ينتظر قرار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتعيين الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس على رأس البنتاجون تصويت مجلس الشيوخ وموافقة الكونجرس ليُمرَّر إلى حيّز النفاذ على أن القوانين العسكرية في الدستور الإتحادي (الفيدرالي) تقضي بأن يمكث الجنرال المُتقاعد 7 سنوات منذ تقاعده ليشغل منصب وزير الدفاع , ونظراً إلى أن المعلومات عن (الكلب المسعور) شحيحة آثرنا تسليط الضوء حوله مع التركيز على الجانب المُظلم في تأريخه العسكري
الجنرال جيمس ماتيس ومسقط رأسه مدينة بولمن بولاية واشنطن إلتحق بالجيش في حرب فيتنام عام 1972 وكان ضابطاً برتبة ملازم ، وقاد الكتيبة الأولى باللواء السابع في قوات المارينز زمن حرب الخليج الثانية وكان ضابطاً برتبة عقيد ، وقاد الفرقة الـ 52 في حرب أفغانستان حيث كان ضابطاً برتبة عميد ، وقاد فرقة المشاة البحرية الأولى في الحرب على العراق عام 2003 وبلغ إلى رتبة الفريق ، وقاد معركة الفلوجة الأولى في إبريل 2004 زمن حكومة علاوي , وكان أحد قادة عملية (غضب الشبح) في نوفمبر 2004، وكان من مؤسسي قوات الصحوات التي حاربت دولة العراق الإسلامية وحليفها السابق تنظيم القاعدة.
وأُشتُهِرَ الجنرال ماتيس بتصريحاته الجريئة غير المسئولة وأثارجدلاً إثر مقابلة صحفية بقناة CNBC الأمريكية عندما وصف قتل الطالبانيين في أفغانستان بأنه (مُسلٍّ جداً) بحجة أنهم لا يمتلكون الرجولة ويسيئون معاملة النساء اللاتي لايرتدين الحجاب ، في حينها أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أنه تم إتخاذ إجراء لفت نظر بحق الجنرال ماتيس بسبب تصريحاته وقيل له عليك أن تنتقي ألفاظك بعناية ، غير أن البنتاجون قد غض الطرف عن سلوك الجنرال العسكري فيما يتعلق بأوامره لقواته في أفغانستان والعراق بالإفراط في إستعمال النيران القاتلة وأوامر (قتل بلا ضوابط) صرَّح بها للجنود الأمريكيين لسحق التمرّد في الفلوجة حتى لقب في وسائل الإعلام الأجنبية بالجنرال الدموي، أعقاب ذلك إلتقى الجنرال ماتيس ببعض شيوخ العشائر ورجال الدين في الأنبار وجهاً إليهم سهام النقد اللاذع فيما يختص بأبنائهم الذين يقاتلون القوات الأمريكية وأنصتوا إليه بهدوء لئلا يهيج عليهم الجنرال (الكلب المسعور) الذي رفع صوته قائلاً ( هؤلاء مراهقين غير مدربين، لا يجيدون القتال، ولا يعرفون كيف يواجهون)
في شهر مايو 2006 عُيِّن الجنرال ماتيس قائداً لحملة مشاة البحرية الأولى في قاعدة فيلق المارينز بمعسكر(Pendleton) للإشراف على شركات التصنيع العسكري وإرتقى إلى رتبة الفريق أول , وفي شهر سبتمبر 2007 رشَّحه الرئيس بوش لقيادة القوات المشتركة للولايات المتحدة الداعمة للجيش الأمريكي في فرجينيا، وفي شهر سبتمبر ذاته وافق حلف الناتو على تنصيبه قائداً لعمليات التحوّل لقوات حلف شمال الأطلسي لعامٍ واحد حتى شهر سبتمبر 2009 وخلفه في ذلك المنصب الجنرال الفرنسي ستيفان أبريال
في 11 اغسطس 2010 تولى الجنرال ماتيس قيادة القوات المركزية الوسطى المكلفة بالإشراف التام على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الإفريقي، وتَعُمُّ 27 دولة إبتداءاً من كازاخستان إلى السودان وأثيوبيا وكينيا، وتشمل خُراسان القديمة (إيران وأفغانستان وباكستان) مروراً بالجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام وصولاً إلى مصر وسائر الدول المُطلة على البحر الأحمر, ودافع البنتاجون عن الجنرال المتهور جيتس أمام الإنتقادات حول تسليمه مقاليد الأمور العسكرية في تلك البقعة الشاسعة من العالم بالقول أن ( هفوة القتل مرت، والجنرال تعلم الدرس) ، وشغل الجنرال هذا المنصب الرفيع المستوى في القوات المسلحة الأمريكية حتى عام 2013، ثم أحاله الرئيس أوباما إلى التقاعد لدعواته الملحة إلى توجيه ضربات عسكرية للمنشآت والمصالح الإيرانية
إصطفاه الرئيس ترامب وزيراً للدفاع في إدراته لأن الجنرال يشاطره الرأي في كارثية الإتفاق النووي مع إيران وضرورة إلغاءه على الرغم من أن الجنرال يختلف مع ترامب بشأن العلاقات مع روسيا التي يرى ماتيس أن سياساتها تشكل خطراً هي الأُخرى على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط