهر سبتمبر سنة 1948 في مدرسة الإصلاح القاسمية، وكان عمره آنذاك (تسع سنوات وشهرين)، وكان قد درس قبلها القرآن لدى الشيخ فارس بن عبدالرحمن.
وفي عام 1954 انضم صاحب السموّ حاكم الشارقة للمدرسة الإنجليزية الخاصة ليدرس اللغة الإنجليزية.
وتنقل سموّه بين الشارقة والكويت لتلقي تعليمه الإعدادي والثانوي. ومع نهاية عام 1965 انتقل إلى القاهرة، حيث بدأ الدراسة الجامعية في كلية الزراعة بجامعة القاهرة.
وبعد أيام من قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، صباح يوم الثاني من ديسمبر عام 1971، وتحديداً في اليوم التاسع من ديسمبر تم تشكيل مجلس الوزراء ونصب صاحب السموّ الشيخ سلطان القاسمي يومها وزيراً للتربية والتعليم.
وفي يوم الثلاثاء 25 من يناير 1972 تسلم صاحب السموّ الشيخ سلطان بن محمد القاسمي مقاليد حكم إمارة الشارقة، ليكون عضواً للمجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان عمر سموّه آنذاك 32 عاماً. ويعدّ سموّه الحاكم الـ18 لإمارة الشارقة من حكم القواسم، الذي يعود للقرن السابع عشر .
وقد قاد سموّه التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في إمارة الشارقة، وبذل سموّه جهداً إضافياً، ووفّر المصادر لتشجيع التفاعل والحوار الثقافي محلياً وإقليمياً ودولياً بين الشعوب كافة .
ولصاحب السموّ حاكم الشارقة العديد من المبادرات العالمية والعربية والمحلية، التي تستهدف مختلف المجالات، مع التركيز على بناء الإنسان ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، وتعزيز قدراته المعرفية والعلمية، والاهتمام بمختلف فئات المجتمع، وكذلك الحفاظ على التاريخ والتراث والهوية الوطنية، من هذه المبادرات: مبادرة تعليم وتوظيف ذوي الإعاقة في الشارقة، ومبادرة إنشاء جامعة القاسمية ودعمها بمخطوطات إسلامية نادرة، وإنشاء 100 بيت للشعر العربي، ومبادرة إنشاء مجلس شورى شباب الشارقة، ومجلس شورى أطفال الشارقة.
وعلى المستويين العربي والعالمي، أطلق سموّه العديد من المبادرات المهمة، منها مشروع «ثقافة بلا حدود»، الذي قدم منذ انطلاقته عام 2008، العديد من المبادرات التي تسهم في تعزيز ثقافة القراءة، وجعلها عادة يومية يحرص جميع أفراد الأسرة، وبمختلف فئاتهم العمرية ومستوياتهم التعليمية على ممارستها.
كما أطلق سموّه مبادرة إنشاء مبنى اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة، ومبنى اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، ومبنى اتحاد الآثاريين العرب في القاهرة أيضاً، وبناء مقر اتحاد الجامعات العربية في العاصمة الأردنية عمّان، وكذلك تبرّع صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بمليون يورو للهيئة العالمية للمسرح، وبناء عدد من المراكز الإسلامية والمساجد في مدن مختلفة حول العالم.
وتكفّل سموّه بإعادة ترميم المجمع العلمي المصري كاملاً، بعد احتراقه خلال ثورة يناير 2011 شغلت التنمية الثقافية جانباً مهماً من اهتمام وجهود صاحب السموّ الشيخ سلطان القاسمي، فعمل على خلق ودعم حركة علمية وثقافية نهضوية، ليس محلياً فقط، بل عربياً أيضاً، من خلال دعم الإبداع بمختلف أشكاله الأصيلة، وإقامة المؤسسات العلمية والثقافية بإمارة الشارقة، ودعم النشاطات ذاتها في الإمارات وسائر دول العالم، إضافة لانتهاجه سياسة ثقافية واعية في شتى الحقول العلمية والمعرفية.
ومتابعة المنجزات العربية والعالمية والإنسانية في مجالات التاريخ والفنون، والعمل على نشر تلك الخبرات بين الشباب العربي، ودفعهم للمشاركة والإنتاج المتميز في نطاقها.
ولصاحب السموّ حاكم الشارقة منجز فكري ثري كان موضوعاً لكثير من الدراسات والبحوث، حيث قام سموّه بتأليف 37 عنواناً، تنقسم بين مجالات التاريخ والعلوم الإنسانية والاجتماعية والأدبية، إضافة إلى كتب السيرة الذاتية، ويأتي كتاب «أسطورة القرصنة في الخليج» كباكورة كتبه، وهي أطروحة سموّه لنيل درجة الدكتوراه من جامعة اكستر البريطانية عام 1985.
وبلغت مؤلفات سموّه التاريخية 29 عنواناً، تناول فيها تاريخ المنطقة، كما تندرج تحتها مؤلفات سموّه في السيرة الذاتية، إضافة إلى ثمانية مؤلفات أدبية وثمانية في مجال المسرح .