جولة ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ

خميس, 2016-12-01 23:37

ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ : ﺻﺒﻎ ﻋﻠﻤﻜﻢ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧﺸﻴﺪﻛﻢ، ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻣﺮﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻜﻢ ﺑﻼ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺑﻼ ﺛﻮﺍﺑﺖ، ﻭﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ - ﻣﻤﻦ ﺃﻋﺠﺒﺖ ﺃﻣﻪ ﺑﻤﻤﺜﻞ ﺗﺮﻛﻲ ﺃﻭ ﻣﻜﺴﻴﻜﻲ ﻛﺎﻓﺮ، ﻓﻮﺭﺙ ﻃﺒﺎﻋﻪ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺘﻪ - ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻜﻢ ﻭﻋﻠﻤﻜﻢ ﻭﻧﺸﻴﺪﻛﻢ ﺑﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻭﺟﻮﻫﻜﻢ ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺫﻟﻚ ! ﻓﻼ ﻳﺪﻓﻌﻜﻢ ﺣﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻓﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻴﺲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺤﻤﻮﺩﺍ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻮﺃ، ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻭﻧﻮﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺭﻭﻭﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ، ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻛﺎﻟﻤﺴﻮﺥ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺇﺫﺍ ﺭﺁﻩ ! ﻭﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ – ﻭﻫﻮ ﺍﺣﻖ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ – ﺃﻧﻪ ﺛﺒﺖ ﻧﺎﻗﺔ ﺃﻭ ﺣﻤﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﺻﺎﺭﻉ ﻧﺪﺍ ﻟﻪ !! ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﻭﺍﻷﻓﻼﻡ، ﻭﺩﺭﻭﺏ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ! ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻣﻔﻜﺮﻭ ﻭﺷﻌﺮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺣﻔﻈﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﻢ، ﻭﺃﻭﻟﻪ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﻭﺑﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ : " ﻗُﻞْ ﺇِﻥَّ ﺻَﻼﺗِﻲ ﻭَﻧُﺴُﻜِﻲ ﻭَﻣَﺤْﻴَﺎﻱَ ﻭَﻣَﻤَﺎﺗِﻲ ﻟِﻠَّﻪِ ﺭَﺏِّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ‏( 162 ‏) ﻟَﺎ ﺷَﺮِﻳﻚَ ﻟَﻪُ ﻭَﺑِﺬَﻟِﻚَ ﺃُﻣِﺮْﺕُ ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺃَﻭَّﻝُ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ ‏( 163 ‏) ﻗُﻞْ ﺃَﻏَﻴْﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﺑْﻐِﻲ ﺭَﺑًّﺎ ﻭَﻫُﻮَ ﺭَﺏُّ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ." ﻓﻬﻞ ﻃﺒﻘﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﻭﺗﺤﺰﺑﺎﺕ ؟ ﻫﻞ ﻃﺒﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻘﺪﻣﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺷﺮﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ ؟ ﻫﻞ ﻃﺒﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﺘﺒﺮﺅﻭﺍ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺎﺭﺑﻬﻢ ﻣﻨﻬﻢ ؟ ﻫﻞ ﻃﺒﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺳﺎﺱ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﻭﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ ؟ ﺃﺑﺪﺍ، ﻫﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺄﺭﺳﻄﻮ ﻭﻛﻠﻴﻨﺘﻮﻥ ﻭﻣﺎﺩﻭﻧﺎ، ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ! ﻧﻌﻢ، ﺳﺘﻘﻮﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻗﺪﻳﻤﺔ، ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺫﻛﺮﻙ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻥ، ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻛﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﺮﻧﻪ ﺍﻷﻭﻝ، ﻓﻬﻮ ﻗﺪﻳﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎ، ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻻ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﺸﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺼﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ، ﻓﺘﻄﻮﺭ ﻭﺗﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺩﻳﻨﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺪﻫﻤﻚ ﺧﻴﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﻭﻟﻦ ﺗﻨﻔﻌﻚ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺘﻚ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻻ ﻣﻮﺍﻻﺗﻚ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺴﻠﺦ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻚ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ! ﺃﺗﻌﺮﻑ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ، ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮﺭﺍ – ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ - ، ﻭﺧﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺮﺗﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﻢ ؟ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻋﺪﻯ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺃﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻖ ﻟﻴﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﻴﺪﻋﻤﻬﺎ ﻭﻟﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﻬﺞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ! ﺃﺭﻯ ﻓﻜﺮﺍ ﺑﺸﺮﻳﺎ ﺳﺨﻴﻔﺎ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻳﻠﻘﻰ ﻗﺒﻮﻻ ﻋﻨﺪ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻤﺒﺎﺩﺉ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻧﻪ ﺩﻳﻦ ﻭﺳﻄﻴﺔ ﺭﻋﻨﺎﺀ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺟﻮﻓﺎﺀ، ﻭﻳﺼﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ – ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺇﻟﻬﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﻭﻳﺴﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ - ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﺩﻭﻝ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻷﻣﻞ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺿﻌﻔﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ! ﺃﺭﻯ ﻟﻐﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ، ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﺑﻞ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ! ﻓﻬﻲ ﺑﻔﻜﺮﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻭﻥ ﻭﻋﻬﺮﻫﺎ ﻭﺇﻟﺤﺎﺩﻫﺎ ، ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻮﻕ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻛﺄﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﻐﺔ ﻣﻴﺘﺔ ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﺇﻻ ﻟﻠﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ! ﻗﺎﻝ ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ : ﻭَﻣَﻬﻤﺎ ﺗَﻜُﻦ ﻋِﻨﺪَ ﺍِﻣﺮِﺉٍ ﻣِﻦ ﺧَﻠﻴﻘَﺔٍ ... ﻭَﺇِﻥ ﺧﺎﻟَﻬﺎ ﺗَﺨﻔﻰ ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱِ ﺗُﻌﻠَﻢِ ﻟﻴﻘﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ – ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ - ﺃﻭ ﻧﺼﻔﻪ ﺃﻭ ﺭﺑﻌﻪ ﺃﻭ ﻣﺜﻞ ﺭﺑﻌﻪ، ﺃﻱ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺃﻝ sms ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻐﺎﺿﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺮﻛﻴﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻤﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ " ﻛﻦ ﻟﻠﻪ ﻧﺎﺻﺮﺍ " ﺑﻬﺎ ! ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺨﺪﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻜﻼﻣﻪ ﺍﻟﻤﻌﺴﻮﻝ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﺍﻟﺒﻬﻠﻮﺍﻧﻴﺔ، ﻭﻻ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺤﺴﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺗﻘﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻲ ! ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، ﻭﻃﺒﻌﺎ ﺃﻛﺜﺮﻧﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﻦ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺃﻃﺎﺭ ﺑﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺭﺟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ، ﻫﺐ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ – ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻟﻠﺮﺯﻕ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ – ﺳﻴﻠﺘﻘﻲ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﺃﻃﺎﺭ، ﻓﻄﺎﺭ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻐﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻃﺎﺭ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻤﺼﻔﻘﻴﻦ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺿﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ‏( ﻭﺃﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻻ ﻏﻴﺮﻫﻢ ‏) . ﺣﺸﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ، ﻭﻭﺿﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻔﻮﺷﺎ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺗﺆﻛﻞ ﺍﻟﻜﺘﻒ، ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﻄﺘﻬﺎ ﻭﺧﺴﺘﻬﺎ، ﻭﺍﺳﻮﺃ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﺪﺍﻉ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻣﺴﻜﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ - ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻷﻧﻪ ﺃﺫﻛﻰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﻗﻠﺒﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ - ﺍﻟﻤﻨﺨﺪﻉ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺢ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭﺿﻴﻌﺎ ﻣﺤﺘﺎﻻ ﻛﺬﻭﺏ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻳﻌﺪﻫﺎ ﻭﻳﻤﻨﻴﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺪﻫﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻻ ﺿﻴﺎﻋﺎ ! ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ، ﻓﻨﺒﺮﺓ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﻣﻨﻄﻘﻪ ﻳﻔﻀﺤﺎﻧﻪ، ﺗﺮﺍﻩ ﻛﺎﻷﺳﺪ ﻳﺰﺃﺭ ﺑﺒﻄﻮﻻﺕ ﻭﺃﻣﺠﺎﺩ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺡ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻌﻨﻪ ﻭﻳﺴﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ‏( ﻭﺃﺳﻮﺃ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﻣﺪﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻧﺤﺜﻮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺣﻴﻦ ‏) ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻫﺘﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﺑﺄﻛﺬﻭﺑﺔ ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ، ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ ﺣﻨﺠﺮﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻬﺰﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﺎﻧﻲ، ﻛﺤﻨﺠﺮﺓ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ، ﻓﻼ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺧﺠﻞ، ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺒﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﻟﻘﻌﻠﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﺢ ! ﺑﻞ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻋﻤﺎﺭﺗﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻃﺒﻌﺎ ﻟﻴﻌﻄﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ! ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﻦ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ، ﺗﻜﻔﻴﻚ ﻧﺒﺮﺍﺕ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﺍﻟﻮﺿﻴﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﺤﺎﻓﺎ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺪﻭﺭﻩ ! ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺤﺎﻝ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ .. ﻟﻘﺪ ﻣﺪﺡ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﺧﻠﻴﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﻘﻬﻢ، ﻟﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻓﻴﺬﻛﺮﻭﻥ ﺭﺧﺎﺀ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺣﺎﻻ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﺳﻮﺃ، ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﻛﺎﺫﺑﻮﻥ ، ﻭﺗﻜﻔﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻜﺬﺑﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻓﻲ ﻓﻀﺤﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﺑﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ : ﺇﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺫﻟﻚ " ﻟﺨﻠﻴﻖ " ﺟﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺳﻴﺬﻫﺐ ﻣﻌﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻃﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺩﻋﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻜﻠﻬﻢ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ، ﻛﺈﺧﻮﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮﻭﺍ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺸﺎﻏﻠﻬﻢ ﺑﻌﻜﺲ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺘﻬﻨﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺭﺑﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ، ﻷﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻏﺎﺩﺭﻭﻫﺎ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ! ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﺤﺴﺐ ﺃﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ! ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﺮﺛﻰ ﻟﻬﺎ، ﻓﻼ ﻳﻐﺘﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺑﺎﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻪ، ﻭﻟﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎ ! ﻛﻤﺎ ﺣﺬﺭﻩ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﺕ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ، ﻓﻬﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﺇﻥ ﺗﺨﻠﺖ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﻨﻪ، ﻭﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ : ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻜﻢ، ﻭﺃﻋﻄﻴﺘﻜﻢ، ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻜﻢ ! ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺍﺭﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ، ﻓﺎﻷﺣﺮﻯ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﺸﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣﻞ ﻓﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻧﻔﺎﻗﺎ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺮﺷﺢ ﻟﻠﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ، ﻟﻢ ﻻ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ؟ ﺃﻫﻮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ؟ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻣﺜﻠﻲ ‏( ﺣﻴﺚ ﻋﻤﻠﺖ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺃﺳﺘﺎﺫﺍ ﻣﺘﻌﺎﻗﺪﺍ ‏) ، ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻣﻀﻴﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﺃﺗﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻗﺪ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﻜﺘﺘﺒﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻮﻣﺘﻬﻢ ﻭﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻬﻢ ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ! ﺗﺼﻮﺭ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺩﺭﻳﻬﻤﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻗﻄﻂ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ، ﺗﻤﻦ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻖ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ، ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺗﻮﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻣﺴﻬﻤﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﻄﺎﻟﺘﻬﻢ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﻘﺼﺎ ﺣﺎﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻟﺪﻯ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ! ﻓﺄﻱ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻫﺬﻩ ﻭﺃﻱ ﺯﺑﻮﻧﻴﺔ ﻭﻣﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺸﺶ ﻓﻴﻬﺎ ؟ ﻳﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻣﺎ ﺃﻗﺒﺤﻬﺎ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺸﺸﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ، ﻭﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﺷﻴﺦ ﺃﺷﻴﺐ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻄﻨﻪ، ﻻ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻐﺾ ﻭﺍﻟﺘﺒﺘﻴﺐ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﻼ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻜﺎﻥ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻨﻚ ﻗﺎﺋﻼ : " ﻣﻦ ﻻ ﻣﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﻟﻪ ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﻻ ﺣﻆ ﻟﻪ " ! ﺇﻥ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺗﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﺍﻹﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺒﻌﺜﻪ ﻭﺟﻮﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻭﺇﺩﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ! ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﻘﺎ ﻟﺸﺒﻬﺘﻬﻢ ﺑﻘﻮﻡ ﻣﻮﺳﻰ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺗﻌﺒﻮﻩ ! ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ، ﻭﺃﻳﻦ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﻭﺗﻨﺎﻓﺮﻫﻢ ﻭﺍﺗﺒﺘﻴﺒﻬﻢ ؟ ! ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﺘﻔﻀﻞ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ، ﻭﺩﻗﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺑﺪﺀ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﻴﻦ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺍﺀ، ﻭﺳﺘﺮﻯ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺑﻌﺾ، ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﻩ ﻟﻤﻮﻣﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﻧﻲ ﺃﻭﺿﺄ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ‏( ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﻢ، ﻭﻛﻞ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻧﻔﺴﻪ ﺟﻴﺪﺍ ‏) ! ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﻨﺠﺰ ﻭﻳﻨﺠﺰ، ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻫﻞ ﻗﻠﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ؟ ﻫﻞ ﺍﺳﺘﻐﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ؟ ﻫﻞ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﺎﺻﻤﺘﻨﺎ ﻣﺘﺤﻀﺮﺓ؟ ﻫﻞ ﺗﻮﻇﻒ ﻛﻞ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ؟ ﻫﻞ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ؟ ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻋﺠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ؟ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺖ ﻟﻤﺪﺍﺧﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﻗﻔﺰﻧﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻀﺮ ﻗﻔﺰﺓ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ! ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻹﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻖ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺿﻴﻮﻓﻪ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ، ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺘﻘﻄﻊ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ! ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺭﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻓﺴﻴﺪﺭﻙ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﺯﻟﻨﺎ ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻨﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻪ، ﻭﺍﻷﺩﻫﻰ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﺘﺠﺮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺒﺎﺩﺋﻨﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﺎ . ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻠﻦ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻭﻫﻮ : -1 ﺃﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺼﻮﺭﻩ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﺑﻞ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﺮﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻧﻨﺎ ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻧﻬﺐ ﺧﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﻠﻴﻦ ‏( ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻂ ﺑﺤﻜﻢ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ‏) ، ﻭﻻ ﺃﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻴﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﺮﺅﺳﺎﺋﻨﺎ، ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺂﺭﺑﻬﺎ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻭُﺟﺪ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺇﻻ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ‏( ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ‏) ، ﺧﺮﺝ – ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﻒ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺮﺟﺘﻪ - ، ﻟﻴﺴﺘﻌﻤﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺮﻳﻤﻮﺕ ﻛﻮﻧﺘﺮﻭﻝ، ﻭﻫﺬﺍ ﺳﺮ ﺇﺻﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺽ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺘﻬﻢ ﻭﻟﻐﺘﻬﻢ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﻫﻲ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﺻﻨﺎﻋﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻤﻮﺍﺩﻧﺎ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻓﻊ ﻟﻠﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻌﺎﻫﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻬﻢ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﺠﺰﻳﺔ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﺋﻨﺎ ﻳﺒﻜﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﺮ – ﻛﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ - ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ، ﻭﺑﻠﺪﻧﺎ ﻏﻨﻲ ﺑﺨﻴﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻪ ﻟﻌﺎﺵ ﻋﻴﺸﺎ ﺭﻏﺪﺍ ! ﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ‏( ﻭﻟﻦ ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺘﻬﺎ ﻟﺘﺴﺮﻗﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﺗﻘﻠﺐ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ، ﻭﺗﺤﺮﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻨﺎ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﻯ ﺑﺄﻡ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻟﺤﺪﻭﺩﻫﻢ ﻭﺃﻭﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻳﻦ، ﻭﻻ ﺃﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﻫﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻧﻨﺎ ﺗﺸﺠﻴﻌﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻔﺴﺪ ﻳﻈﻬﺮ ﻧﺠﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﺿﻐﻄﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻟﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻋﺎﻟﻴﺎ، ﻭﻟﻮ ﺳﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ‏( ﻓﺬﻟﻚ ﺣﺒﻴﺒﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﺴﺒﻮﻧﻪ، ﻭﺍﻧﺘﺒﻪ ﻟﻬﺬﻩ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺴﺨﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻭﻧﺒﻴﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺘﻮﻻﻫﻢ ﻭﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ؟ ﻋﺠﺒﺎ ﻟﻚ ‏) ، ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﺃﻗﻮﻳﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻠﺰﻣﻮﺍ ﺳﻔﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺼﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﻥ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺆﻟﻤﻨﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ : " ﺳﻨﺮﺳﺦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ " ! ﺃﻱ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺃﻱ ﻗﻴﻢ ؟ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻩ، ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﺳﻮﺃ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﻭﻻ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ – ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺷﺎﺫﺍ - ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻔﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺻﻒ " ﻋﺪﻭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ !" ﻭﺛﺎﻧﻴﺎ ﻫﻲ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ، ﻓﻼ ﺃﻛﺬﺏ ﻭﺃﺧﺒﺚ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻛﺬﺑﻬﻢ ﻣﺸﻬﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﻋﻮﺍﻣﻨﺎ ! ﻭﻓﻀﺎﺋﺤﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺒﺮﺯ ﺫﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻫﻢ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﻜﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎﺀ ﺭﻏﻢ ﻗﻮﺓ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ ! ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﻮﻥ ﺍﻹﺳﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻫﻢ ﻟﺪﻭﻟﺔ " ﻫﺎﻳﺘﻲ " ﻳﺴﻠﺨﻮﻥ ﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭﻳﺤﺮﻗﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻟﻴﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ، ﺃﻭ ﻟﻴﻜﺸﻔﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﺑﺊ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻟﻨﻬﺒﻪ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺍﻫﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻠﻖ " : ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﺘﺨﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺗﺴﻠﻢ " ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻫﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﺳﺒﺎﻥ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ : ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﻬﻮ ﻣﺆﻣﻨﻮﻥ ! ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺇﺫﻥ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺳﺒﺎﻥ ! ﻟﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﻭﺣﺸﻴﺘﻬﻢ ﻭﺳﺮﻗﺘﻬﻢ ‏( ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺃﺳﻮﺍ ﻣﻨﺬ ﻟﻚ ﺃﻭ ﻣﺜﻠﻪ، ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﺭﺧﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ؟ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺐ ﻓﺮﻧﺴﺎ ! ﻭﺟﺮﺍﺋﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻃﻮﺍﺑﻊ ﺑﺮﻳﺪﻳﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺯﻳﻨﻮﻫﺎ ﺑﺮﺅﻭﺱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﻮﺍ ! ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺻﻮﺭ ﺗﺤﺮﺷﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﻢ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ، ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﻡ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻻﻣﻬﺎ ﻛﺸﻔﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﺘﺄﻛﺪﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻭﺍﻏﺘﺼﺒﻮﺍ ﻭﻧﻬﺒﻮﺍ ، ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻣﻨﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺗﺄﺷﺮﺓ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﺶ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻋﺘﺪﺕ ﺩﻭﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺩﺍﻋﺶ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻬﺰ ﻟﻠﻘﺎﺋﻬﻢ / ﻓﻜﻞ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﺑﻨﺘﻬﻢ ﺑﺎﻷﻧﺎﺑﻴﺐ " ﺩﺍﻋﺶ " ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻮﺟﺪﻭﻥ، ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻋﺶ ﺇﻻ ﺣﺠﺔ ﻣﺨﺘﻠﻘﺔ ﻟﻀﺮﺏ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺛﻢ ﺃﻳﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺄﺗﻲ ﻃﺎﺋﺮﺍﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻟﺘﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻘﺮ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺑﻼ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﺑﻼ ﺟﻴﻮﺵ ﺃﻭ ﻛﺄﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺠﺮﺕ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﺻﺎﺭﺧﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ؟ ﻭﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﻦ ؟ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﻤﻘﻴﺖ ! ، ﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻜﻔﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺃﻋﺪﺍﺋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﻭﺩﻳﻨﻨﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ، ﻭﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﻔﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟ ﻓﺎﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﻭﻻ ﻭﺟﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ ﺍﻟﻤﺒﺜﻮﺙ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﻔﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺢ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻤﺨﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻬﺎ ‏( ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺳﻮﺀ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ‏) ، ﻓﺘﺒﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺨﺐ ﺇﺑﻠﻴﺴﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﺻﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﺑﺘﻬﻠﻮﺍ ‏) . ﺃﻱ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ؟ ﺃﻻ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻭﻳﻬﺎ ﻭﺃﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﻱﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺳﻮﺀ، ﻛﺪﻋﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻣﺪﺣﻪ ﺇﺫﺍ ﻫﺎﺟﻢ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‏( ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺭﺑﻪ (! ، ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﻌﺘﺮﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‏( ﻛﺎﻟﻠﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ (! !! ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺩﻳﻨﺎ ﺿﺎﻋﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﻭﻗﺘﻪ ﺍﻹﺑﻠﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﻨﺘﻨﺔ ! ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﺣﻴﻦ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻭﺓ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺨﺠﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﻋﻼﻧﻬﺎ ﺃﻭ ﺩﻋﻢ ﻛﻞ ﻋﺪﻭ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ‏( ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻤﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﻟﻠﺪﻭﻳﻠﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ‏) ، ﺃﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺘﺨﺬﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻨﻬﺎ ﺭﺩﻋﺎ ﻟﻠﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺸﻜﻚ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺧﺎﻟﻘﻪ - ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮﻫﺎ - ﺑﺨﻠﻘﻪ ! ﻭﺃﺳﺄﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﺿﻴﻦ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﺘﺮﺿﻮﻥ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺭﺑﻜﻢ ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻏﺒﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻌﻔﻨﻮﻥ ؟ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻤﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻛﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ‏( ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ، ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺩﻭﻟﻪ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ‏) . ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ " ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﺮﺟﻞ " ! ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺒﻠﻰ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻌﻔﺮﻳﺖ ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺸﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺗﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺄﻱ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺨﻄﺮ ﺍﻹﻓﺘﺮﺍﺱ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻔﺘﺮﺳﻬﺎ، ﻭﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ؟ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻔﺘﺮﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭﻟﻮﻻ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻇﻔﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻔﺘﺮﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻭﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ! ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﺮﺟﻞ ! ﻧﻌﻢ ﺳﺘﺘﺴﺎﻭﻯ ﻣﻌﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻼ ﺣﻴﺎﺀ ﻭﻋﻔﺔ، ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﺳﺘﺴﺘﻮﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﺗﺘﺠﻮﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺘﻰ ﺷﺎﺀﺕ، ﻭﺗﺼﺎﺭﻋﻬﻢ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺑﻼ ﺃﺩﻧﻰ ﺇﺣﺴﺎﺱ، ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻧﻪ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻧﺴﺎﺀ ﻛﺎﻟﻤﺪﺍﺧﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ، ﻭﺃﻏﻠﺒﻬﻦ ﻣﻨﺤﺮﻓﺎﺕ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﺫﻭﻳﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻼ ﺗﻌﺮﻓﻬﻢ ﻭﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﺑﻼ ﺃﺩﻧﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ . -2 ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ : ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ، ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﺬﻛﺮ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﻛﻢ ﻗﺘﻞ ﻭﻛﻢ ﺍﻏﺘﺼﺐ ﻭﻛﻢ ﺷﺮﺩ ﻭﻛﻢ ﻧﻬﺐ، ﺑﺪﻝ ﻣﺪﺡ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻟﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺒﻪ ﻭﺳﻴﺎﺳﺘﻪ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺸﺮﻑ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻧﻄﻖ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﺘﻜﺴﺮﺓ ! ﻭﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ، ﺑﺎﻧﻴﺎ ﻓﻘﻬﺎ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺎﻟﻜﻲ ﺃﻡ ﻓﺮﻧﺴﻲ، ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻣﺴﻨﺪﺍ ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻮﺩ ﺛﻘﺎﺏ ! ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﺇﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻛﺒﻮﻻﻧﻲ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻭﺃﻋﺪﻣﺘﻬﻢ، ﺫﺍﻛﺮﺍ ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ – ﺃﻱ ﺣﺮﻳﺔ؟ - ﺗﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺮﺟﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺬﻛﻴﺮﻫﺎ ﺑﺬﻟﻚ ! ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺍﻟﺤﻨﻮﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﺄ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺘﻠﺖ ﻭﺍﻏﺘﺼﺒﺖ ﻭﺷﺮﺩﺕ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻻ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻷﻥ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻳﺰﺩ ﺃﻟﻒ ﻗﻠﺐ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﺠﻮﻓﺎﺀ، ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻄﻤﻮﺱ : ﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺇﻻ ﺑﻬﺪﻑ ﻧﺸﺮ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ !!! ﻓﻠﺘﻜﻦ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺑﻤﻦ ﺫﻫﺐ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ ﻭﺍﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻨﺎ، ﻻ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﻔﻼﺕ ﻳﺪﻋﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻭﻻ ﺗﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ، ﻭﻛﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ، ﻷﻥ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻐﺮﺏ ﺗﻔﺮﺽ ﺫﻟﻚ ! ﻟﻨﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﺠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻟﻨﺠﻌﻠﻪ ﻓﻮﻕ ﺭﺅﻭﺳﻨﺎ ﻭﺭﺅﻭﺱ ﻏﻴﺮﻧﺎ، ﻭﻟﻨﺨﺶ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻧﺨﺸﺎﻩ ﻭﻧﺮﺟﻮﻩ ﺑﺪﻝ ﺧﺸﻴﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺨﻤﻮﺭﻳﻦ ﺍﻟﻤﻼﻋﻴﻦ . - ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻼﺡ : ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻨﺎﻉ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻴﻦ ﻋﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼﻨﻌﻴﻦ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺗﻄﻮﻳﻌﻬﺎ ﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ، ﻭﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ‏( ﻛﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﺎﺝ ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﺠﺄﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ، ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺩﻓﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺟﺘﻴﺎﺡ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﻨﻴﻊ 25 ﺃﻟﻒ ﺩﺑﺎﺑﺔ ‏( ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ‏) ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺒﺮﺯﻭﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻘﻮﺓ ﻋﻈﻤﻰ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺩﻓﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﺮﺍﺩﺍﺭ، ﻭﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻟﺘﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺤﻨﺔ ﻣﻨﺤﺔ، ﻭﻟﻮ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺸﻴﻮﺥ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺗﺮﺍﺑﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ! ﻭﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﻋﺶ ﺍﻟﻤﺎﺭﻕ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺍﻟﺘﺸﻴﻊ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ، ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻗﻮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ، ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻻ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ . ﻟﻘﺪ ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺑﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﻊ ﺍﻟﻤﺴﺪﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ، ﻭﺻﻨﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻷﻟﻴﻔﺔ ! ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ؟ ﺑﻞ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﺴﻠﺢ ﺟﺎﺩ ﻭﺍﺣﺪ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﺤﺎﻃﻮﻥ ﺑﺄﺧﺒﺚ ﻭﺃﻟﻌﻦ ﻭﺃﺳﺮﻕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ؟ ﺃﻳﻦ ﻣﻨﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻭﺃﻋﺪﻭﺍ ﻟﻬﻢ " ، ﺃﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺪﻭﻟﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺠﻠﺐ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻣﺪﻓﻊ ﺃﻭ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻫﺎﺗﻔﺎ ﺫﻛﻴﺎ ﻟﺘﻌﻴﺪ ﺗﺼﻨﻴﻌﻪ ؟ ! ﻳﺎ ﻟﻠﻔﻀﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﻮﺿﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎﺀﺓ ! ﺃﻡ ﺍﻥ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺘﻮﺍﺻﻼ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻠﻚ ﺧﻄﻮﻃﺎ ﺣﻤﺮﺍﺀ ؟ ! ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻧﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻻ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺓ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﻮﺿﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺎﻟﻌﺎﻫﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻧﻈﻤﻪ . ﺃﻻ ﺗﺴﻤﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻣﺜﻞ Xiaomi ﻭ Lenevoo ﻭ Leeco ﻭ huawei ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻘﻔﺰ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻭﺳﺘﺰﻳﺢ ﺃﻳﺒﻞ ﻭﺳﺎﻣﺴﻮﻧﺞ - ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﺍﻟﻤﺠﺤﻒ - ﻗﺮﻳﺒﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺪﻝ ﻫﻮﺍﺗﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺣﺘﻜﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﻐﻴﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻘﻞ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻋﻦ -600 700 ﺩﻭﻻﺭ ! ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﻛﺼﻨﺎﻋﻨﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻴﻦ ﺑﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﺎﺝ ﻭﻛﺒﺮﻳﺖ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﺑﻨﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﺑﻤﻮﻇﻔﻴﻬﺎ ﻭﻣﺨﺘﺮﻋﻴﻬﺎ ‏( ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺠﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﺣﺪﻩ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺃﺻﻼ ﻭﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻣﻌﻄﺎﺓ ﻟﻜﻴﻒ ﻧﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺮﺳﺦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻓﻈﻢ ﻓﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻧﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺧﺎﺀ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺗﻮﻧﺲ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻣﺼﺮ ‏) . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺗﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻘﻤﺔ ! ﻭﺗﻔﺎﺟﺊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻨﻲ ﻃﻠﺒﺖ ﺃﺣﺪ ﻫﻮﺍﺗﻔﻬﺎ ﺑﻤﻤﻴﺰﺍﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺭﺍﻡ 2 ﺟﻴﺠﺎ، ﻭﻛﺎﻣﻴﺮﺍ 13 ﻣﻴﺠﺎ ﺑﻜﺴﻞ، ﻭﺷﺎﺷﺔ 6.0 ﺍﻧﺶ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺏ 80 ﺩﻭﻻﺭ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ !! ﻭﺳﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻴﻦ ‏( ﺇﺫ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ‏) ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻛﺒﺮﻯ، ﻭﺗﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ! ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺩﺭﺳﺎ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺻﺪﺍﻡ ﻭﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺪﺭﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺿﻴﻌﺖ ﻭﻗﺘﺎ ﺛﻤﻴﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻴﻪ، ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺭﻛﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﻀﺤﻴﺔ ﺑﻤﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭﻗﻴﻤﻬﺎ ﻭﺩﻳﻨﻬﺎ، ﻭﻣﺘﻨﺎﺳﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ " : ﻭَﻟَﻦْ ﺗَﺮْﺿَﻰ ﻋَﻨْﻚَ ﺍﻟْﻴَﻬُﻮﺩُ ﻭَﻻ ﺍﻟﻨَّﺼَﺎﺭَﻯ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﺘَّﺒِﻊَ ﻣِﻠَّﺘَﻬُﻢْ ﻗُﻞْ ﺇِﻥَّ ﻫُﺪَﻯ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻬُﺪَﻯ ﻭَﻟَﺌِﻦِ ﺍﺗَّﺒَﻌْﺖَ ﺃَﻫْﻮَﺍﺀَﻫُﻢْ ﺑَﻌْﺪَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺟَﺎﺀَﻙَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻌِﻠْﻢِ ﻣَﺎ ﻟَﻚَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣِﻦْ ﻭَﻟِﻲٍّ ﻭَﻻ ﻧَﺼِﻴﺮٍ " ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻫﻞ ﺭﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺣﺎﻛﻢ ﺃﻭ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻨﺴﻠﺦ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻜﻢ ﻻ ﺭﺍﺩ ﻟﻪ، ﻓﻠﻴﺘﻨﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻠﺪﻭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﺪﺍﻭﺗﻪ ﺇﻻ ﻣﺨﻤﻮﺭ ﺃﻭ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ .. ﻟﻴﺘﻨﺎ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺣﻀﺎﺭﺗﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﺟﺰﺍ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺎ ﻳﺼﻌﻖ ﻛﻞ ﻛﻠﺐ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ، ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻮﻝ ﺣﻀﺎﺭﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺋﺐ، ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﺃﻡ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻐﺼﻮﺑﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺆﻻﺀ؟ ﺃﺟﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻚ، ﻭﺃﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﻋﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻘﻢ ؟ !

ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺃﺧﻠﻴﻞ