تقاطر الناس فرادى وجماعات شيبا وشبابا، من كل صوب وحدب آمين مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار...
وضعت نساء المقاطعة مساحيق التجميل على وجوههن لا ليتزنن بحثا بين العابرين عن منقذ من ويلات الزمن...
بل ليخفين تحت المساحيق نمشا في سن الشباب و تجاعيد رسمتها ظروف العيش الضنك في مدينة ترفض غير الكد وسيلة للبقاء ... ولأن بروتوكولات الضيافة تلزم التغلب على مظاهر الحزن، فقد وضع الشباب ممن أكرههم ضيق ذات اليد على البقاء في المدينة أقنعة باسمة، على وجوه عابسة أحرقها الوقوف تحت شمس أطار الحارقة بحثا عن عابر يشتري بدريهمات تمرا عفنه الحفظ في وضعية مزرية لا تليق بالحنظل أحرى التمر... رغم الظروف وقساوتها بيعت أثمن ممتلكات الدور حتى لا يظن الضيوف بالساكنة بخلا أو يرون بهم عجزا... حضر الرئيس وقوبل بترحاب وزغاريد انطلقت من حناجر فقراء ينتظرون منه لفتة أكرم من كل اللفتات السابقة... آملين أن يقرأ بين الزغاريد والترحاب قصة حزن تعيشها المدينة المهجورة إلا من حسن ضيافة وبسمات في جحيم المعاناة... إنها الحقيقة المرة ... وليعذرني أهلي الصابرون الصامدون المرابطون رغم ضيق ذات اليد وعقوق الأبناء من الساسة ورجال الأعمال...
بادو محمد فال أمصبوع