مخاوف من «عسكرة» حكومة ترامب.. والصين تسعى لمواجهته «نووياً»

جمعة, 2016-12-09 19:52
 دونالد ترامب على شكل شيطان يحرق في مهرجان الشيطان في غواتيمالا

عزز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إدارته بالمزيد من الجنرالات المتقاعدين في المناصب العليا،

فيما تصاعدت الدعوات في الصين لبناء المزيد من القدرات النووية لمواجهة ترامب، مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول العلاقة المقبلة بين البلدين.

ورغم ان ترامب لم ينته بعد من تعيينات إدارته القادمة، لكنه اختار حتى الآن 3 جنرالات متقاعدين في مناصب حكومية عليا، ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التوجه نحو العسكر.

وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن ترامب سيرشح الجنرال المتقاعد في سلاح مشاة البحرية جون كيلي الذي شارك في القتال في العراق، لمنصب وزير الأمن الداخلي، ما يعني انه سيشرف على العديد من القضايا المثيرة للجدل كالهجرة وأمن الحدود، هي قضايا مهمة بالنسبة الى ترامب. 

وفي حال مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين كيلي، سينضم الى الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي عين وزيرا للدفاع، والجنرال المتقاعد مايكل فلين الذي عين مستشارا للأمن القومي. 

وماتيس بحاجة أيضا الى مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه.

ومع انهم يملكون خبرة واسعة ومعرفة كبيرة، يثير عدد الجنرالات الكبير في الإدارة الجديدة مخاوف البعض من ان يهدد ذلك ما يعتبر حجر الزاوية في الديموقراطية الأميركية، اي إشراف المدنيين على الجيش والحكومة.

ويقول الجنرال المتقاعد ديفيد بارنو الذي خدم في أفغانستان لوكالة فرانس برس: «في حال كان هناك عدد ملحوظ (من العسكريين السابقين) في إدارتك، فهذا يثير تساؤلات حول إذا ما كانت هناك سيطرة مدنية كاملة على الأمة».

وهناك اسم عسكري آخر مطروح هو: الجنرال ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) لتولي منصب وزير الخارجية، وهناك شائعات حول تكليف الادميرال مايكل رودجرز بمنصب رئيس الاستخبارات.

ويقول الباحث العسكري اندرو باسيفيتش لمجلة «تايم»، «مع تعيين جنرال آخر بـ 3 او 4 نجوم في منصب كبير، يصبح بإمكاننا الإشارة الى مجلس ترامب العسكري بدلا من إدارة ترامب».

ومن أكبر المخاوف التي يثيرها وجود حكومة عسكرية، إمكانية ان يبدأ ترامب برؤية كل مشاكل العالم من منظار عسكري دون إعطاء مساحة كافية لأشكال أخرى من التأثير، كالديبلوماسية.

ويرى الجنرال تشالز دنلاب، وهو محام سابق في سلاح الجو الاميركي واستاذ في جامعة ديوك، ان العكس هو الصحيح في غالبية الأحيان، مشيرا الى ان الجنرالات الذين يعرفون ويلات الحرب أقل تشددا أحيانا من القادة المدنيين. 

ولا يمكن التكهن بعد بمدى التشدد الذي ستعتمده إدارة ترامب المقبلة، إلا ان الرئيس القادم أغضب الصين، بعد ان خالف تقليدا ديبلوماسيا متبعا منذ 4 عقود، الأسبوع الماضي بالتحدث مباشرة مع رئيسة تايوان تساي انغ وين، في خطوة هددت بأحداث شرخ كبير مع بكين وشككت في سياسة «الصين الواحدة» التي تتبناها واشنطن. 

وردا على لك، دعت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية المقربة من الحزب الشيوعي، الحكومة الى زيادة الإنفاق العسكري بشكل «كبير» وبناء المزيد من الاسلحة النووية، كرد على ترامب.

وقالت الصحيفة ان على الصين «بناء المزيد من الأسلحة النووية الاستراتيجية وتسريع نشر الصاروخ دي اف-41 البالستي بعيد المدى» لحماية مصالحها، في حال حاول ترامب محاصرة البلاد «بطريقة غير مقبولة». 

والصحيفة معروفة بمواقفها القومية القريبة عادة من خط نظام بكين.

وقالت الصحيفة: «نحن بحاجة للاستعداد بشكل افضل عسكريا، فيما يتعلق بقضية تايوان لضمان عقاب هؤلاء الذين يدعون الى استقلالها، واخذ الاحتياطات اللازمة في حال استفزازات اميركية في بحر الصين الجنوبي».

غير أن تعيين ترامب لحاكم ولاية ايوا تيري برانستاد سفيرا في بكين أمس الأول، قد يساهم في تخفيف التوترات حيث وصفته بكين بانه «صديق قديم». 

ويعرف برانستاد الرئيس الصيني شي جينبينغ منذ 1985 عندما كان شي يزور ايوا بوصفه مسؤولا في الحكومة.

في سياق آخر، نفى دميتري بيسكوف، المتحدث الصحافي للكرملين، وجود نية لدى ديوان الرئاسة الروسية لعقد لقاء مع كارتر بيج، مستشار الرئيس الأميركي المنتخب، الذي يزور موسكو حاليا. 

كذلك، أكد سيرفي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن وزارة الخارجية الروسية لا تخطط لعقد أي اجتماعات مع كارتر بيج