ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭ ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ " ﻏﺎﻧﺎ " ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﺿَﻤَّﻦَ ﺃﺣﺪُ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠَﻪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻭَﻋﺪﺍ ﺟﺎﺯﻣﺎ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻣﺼﻨﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺘﻴﻦ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﻭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .. ﻫﺎﺟﺲ ﻳﻘﺎﺳﻤﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻳﺼﻴﻎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻭ ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﺎﻟﻬﺎﺟﺲ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻲ ﻣﺤﺾ ﻟﻤﺎ ﻳﺼﻨﻌﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺑﺠﻬﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭ ﺫﻛﺎﺋﻬﻢ ﻭ ﺣﺒﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻌﺔ ﻷﻭﻃﺎﻧﻬﻢ؛ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺗﻨﻬﺐ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔ ﻭ ﻻ ﺧﺠﻞ ﻭ ﺗﻀﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺍﺕ ﺑﻴﻌﺎ ﻟﻸﺟﻨﺒﻲ ﺑﻼ ﻭﺧﺰ ﻟﻠﻀﻤﺎﺋﺮ ﻭ ﻻ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .. ﺇﻧﻨﺎ ﺷﻌﺐ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﻭ ﻧﺤﺴﺐ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺍﻷﺫﻛﻴﺎﺀ ﺍﻷﻟﻤﻌﻴﻴﻦ ﻭ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻻﻃﻮﺍﺭ ﻭ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﻧﺸﺮﺏ ﻧﺨﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪﺓ " ﺍﻟﺴﻴﺒﺔ " ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ . ﺇﻥ ﺣﺎﺿﺮﻧﺎ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﻭ ﻻ ﻧﺒﺎﻟﻲ، ﻭ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻗﺎﺗﻢ ﺗﻠﻔﻪ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺗﻔﺮﻗﺔ ﻭ ﺗﺸﺘﺖ ﻻ ﻧﻜﺎﺩ ﻧﺤﺴﻬﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺃﻇﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺯﻣﺎﻧُﻬﺎ، ﻭ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﺍﺭﻙ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺠﻢ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺣﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻠﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ﻻ ﺗﺸﻴﻴﺪ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭ ﻋﻦ ﺫﻫﻦ ﻣﺜﻘﻔﻴﻨﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﺭﻋﺎﺓ ﻧﺮﺟﺴﻴﺔ ﻳﺴﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﺷﻜﻠﻬﺎ " ﻧﺮﺟﺲ " ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻮ ﺭﺁﻫﺎ ﻭ ﺍﺳﺘﻌﻼﺋﻴﺔ ﻳﻠﻔﻬﺎ ﻏﻤﻮﺽ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﻷﺩﺍﺀ .. ﻭ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﻼ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺗﻨﺠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻷﻓﻮﻝ . ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ؟ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻧﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ " ﺍﻟﺴﻴﺒﺔ " ﻣﺎ ﻳﻘﻴﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭ ﺭﻗﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻀﺮ ﻭ ﺳﻤﻮ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭ ﻧﻀﺞ ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻟﺘﺨﺎﻃﺒﻴﺔ ﻭ ﺭﻗﺘﻬﺎ . ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ . ﻓﻌﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻓﻊ ﺍﻷﺭﻋﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺃﻗﻞ ﺟﻬﺪ ﺣﺘﻰ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﻭﻑ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﻷﺑﻬﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﻭ ﺗﻀﺨﻢ ﺍﻷﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭ ﺣﺐ ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻭ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﻭ ﺍﻟﻬﺠﺎﺀ ﻭ ﻛﺎﺫﺏ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﺍﻷﺳﺮﻱ، ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﺗﺨﻠﻖ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﺫﻫﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻄﻠﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭ ﺟﻬﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭ ﺣﺒﻜﻬﺎ ﻭ ﺗﻤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﺑﺠﺪﻭﺍﺋﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻬﺎ، ﻭ ﻣﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺮﺓ؛ ﻧﻔﺎﻕ ﻭ ﻏﺪﺭ ﻭ ﺣﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻭ ﺍﻻﺩﻋﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﻘﺖ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﺟﻨﺎﺡ ﻳﺮﻓﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﺒﺖ ﻭ ﺍﺷﺘﺪ ﻟﻪ ﺭﻳﺶ ﻭ ﻧﺸﻒ .. ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﻭﺍﻗﻊ ﻭ ﺇﻥ ﺗﻮﻫﻤﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺁﺛﺎﺭﻫﻤﺎ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭ ﻭﻃﺄﻫﻤﺎ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪ . ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪ - ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺑﺆﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻻ ﺗﺨﻄﺌﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﺒﻘﺔ ﻭﺳﻄﻰ - ﺇﻻ ﺗﺠﺴﻴﺪﺍ ﺻﺎﺭﺧﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺳﺤﻴﻖ . ﻫﻞ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻮﻥ ﺣﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ؟ ﺭﻏﻢ ﻣﺴﺘﻮﺍﻱ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﻓﻴﻠﻤﺎ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺎ ﺻﻮﺭﺕ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﺑﻜﺎﻣﻴﺮﺍ ﻫﺎﺗﻒ ﻣﺨﻔﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻟﻢ ﺗﻨﻘﺼﻬﺎ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻷﺳﺘﺒﻴﻦ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺪﻯ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﺓ ﺳﺒﺎﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺣﺮﺹ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻗﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﻤﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻲ ﺗﺤﺖ ﻭ ﻃﺄﺓ ﺭﻏﺒﺔ " ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ " ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ " ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ " ﺍﻟﺠﺮﻳﺌﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ " ﺍﻟﺴﺒﻖ " ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ . ﻭ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻷﺣﺎﺩﻱ ﻭ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻭﺭﺵ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭ ﻟﺘﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺧﺘﻼﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮﻩ . ﻭ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﻘﻄﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﻣﻦ ﺷﺘﻰ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻨﺺ ﺑﺴﻴﻂ ﺑﺪﻳﻊ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺎﻧﻊ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻴﻪ ﺗﻜﻠﻒ ﻭ ﻻ ﺷﻄﻂ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﻓﻬﻤﻪ ﻭ ﺃﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ . ﻭ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﺗﻐﻔﻞ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻘﻤﺺ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﺎﺋﺤﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻼﺕ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﺻﺔ ﺳﺎﻧﺤﺔ . ﻗﻠﺖ ﻣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻬﻨﻴﻮ ﺇﻋﻼﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻒ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻌﺮ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ، ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺟﻤﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭ ﻳﺬﻫﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎﺗﻬﻢ ﻭ ﺗﻐﻄﻴﺎﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻟﺐ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ؟ ﻭ ﻣﺘﻰ ﻳﺤﺴﻨﻮﺍ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻭﻧﺸﺮﺍ؟ ﺛﻢ ﻣﺘﻰ ﻻ ﻳﺮﺑﻄﻮﻥ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﻭ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ؟ ﻓﻜﻢ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻳﺠﺪﺭ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ؟ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻭ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻌﺶ ﻭ ﻳﺰﻫﺮ ﻭ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﻩ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ . ﻣﺘﻰ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﻧﻘﺪ ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ؟ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﻌﺎﺝ ﺷﺎﻫﺪﺕ، ﺑﺎﻧﺪﻫﺎﺵ ﻭ ﺗﻌﺠﺐ ﺧﺎﻟﻄﻬﻤﺎ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﻓﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺯﺭﺍﺀَ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻳﻨﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﺩﺍﺀﻫﻢ ﻭ ﻣﺎ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻻﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﻮﺍﻗﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﻱ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﻭ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺑﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺸﻜﻮﻫﺎ ﻭ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺮﺝ ﻭ ﻭﺟﻞ ﻭ ﻻ ﺗﻤﻠﻖ . ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺑﻲ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﻭ ﺃﺳﻤﻌﻬﻢ ﻳﻌﻠﻨﻮﻥ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﻭ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻻ ﺗﺨﻮﻟﻪ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭ ﺳﻮﺍﻩ، ﻭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻋﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻭ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﺱ ﻭ ﺗﺤﺪﺩ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﻭ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻘﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺣﻠﻮﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﻭ ﻣﺘﺴﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭ ﻛﻞ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ . ﻭ ﺳﻤﻌﺘﻬﻢ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻳﺼﺮﺣﻮﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻼﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺣﺘﻰ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺎﻷﺩﺍﺀ . ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﻌﺎﺝ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﻭ ﺳﻜﻚ ﺣﺪﻳﺪ ﻭ ﻭﺭﺵ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭ ﻛﻬﺮﺑﺔ ﻭ ﻣﺎﺀ ﻭ ﺭﻱ ﻭ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻭ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﻭ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻭ ﻗﻔﺰﺓ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻗﻄﺎﻋﺎﺗﻬﻢ ﻭ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﺗﻮﺭﺩ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺐ . ﻓﻬﻞ ﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻮﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭ ﺩﻗﺔ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ؟ ﻭ ﻫﻞ ﻳﺒﺘﻌﺪﻭﻥ ﺑﻜﻔﺎﺀﺍﺗﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮﺓ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﻭ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ؟ ﻭ ﻫﻞ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺑﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﺘﻼﺱ ﻣﻦ ﺍﻻﻏﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﺑﺎﻹﻧﺠﺎﺯ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺿﻌﻒ ﺍﻷﺩﺍﺀ؟ ﺧﻄﺎﺑﺔ ﺑﻨﺎﺓ ﻭ ﺧﺮﺱ ﻋﺘﺎﺓ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻞ " ﻣﺎﻧﻮﺍﻝ ﻓﺎﻟﺲ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻨﺴﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺑﺎﺭﺗﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻜﻦ ﻭ ﺣﺼﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﺨﻀﺮﻡ ﻭ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﺭ، ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺪﺏ ﻋﺠﺰ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺣﺒﻚ ﺧﻄﺎﺏ ﻭ ﻟﻮ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻭ ﺗﻮﺻﻴﻞ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺴﻤﻊ ﻭ ﺗﻔﻬﻢ . ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﺤﻮﻯ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺮﺷﺢ ﺍﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻡ ﺑﺎﻹﺣﺎﻃﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﻳﺔ ﺑﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﻭ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺑﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭ ﺗﻬﺪﺩ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻭ ﺇﺷﻌﺎﻋﻬﺎ ﻭ ﺗﺤﺎﺻﺮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﻭ ﺗﻀﻌﻒ ﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﻭ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺪﺏ ﺣﻆ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻨﺎ ﺍﻷﺟﻼﻑ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻬﻢ ﺑﻔﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻭ ﻻ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭ ﻻ ﺇﻟﻤﺎﻡ ﺑﺤﻀﻴﺾ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﻻ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺗﺼﺤﻴﺤﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ . ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻔﺎﺗﺮﺓ ﻋﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻫﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﻣﺘﻘﺪﺓ، ﻧﺎﺿﺠﺔ ﻭ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭ ﺻﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﻭ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺗﺨﻠﻮﺍ ﺷﻬﺮﺍ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻗﺎﺭﻳﺔ، ﺇﻗﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻭ ﺫﺍﺕ ﺷﺄﻥ ﻋﺎﻡ . ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻭ ﺗﺬﻳﻊ ﺻﻴﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﺗﺠﻠﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻤﻮﻟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ " ﺍﻟﺴﻴﻨﻐﺎﻝ " ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﻭ ﻭﺭﺷﺎ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻓﻲ ﻧﻬﻀﺘﻪ ﻭ ﺳﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷﻬﻢ ﻭ ﻳﻨﻬﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ . ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻘﺪﺭﻫﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﻣﻀﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻭ ﻗﺒﻠﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺡ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻬﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﻔﻦ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ . ﻭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻳﻔﺘﺘﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎﻛﻲ ﺻﺎﻝ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻗﺎﺭﻳﺎ ﺗﺤﻀﺮﻩ ﺟﻬﺎﺕ ﻭ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ . ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭ ﺗﻮﺳﻊ ﺗﺠﺎﺭﺑﻬﻢ ﻭ ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭ ﺍﻷﺧﺬ ﻭ ﺍﻷﻃﻌﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺤﺮﻳﺔ .. ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻧﻀﺞ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﻭ ﺣﺮﻛﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ .. ﻓﺈﻥ ﻧﻀﺠﺖ ﻋﻨﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻭ ﺻﺤﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻧﻔﺾ ﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻤﻀﻤﺨﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺑﻤﺴﺎﻭﺉ ﻋﻘﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺘﺤﺠﺮ ﻭ ﻣﺴﻠﻜﻴﺎﺕ " ﺍﻟﺴﻴﺒﺔ " ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺧﻂ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﻤﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻀﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﻗﺖ .. ﻓﻬﻞ ﺗﺨﺮﺥ " ﺍﻟﻨﺨﺐ " ﺍﻟﻔﺎﺗﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﻤﻘﻢ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭ ﺗﻌﺮﻳﻀﻪ ﻟﻠﺰﻭﺍﻝ ﻭ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻛﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻪ ﻭ ﺗﺨﺼﺼﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﻘﺎ ﺛﻤﺔ ﺫﻟﻚ؟ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﺍﺓ ﻳﻔﺎﺧﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺤﻴﺰ ﻧﺴﺒﺎ ﻭ ﺷﺮﺍﺋﺤﻴﺎ ﻟـ " ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ " ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻭﻃﻨﻴﺎ ﻭ ﻣﺮﺟﻌﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻭ ﻣﺤﻔﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ، ﻭ ﻳﻨﺎﺑﺰﻫﺎ ﺃﻭ ﻳﻨﻜﺮ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺷﺮﺍﺋﺤﻲ ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ ﻭ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻭ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺇﻻ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺳﻴﺎﻕ ﻟﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ . ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺄﻓﺮﺯ " ﺑﺎﻋﺔ " ﺍﻧﺘﻔﺎﻋﻴﻴﻦ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﺮﺗﺒﻚ ﻭ ﻣﻀﻤﺦ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺤﺺ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭ ﻳﻘﻨﻨﻬﺎ ﻟﻴﺤﺼﺪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺬﺝ ﺍﻟﻤﺘﻌﻄﺸﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻊ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﺬﻭﻳﻬﻢ ﺻﺪﻗﺎ ﻭ ﺍﺧﺘﻼﻗﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﺟﻬﺪ ﻣﻌﺮﻓﻲ ﻭ ﻣﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﺃﻫﻠﻪ . ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﻴﻦ ﻓﻬﺪﻓﻬﻢ ﻧﺴﻒ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﺎﻥ ﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ ﻇﻠﻤﺎ ﻭ ﺍﻹﻳﻬﺎﻡ ﺷﻄﻄﺎ ﻭ ﺇﺟﺤﺎﻓﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﺴﻄﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻘﺮﺓ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﻼﺩ . ﻣﺘﻰ ﻳﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻷﻗﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﺗﻮﺍﻓﻘﻲ ﺣﻮﻝ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻱ ﻣﺮﺟﻊ ﻣﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﻮﻱ ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻠﻴﻪ . ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺃﻭﺳﺘﺮﻟﻴﺘﺰ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﺭﺕ ﻓﻲ ﻗﺎﺭﺓ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻷﺑﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺑﻠﻴﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ 2 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1805 ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻭﻫﻲ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺍﻟﻜﺴﻨﺪﺭ ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻻﻣﺮﺑﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺑﻮﻧﺎﺑﺮﺕ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭ ﺣﺎﺳﻢ ﻟﻠﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ . ﻭ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺰﺍﻳﺪ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻭﻯ ﺑﺎﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﺎﺩ ﺗﻤﺜﻴﻼ ﺣﻴﺎ ﻣﺼﻮﺭﺍ ﻛﻠﻤﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺫﻟﻚ . ﻓﻬﻞ ﻧﺴﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ؟ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭ ﺇﺫ ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻊ ﻋﻠﺒﺔ ﻛﺒﺮﻳﺖ ﺃﻭ ﻗﺮﺹ ﺩﻭﺍﺀ ﺃﻭ ﻧﻌﻞ ﺃﻭ ﺇﻧﺎﺀ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺣﺼﻴﺮ ﺃﻭ ﻗﻤﺎﺵ ﺃﻭ ﻋﻠﺒﺔ ﺳﺮﺩﻳﻦ ﺃﻭ ﻗﻄﻌﺔ ﺻﺎﺑﻮﻥ ﺃﻭ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﺷﻴﺮ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﺁﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺭﺟﺎﻝ " ﻣﺎﻟﻨﺎ " ﻭ " ﺟﺎﻫﻨﺎ " ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻗﻴﺔ ﻭ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺑﺪﺀ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﺭﻭ ﻭ ﺍﻟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﻝ ﻭ ﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺑﻞ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻳﺸﻤﻮﻥ ﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ ﻭ ﻳﻤﻠﺆﻭﻥ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻳﺪﻋﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻭ ﻳﻀﻔﻮﻥ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﻠﻜﻮﺍ ﻧﺎﺻﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﻟﺸﻌﻮﺑﻬﺎ ﻭ ﺩﻋﻤﻮﺍ ﻭ ﻋﺰﺯﻭﺍ ﻭ ﻧﺸﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ . ﻭ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺩﻫﻰ ﻭ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺷﻌﻮﺏ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪ ﻭﻋﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺷﻤﺮﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﻋﺪ ﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﺣﺮﺍﻙ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭ ﺣﻜﻢ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺼﺮ ﻭﻋﻘﻠﻴﺔ " ﺳﻴﺒﺔ " ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﻌﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ . ﺗﻤﻴﻴﻊ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﻗﻠﺔ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻋﺠﻴﺐ ﺍﻣﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ، ﺍﻟﻤﺒﺘﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻣﺤﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﻻ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺛﺮ " ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺱ " ﻭ ﻻ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ " ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ " ؛ ﺃﻭﺟﻪ ﺗﺠﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍﺗﻬﺎ " ﺍﻻﺩﻋﺎﺋﻴﺔ " ﺍﻟﻤﺠﺤﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﺸﻄﺔ " ﻫﻼﻣﻴﺔ " ﻣﺒﺘﺪﻋﺔ ﻻ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﻌﻤﻖ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ " ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ " ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﻭ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺍﺕ . ﻭ ﻫﻲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻄﺔ ﺑﻔﻌﻞ " ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻭ ﺍﻟﺠﺴﺎﺭﺓ " ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﻔﻮﺕ ﻓﺮﺻﺔ ﺿﻌﻒ ﻋﻮﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﺮﺗﻪ " ﺍﻟﻜﻴﻜﻮﻃﻴﺔ " ﻭ ﺻﻴﺤﺎﺕ " ﺣﻴﻤﺎﺳﻮ " ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺇﺭﺍﺩﺍﺕ ﻭﺍﻫﻨﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﻳﻮﻣﺎ " ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ " ، ﻭ ﻧﺨﺐ ﻣﺒﺘﺪﻋﺔ ﻭ ﻣﺨﺘﻠﺔ ﻭ ﻣﻤﺴﻮﺧﺎ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﺪﺭﺝ ﺇﻗﻼﻉ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻒ ﺑﻼ ﻏﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭ ﻻ ﺣﻤﻴﺔ ﻭ ﺣﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﻴﻢ . ﺇﺫ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺍﻧﺎ ﻧﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻧﻔﺎﺧﺮ ﻣﻨﻪ ﺑـ " ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔَ " ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻭ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ﻭ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻗﺘﻀﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﻭ ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪ " ﺍﺧﺘﻼﻗﺎﺕ " ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﻣﺘﺤﺠﺮﺓ ﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ﻭ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻧﺒﺬ ﻟﺜﻤﻴﻦ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻐﺚ . ﻓﻬﻞ ﻋُﺮﻓﺘﻨﺎ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻤﻠﻤﺤﻤﻴﺔ، ﻧَﺼﻨﻊ ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺴﻨﺖ ﺑﻬﺎ " ﺭﻣﺎﻳﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ " ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭ ﺁﺩﺍﺏ ﻭ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭ ﺭﻭﺡ ﻭ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﺤﻞ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺗﻮﻟﺪ ﻭ ﺃﻣﻜﻦ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻨﺎ؟ ﻭ ﻫﻞ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺑﻨﺎ ﺇﻻ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺛﺮﺍﺛﺎ ﻭ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ؟ ﻭ ﻷﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻃﻀﻠﻚ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭ ﻳﻘﺘﺎﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ ﻭ ﻫﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﺗﺮﺍﺛﺎ ﻣﺠﻴﺪﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﻨﺎﺓ ﺭﺧﻴﺼﺔ ﻟﻠﺘﺰﻟﻒ ﻭ ﺍﻟﺮﺑﺤﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﻮﻻ ﻟﺪﻕ ﺇﺳﻔﻴﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺰﻃﻨﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﺆﺗﻰ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﺸﺨﺼﻨﺔ ﻭ ﻣﺒﺘﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺳﺠﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺮﻙ؟ ﻣﻮﺍﻛﺐ ﻣﻬﻴﺒﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺌﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ " ﺍﻵﺩﺭﺍﺭﻳﺔ " ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺷﺮﻳﺤﺔ " ﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ " ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺪﻭﻧﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺷﺒﻪ ﺗﺎﻡ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻼﺷﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻭ ﻭﺩﻳﺎﻧﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻴﻲ ﻛﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭﺍﺣﺎﺕ ﻧﺨﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﻳﺴﻘﻲ ﺣﺮﺛﻬﺎ ﻭ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻔﺴﻴﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﺘﺪ ﻋﻮﺩﻩ ﻭ ﻳﻨﻀﺞ ﺑﻠﺤﻪ ﻭ ﻳﺤﻠﻮ ﺗﻤﺮﻩ . ﺇﻧﻪ ﻏﻴﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﻋﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ . ﻫﻞ ﻫﻮﻏﻴﺎﺏ ﻣﺮﻳﺐ ﻭ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻲ ﺑـ " ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ " ﻭ " ﺍﻟﺼﻤﺖ " ﻣﺘﻌﻤﺪ ﺃﻡ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻹﺭﺍﺩﺓ " ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺐ " ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻷﺳﻴﺎﺩ " ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ / ﺍﻟﺠﺪﺩ " ﻭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﻦ ﺍﻻﻗﻄﺎﻋﻴﻴﻦ ﻟﻸﺭﺽ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﻭ ﺍﻟﻮﻣﺠﻬﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺞ ﺫﺍﺕ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ " ﺍﻟﺴﻴﺒﺔ " ؟ ﻭ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻔﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻫﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻭ ﻧﻮﺍﺫﻳﺐ ﻭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻄﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺧﺼﺔ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻳﻤﺮﺣﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻳﻠﻬﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻭ ﻟﻠﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﺴﺪﻱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻣﺒﺬﺭﻱ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺇﻗﻄﺎﻋﻴﻲ " ﺍﻟﻮﺩﻳﺎﻥ " ﻭ ﺃﺳﻴﺎﺝ " ﺍﻟﻤﺪﻥ " ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﻴﻦ ﻓﻲ " ﻗﻨﻮﺍﺕ ﻫﺪﺭ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ " ﻭ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻈﻤﻮﺍ ﻭ ﺣﻮﺍﺷﻴﻬﻢ ﻭ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻛﺐ ﻓﺎﺧﺮﺓ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻦ ﻓﻘﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﻀﺮ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻓﻲ ﺃﺯﻳﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻭ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻫﺘﺔ ﻟﺘﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺤﺴﺒﻬﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺷﻜﺎﻭﻳﻬﺎ ﻭ ﺗﻈﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﻭ ﻏﺒﻨﻬﺎ ﻭ ﻋﺰﻟﺘﻬﺎ ﻭ ﺗﻬﻤﻴﺸﻬﺎ ﻋﺴﻰ ﺗﺠﺪ ﺃﺩﻧﻰ ﺻﺪﻯ ﻻ ﻳﺮﺩﻩ ﺣﺠﺎﺏ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺇﻗﻄﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺗﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻭ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺰﻟﻒ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ . ﻣﺘﻰ ﻧﺼﻠﺢ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ؟ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ " ﺍﻟﺴﺎﺋﺒﺔ " " ﺍﻟﻤﺴﻴﺒﺔ " ﻭ " ﺍﻟﺘﺴﻴﺒﻴﺔ " ﺇﻥ ﺟﺎﺯ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺼﺪ ﺍﻹﻣﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ، ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﺑﺘﺠﻠﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺤﻔﺔ ـ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻣﺜﻴﺮـ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﺗﻘﻴﺎﺀ ﻭ ﻧﺎﺻﺤﻴﻦ ﺃﺟﻼﺀ ﻭ ﻣﺮﺷﺪﻳﻦ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﻴﻦ ﻭ ﻣﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻛﻔﺎﺀ ﻭ " ﻋﺎﺿﻴﻦ " ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺟﺬ ـ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻌﺔ ﻭ ﻣﻨﺒﺮﺍ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﻠﻴﻪ ﺳﻮﺍﻫﻢ ﻭ ﻻ ﻳﺠﺎﺩﻟﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، ﻭ ﻻ ﻟﻠﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺽ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﺲ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﺎﻭﻝ ﻣﻐﺮﻭﺭ ﺃﻭ ﻣﺘﺠﺎﺳﺮ ﺯﻧﺪﻳﻖ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﺪ ﻣﻠﻌﻮﻥ ﻭ ﺇﻣﺴﺎﻙ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻼ ﺗﺮﺩﺩ ﺃﻭ ﺇﺻﻐﺎﺀ ﺃﻭ ﺩﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺟﻔﻴﻦ ﻭ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﺼﻴﻦ . ﻭ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺃﻣﺮ " ﺳﻠﻄﻮﻳﺔ " ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺭﺍﺩﻉ ﻭ ﺗﺘﺮﺟﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﻞ ﺣﺎﻻﺕ " ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺱ " ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ " ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺤﻴﺔ " ﺍﻟﺒﻐﻴﻀﺔ ﻭ " ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ " ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﻭ " ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ " ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ، ﻭ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﻋﺰﻭﻑ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ " ﺗﺄﻓﻔﺎ " ﻭ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﺭﺯﺍﻕ " ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ " ؛ ﺷﺮﺍﺋﺢ " ﻓﺎﻟﺘﺔ " ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺐ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ " ﺍﻟﺘﺮﺍﺗﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ " ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺔ ﻋﻦ ﻣﺎﺿﻲ ( ﺣﺎﺿﺮ ) ﺑﻌﻨﺎﺩ ﻣﻘﺎﺻﺪِﻩ ﺍﻟﻤﺠﺤﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﻗﻴﻤﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ . ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺔ ﺑﺬﺍﻟﻚ ﻭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳُﺮﺩ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺎﺛﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ " ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ " ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﻳُﻜﺸﻒ ﻭ ﻳُﺤﺎﺭﺏ ﺃﻫﻞ ﺣﻜﻤﻪ ﻭ ﻳﻌﺰﺭﻭﺍ ﻭ ﻳﺴﺘﺘﺎﺑﻮﺍ ﻭ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﺛﻤﻦ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﻓﻮﺍ ﺇﺣﻘﺎﻗﺎ ﻟﻠﺤﻖ ﻭ ﺗﺼﻠﻴﺤﺎ ﻟﻸﺣﻮﺍﻝ ـ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ . ﻓﻤﺘﻰ ﻧﺮﺍﺟﻊ ﺃﺣﻮﺍﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﺴﻤﺢ ﻭ ﻧﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭ ﻧﺴﺪ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﺼﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻛﺒﻮﻥ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭ ﺃﻥ ﺗﻤﺜﻞ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻨﺎ ﻭ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻭ ﻧﺼﺎﻋﺔ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﻛﻴﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﻐﺒﺮﺓ ﺑﻔﻌﻞ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺗﻨﺎﻗﻀﻨﺎ؟ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺴﻴﻨﻐﺎﻝ ﻭ ﻣﺎﻟﻲ ﻭ ﺗﻮﻧﺲ ﻭ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻳﺘﻢ ﻣﻨﺬ ﺃﻣﺪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺃﻓﻼﻡ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﺗﺼﻮﺭ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ ﺍﻥ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻛﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻮﺯﺭﺍﺀ ﻓﺎﺳﺪﻳﻦ ﻭ ﻣﺴﻴﺮﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﺴﻴﻦ ﻭ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺒﺬﺭﻳﻦ ﺃﻭ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻳﻌﻴﻖ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻄﻂ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺯﻧﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ . ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ، ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺑﻤﺴﺘﻮﺍﻩ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﻭ ﻗﺪﺭﺓ ﻭ ﻭﻋﻲ ﻭ ﺣﺮﻓﻴﺔ ﻣﻤﺜﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺒﻬﺮﺓ، ﻳﺴﻠﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﻭ ﻳﻨﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺻﻴﻨﺔ ﻭ ﻳﺮﺳﻢ ﺧﻄﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﻛﺎﺭﺗﻴﺰﻱ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻭ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺑﺄﺗﻢ ﻭﻋﻲ ﻭ ﺍﺣﺴﻦ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﻭ ﺃﺑﻠﻎ ﺍﺳﺘﻨﻄﺎﻕ ﻟﻠﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ . ﻭ ﻫﻲ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ؛ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺩﺍﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭ ﺳﻼﺣﻬﺎ ﺭﻓﺾ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻭ ﻣﻄﺒﺎﺗﻪ ﻭ ﻋﻮﺍﺋﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ . ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻷﺣﻮﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﻛﺬﻟﻚ، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻼﺣﻆ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺷﻌﻮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺼﻮﺭ ﻭﻟﺖ ﻭ ﺗﻌﻠﻖ ﻻﻓﺖ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭ ﺗﻮﻃﻴﺪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭ ﺩﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ . ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﺤﺘﻀﻨﺎ ﻭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻳﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻧﺘﺎﺝ ﻭ ﻓﺮﺯ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ ﻗﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻣﺮﺋﻲ ﻭ ﻣﺴﻤﻮﻉ، ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻌﻒ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻭ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﺘﺨﻄﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺨﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﻘﻴﺪﺍ ﺑﺄﺻﻔﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻈﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻭﺳﻄﻮﻳﺔ، ﻭ ﺍﺭﺗﻜﺎﺱ " ﺍﻟﻨﺨﺐ " ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ، ﻭ ﺣﻜﻢ ﻧﻀﻮﺏ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ، ﻭ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ، ﻭ ﺗﻘﺎﻋﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ . ﻭ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺨﻠﻒ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭ ﺑﻌﺪﻩ – ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺎﺫﻟﺔ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ - ﻻ ﺗﺪﻉ ﺍﻟﺸﻚ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻦ ﺭﻛﺐ ﺍﻷﻣﻢ . ﻭﻳﺢ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﻐﺪ " ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ " ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ " ﺍﻟﻬﺰﻳﻞ " ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻫﻲ ﺳﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﺔ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﻭ ﺇﻥ ﺗﺴﺘﺮﺕ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، ﻷﻥ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐ ﻳﻜﺸﻒ ﺯﻳﻒ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ﻭ ﻳﻘﺘﻞ ﺣﺘﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻤﺄ . ﻭ ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻗﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻖ ﻫﺪﻭﺀ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻠﻤﺘﻤﻌﻦ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺰﻳﻒ، ﺍﻟﻤﻜﺘﻒ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ " ﺍﻟﺴﻴﺒﺔ " ﺍﻟﺮﺍﺑﻀﺔ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻤﺘﻤﻜﻦ، ﻭ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺄﻻﻋﻴﺐ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻯ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﺎﺓ ﻟﻠﻌﻮﺍﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ، ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ، ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻨﻄﺎﻕ ﻣﺠﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻣﺤﺎﻛﺎﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﺯﻳﻒ ﻭ ﺍﺣﺘﻴﺎﻝ ﻭ ﻣﻜﺮ ﻭ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺘﺠﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﻮﺭ . ﻭ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺤﺠﻮﺑﺔ ﻃﻮﻳﻼ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻣﺮﺁﺓ ﺣﻴﺔ ﻭ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ . ﻭ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻻ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻴﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺃﻱ ﻣﻘﻮﻡ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻙ . ﻓﺒﻌﺪ ﺳﺖ ﻭ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﺒﻨﻰ ﺗﺤﺘﻴﺔ ﺗﻐﻨﻲ ﻭ ﺗﺴﻤﻦ ﻣﻦ ﺟﻮﻉ ﻭ ﻻ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﻭ ﺃﻃﺮ ﻭ ﻣﺨﻄﻄﻴﻦ ﻳﺮﺳﻤﻮﻥ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، ﻭ ﻻ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺳﺎﻛﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ . ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﺎﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ ﻫﻤﻬﺎ ﻧﻔﻌﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ " ﺃﻧﺎ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ " ﻻ ﺧﻄﺎﺏ ﻭ ﻻ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻭ ﻻ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻷﻫﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻔﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺀ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ . ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﺄﺿﻴﻊ ﻣﻦ " ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺄﺩﺑﺔ ﺍﻟﻠﺌﺎﻡ " ﻭ ﻗﺪ ﺭُﻭِّﺽَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺳﻦ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﻭ " ﺍﻟﺸﺒﻖ " ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ، ﺍﺩﺭﻛﺘﻪ ﻣﺴﺎﻭﺉ ﺍﻟﻄﻔﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ ﺑﻤﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﻭ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺗﻮﺍﺻﻠﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺘﻐﺮﻗﻪ ﻓﻲ ﺗﺮﻑ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﺣﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭ ﻟﺘﺒﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻣﻤﻜﻦ . ﻭ ﺃﻣﺎ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﻟﻖ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺈﻣﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭ ﺍﺷﺘﺮﺍﻃﺎﺗﻪ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻓﺤﺪﺙ ﻋﻦ " ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ " ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﻭ ﺍﺭﺻﺪ ﺃﻫﻮﺍﻻ ﺗُﻐﻤﺾ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﻭ ﺗُﺼﻢ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭ ﻟﻦ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ﻟﺸﺪﺓ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺿﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻋﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤُﻀﻤﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤُﻔﺮﻃﺔ ﻭ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﺑﺎﻋﺔ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺪﺭﻳﻬﻤﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺘﺒﻮﺫﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﻴﻦ ﻟﻨﻮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ . ﺇﻧﻬﻢ " ﺃﺣﻴﺎﺀ " ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﺴﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﻳُﻮﺭﺙ ﺧﺮﺍﺑﺎ ﺣﺘﻤﻴﺎ ﻟﺠﻴﻞ ﻭﻟﺪ " ﻣﻌﺎﻗﺎ ." ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺼﺮﻧﺔ ﺃﻣﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻭ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺳﻜﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﺗﺘﺮﻧﺢ ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺧﻮﺍﺀ ﻭ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻻ ﺣﺮﺍﻙ ﺑﻬﺎ . ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻄﺎﺩﻙ ﺣﺒﺎﺋﻞُ " ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺷﺎﻱ " ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﻀﺎﺀ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺗﺸﺪﻙ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺘﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ ﻭ ﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﺠﻬﺪ، ﻟﻴﺼﻴﺒﻚ ﺑﻌﺾ ﺑﻠﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻠﻚ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺑﺤﺮﻩ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺒﺼﻮﻣﺔ ﻛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻖ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻣﻦ ﺗﻀﺨﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗُﺬﻋِﻦ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺪﻏﺪﻍ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭ ﺗُﺤﺲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ - ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻠﻴﻞَ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﻲ ﻭ ﺍﻟﻬﻮﺍﻣﺶ ﻣﻦ " ﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭ ﺁﺯﻧﺎﻛﺔ ﻭ ﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ ﻭ ﺇﻳﻜﺎﻭﻥ " ـ ﺃﻧﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺣﺘﻤﺎ ﺑﻘﺼﺺ ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﻓﺤﺔ ﻓﻲ ﻋﺠﺎﺝ ﻣﻌﺘﺮﻙ ﺍﻟﺤِﻤﻰ ﻭ ﺑﻘﺮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭ ﺻﻬﻴﻞ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻭ ﺭﻏﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺎﺑﻞ ﻣﺨﺘﻠﻄﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺑﻞ ﻭ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩ ﻭ ﺑﺄﻫﺎﺯﻳﺞ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺗﻤﻸ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭ ﺗﺒﺚ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ؛ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﺸﻠﺖ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕَ ﻭ ﺃﺑﻌﺪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻪ ﺻﺪﻯ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﻗﺖ ﺍﻧﺪﺛﺮﺕ ﻭ ﻗﻮﺓ ﺗﺠﺪﻳﺪﻫﻤﺎ ﻭ ﺩﻗﺔ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺗﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺎﺑﺎﺕِ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻔﻪ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻣﻦ ﺗﺮﺩﻳﻬﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺩﺏ ﻭ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻻﻋﺠﻤﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺻﺎﻟﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﻟﺘﺤﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﺬﺍﻙ ﺃﻥ ﺭﻗﺎﺏ ﻛﻞ ﺃﻫﻞ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﺍﻧﺖ ﻟﻨﺎ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺑﻨﺎ ﺍﻧﻜﺪﺭﺕ ﻭ ﺣﻞ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺃﻧﻮﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﻔﻀﻠﻨﺎ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﻟﺴﻦ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﻔﺼﺎﺣﺔ " ﺍﻟﻀﺎﺽ " ﺑﻌﺪ ﻧﻴﺮ ﺍﻷﻋﺠﻤﻴﺔ؛ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻴﻨﺎ ﻛﺎﻟﺴﺘﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻲ ﺇﻋﺠﺎﺯﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭ ﺍﻟﻜﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻣﻠﺤﻤﻴﺔ ﻭ ﺧﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭ ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻗﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻟﻮ ﺣﺸﺮﺕ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻟﻮﺟﺪﺕْ ﺑﻌﺾ ﺻﺪﻯ ﺃﻭ ﻗﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺿﻤﻦ ﺯﻣﺎﻛﺎﻧﻬﺎ ﻭ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﻴﺎﺿﻬﺎ ﻭ ﻓﻀﺎﺀﺍﺗﻬﺎ ﻭ ﻟﺤﺴﺒﺖ ﺇﺛﺮﺍﺀ ﻭ ﺇﺿﺎﻓﺔ . ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ ﺗﺆﺗﻰ ﻭ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺗﺆﺗﻰ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﻭ ﻛﻮﺍﺑﺢ ﺗﺰﻳﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﺗﺄﺯﻣﺎ ﻭ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺗﻔﺎﻗﻤﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻟﺸﺮﻭﺥ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ ﻭ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭَ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﺗﻮﺟﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ . ﻓﻬﻞ ﻧﻨﺘﺒﻪ ﻭ ﻧﻌﺪﻝ ﺍﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﻭ ﻧﺤﻈﺮ " ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺸﺎﻱ " ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻧﺔ ﺑﻨﻮﺍﻗﺾ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ؟