نوعت الفقرات التي شهدتها السهرة الأولى من النسخة السادسة من مهرجان المدن القديمة، المقامة هذه السنة في مدينة وادان التاريخية. فقد اعتلى المنصة الرسمية، فنانون وطنيون وأجانب، إضافة إلى مداخلات أدبية، وقد غاب المسرح عن السهرة بشكل كامل.
ومع انطلاقة الحفل أراد رئيس الجمهورية، أن يوزع الجمهور على طرفي المنصة، وهو ما جند له الوالي، وأحد مقربي لبروتوكول، غير أن عدد الجماهير المقدرة بالمائات لم يساعد على ذلك.
وقد حضرت إلى المنصة فنانة عربية عريقة، هي الفنانة هيام يونس، لكن عامل الوقت غيب فنانا سوريا عريقا، يتميز بحبه لموريتانيا وقد غنى لها في القرن الماضي، هو الفنان فريد حسن، الذي أبدى امتعاضه، وانزعاجه من ذلك.
وقد اضطر أن يؤدي اغنيته، بعيد انسحاب الرئيس، وهو ما حرمه من الجمهور فكان أداؤه خجولا، غاب عنه ذاك التميز المعهود.
شكل صعود زيدان على المنصة، وتأديته دورا غنائيا، مفاجأة للجمهور، وقد بدا واثقا من نفسه، وهو يطلب من الجمهور التفاعل معه، وهو ما سبب موجة من الضحك للرئيس وأعضاء الحكومة.
خلال تأدية إحدى الفرق الفنية دورها، خرج من بين الجماهير، شيخ تقدمت سنه وصعد المنصة، يرقص يمنة ويسرة وهو ما سبب للرئيس موجة ضحك اضطرته أن يضع لثامه على فمه. وبعد أن انهى رقصته، وعاد إلى مكانه رجع بسرعة وأخذ المكرفون، طالبا من الرئيس أن يعطيه "انديون" ، لكن الفنان بنه ولد الشنوفي كان أشد صراحة، حينما انهى دوره تحسس جيبه وقال "مدير الديوان ذاك افهمتو" وقد عكس تنوع الفنانيين الأجانب علاقات موريتانيا السياسية، التي طغت على ذلك. فإلى جانب "فرقة اكادير" حضرت فرقة فنية من مخيمات الصحراويين بتندوف.
انعكست قلة الجماهير على الإجراءات الأمنية المعهودة في هذه التظاهرات التي يحضرها رئيس الجمهورية. فقد غابت تلك الحراسة المشددة، ولم يحضر حرس الرئيس المقرب بتلك الكثرة المعهودة.