(خاص / موريتانيا اليوم) تشهد منطقة مطار نواكشوط الدولي القديم، منذ أيام، توافد مجموعات من الشباب والمراهقين وحتى البالغين ليس بحثا عن قطعة أرضية من تلك التي تعبيها بورصة شركة النجاح، ولا لمجرد العبور من مقاطعتي لكصر و تيارت نحو دار النعيم؛ وإنما بحثا عن النحاس.
عشرات من "المنقبين" يقبلون كل يوم من ساعات الصباح الأولى حتى مغيب الشمس على الحفر في أرضية المطار القديم وتفكيك بعض المواد وإشعال أخرى من أجل استخراج كميات من النحاس يتم بيعها بأسعار مغرية لبعض المصانع المحلية تارة وتصديرها خارج البلاد طورا آخر. "
فرق التنقيب السطحي" في منطقة المطار القديم تعرضت للمضايقة من قبل بعض السلطات الأمنية نظرا لما تحدثه من فوضى تعيق عمل الشركة المالكة في مجال استصلاح مساحاتها؛ لكن مسؤولي شركة "النجاح" أبلغوا المنقبين بعدم اعتراضهم على الأمر ما لم يسبب أية مخاطر على السكينة العامة وعلى عمالها، أو إعاقة لما تقوم به من استصلاحات.
وقال بعض الباحثين عن النحاس لموفد "موريتانيا اليوم" إن المدير العام للشركة، محيي الدين ولد ابوه، زار الموقع بنفسه وطمأن المنقبين على عدم اعتراضه على تواجدهم في حدود احترام الأمن والسكينة والهدوء؛ مبرزين أن الرجل قام بنحر بعير في عين المكان وأمر بتوزيع لحمه بينهم وبين سكان الحي المجاور.
في سياق متصل تحولت منطقة المطار القديم إلى ساحة للمطاردات الليلية بين أصحاب السيارات الذين يعبرون من الطرق التي تم شقها هناك تجنبا لزحمة الملتقيات والشوارع المعهودة؛ من جهة وبين فرق تجمع أمن الطرق المرابطين فيها؛ من جهة أخرى.
ويقول شهود عيان إن سيارات تجمع أمن الطرق باتت تجوب المنطقة طول الليل في مطاردات هوليوودية لتوقيف السيارات التي تمر عبر الطريق الجديد المختصر بين دار النعيم وشارع القوات المسلحة (طريق المطار قديما)، ما دفع بجموع من الأطفال والمراهقين إلى التواجد كل ليلة في عين المكان بهدف التفرج على مشاهد تلك المطاردات.
