السفير الأمريكي : "موريتانيا بلد آمن تماما، وهناك من يستغل موضوع الرق لأغراض سياسية"

أربعاء, 2016-11-23 15:29

أكد لاري أنديرسون، سفير الولايات المتحدة الأمريكية في موريتانيا أن واشنطن لا تعتبر أن هناك مناطق حمراء تشكل خطرا على الأجانب داخل الأراضي الموريتانية؛ مبرزا أنه يزور شمال موريتانيا لأول مرة، وخاصة مدينة الزويرات المنجمية؛ لكي يطلع على السكة الحديدية وذلك بناء على سببين، حسب تعبيره..

أولهما أن "وجود المنشآت في انواذيبو و المناجم في الزويرات ليست له قيمة من دون وجود السكة الحديدية"؛

والثاني أنه التقى بالسفبر الذي سبق سلفه، مارك بلوار حيث أخبره بأن رحلته عبر قطار شركة "أسنيم" كانت من أجمل ذكريات سنواته الثلاث في موريتانيا.. وبخصوص البيان التحذيري الصادر مؤخرا عن السفارة الأمريكية بنواكشوط حول ضرورة توخي الحيطة الأمنية لدى توجه الرعايا الأمريكيين إلى موريتانيا؛ قال أنديرسون، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في مدينة الزويرات: "من واجبي القانوني أن أشعر مواطنينا في موريتانيا حول الظروف الأمنية في البلاد وقد حذرناهم من الوضعية الأمنية في انواكشوط فقط من حيث ارتفاع مستوى الجريمة والكل في انواكشوط يعرف ذلك والسلطات الموريتانية تبذل جهودا في سبيل التخفيف من ذلك ونأمل في الوقت القريب أن يتم علاج تلك الوضعية وفي انتظار ذلك فإن من واجبنا ان نحذر رعايانا وقدر ارسلنا التحذير لهم عن طريق الرسائل النصية فقط ولم نصدر بيانا صحفيا بذلك والتحذير يتعلق فقط بنواكشوط وليس بباقي البلاد".

وفي معرض رده على سؤال يتعلق بما تردد مؤخرا بشأن سعي قوى غربية؛ عبر سفاراتها في نواكشوط، إلى إزاحة الرئيس الموريتاني ممد ولد عبد العزيز قبل اكتمال مأموريته الثانية سنة 2019؛ رد الدبلوماسي الأمريكي بقوله: "لقد قرأت تلك التقارير في وسائل الإعلام... الولايات المتحدة بلد صديق للشعب الموريتاني وشريك مهم، وفكرة أننا هنا من اجل زعزعة الاستقرار في هذا البلد هي فكرة مضحكة  .. نحن نريد أن نرى موريتانيا رائدة ومستقرة؛ وقد أعلنا مرارا عن تقديرنا لما يقوم به فخامة الرئيس من خطوات متقدمة من أجل الرقي والديمقراطية"؛ حسب قوله؛ مضيفا أن موريتانيا سوف تشهد لأول مرة في تاريخها قيام رئيس منتخب بتسليم السلطة الى رئيس منتخب آخر، وهذه خطوة كبيرة في تقدم البلاد".

وعن تزامن زيارته للمنطقة مع صدور أحكام قضائية بحق قياديين ونشطاء في حركة "إيرا"، إثر استئناف أحكام سابقة صدرت بحقهم؛ قال آنديرسون: "ليس لدي الكثير لأقوله بهذا الخصوص، فالمحاكَمون منهم من هو من إيرا ومنهم من هو من خارجها، وهم يحاكمون بعد مظاهرات عنيفة خلفت بعض الأضرار المادية وجروحا.

ومن الطبيعي ان تتم محاكمة المخالفين كما في جميع الدول الديمقراطية في العالم.

والسلطات القضائية الموريتانية قامت بعملها ونهنئها على ذلك". وأضاف، في معرض حديثه عن ظاهرة العبودية ومخلفاتها في موريتانيا: "لاحظت منذ وصولي الى هذه البلاد قبل نحو سنتين العديد من الخطوات التي قامت بها الحكومة للحد من العبودية حيث حققت تقدما مهما في القوانين في 2015 كما وضعوا خارطة طريق وهم في إطار تطبيق إجراءات خارطة الطريق هذه.. أنشئوا محكمة لمناهضة العبودية في النعمة والتي عرضت عليها بعض قضايا العبودية إضافة الى محكمة أخرى في انواكشوط.. وحسب برنامج الحكومة سيستحدثون نفس الشيئ في انواذيبو.

ونحن رأينا خطوات الحكومة في مواجهة هذه الظاهرة والحد من آثارها وهذا يأخذ وقتا من وجهة نظري... لقد عملت في افريقيا منذ 1983 وبدأت مسيرتي في السنغال مع فريق السلام في قرية صغيرة من الولوف بها 250 ساكنا في وسط السنغال ورأيت هناك منذ 32 سنة حالات عبودية والناس هناك أرادوا قول عكس ذلك وهذا واضح.

وكنت مصدوما عندما رأيت ان مثل هذا مازال موجودا في العالم ومنذ ذلك الحين عشت 30 سنة في افريقيا وأردت أن أرى تحسنا إيجابيا في البلدان الإفريقية ومنها موريتانيا.

وهذه المجتمعات ماضية في مواجهة هذه الظاهرة بعضها بوتيرة أسرع وبعضها بوتيرة أبطأ .

وزوجتي هي من النيجر وقد قال لي صهري أن أباه كان لديه عبيد في القرية في النيجر فهذه الظاهرة موجودة لكنها اقل بكثير من الماضي. وعندنا في الولايات المتحدة تقع سنويا حالات من العبودية الحديثة وتتخذ السلطات إجراءات لمواجهتها وتحال الى المحاكم...هذه الظاهرة عالمية وتجب مواجهتها؛ كما يجب هنا ملاحظة أن هناك من يستغلون هذه الظاهرة لأغراض سياسية وإذا كنا واقعيين ونريد أن نقطع خطوة إلى الأمام من أجل التخلص من هذه الظاهرة يجب علينا ان نعمل سويا: العلماء والقادة السياسيون والحكومة والزعماء التقليديون، وكل قطاعات المجتمع يجب أن تعمل معا...