كارثة في شمال نواكشوط

أحد, 2016-11-20 08:40
حماه الله ولد السالم

مياه الصرف الصحي والمياه العادمة المختلفة تجمعها الصهاريج المهترئة ثم تنقلها بطريقة عشوائية ثم تنتهي في أغلب الأحيان بين أحياء شمال العاصمة حيث تجتمع في بحيرة منتنة وقذرة مكشوفة تنتقل روائحها ورذاذها من بعيد لتؤذي سكان الأحياء وقد تؤدي إلى انتشار أمراض وبائية خطيرة مثل الكبد الفيروسي وغيره من الأمراض الخطيرة.

يحدث ذلك في ظل صمت السلطات العمومية بل وتجاهلها التام للكارثية الصحية والبيئية التي تهدد عاصمة بأكملها. وإذا جرى الحديث عن تصحيح الوضع كان مجرد حوارات تلفازية من قبيل التسويف والخداع الذي يبرع فيه العاملون في مكتب الصرف الصحي حين تطرح عليهم أسئلة عامة عن تلك الكارثة وأشباهها.

لم يتم لحد الساعة إنشاء محطة للتفريغ والمعالجة تنقذ السكان من هذه الكارثة الماحقة، والتي قد تنتقل آثارها إلى الحيوان والنبات فتسبب وباء ماحقا.

السيارات القديمة التي تنقل بشق النفس مياه المجاري تفرغها على الطرقات وبطريقة مقصودة وإجرامية ولا أحد يحاسب السائق أو المالك ثم يتم تفريغ باقي الحمولة القذرة والوبائية كيفما اتفق ومن دون حسيب أو رقيب.

في بلد لا يمتلك صرفا صحيا ولا يفكر في حل بديل أو حلول مؤقتة تعالج النفايات المنزلية والمياه الملوثة، هو مقبل لا محالة على كارثة وبائية لم يسبق لها مثيل لاسيما وأن المياه تتسرب من المجاري القديمة شبه المعالجة إلى الشاطئ ما يهدد المصايد وقد يتسرب إلى الأسماك التي تستهلك يوميا.

يبدو أنه لا أحد في هذا البلد يفهم خطورة الوضع الكارثي الذي تواجهه العاصمة وسكانها بيئيا وحضريا، ولا أحد في سلطات هذا البلد لديه حرج من هذا الوضع المريع أحرى أن يسعى لتغييره.

ولله الأمر من قبل ومن بعد