في ذكرى وفاة الداعية الإسلامي العالمي أحمد ديدات

-A A +A
سبت, 2014-08-09 10:20

أحمد ديدات داعية إسلامي عالمي، وكان رجلا عصاميا لم يتلق تعليما فقهيا ولم يلتحق بمدرسة أو جامعة أو مؤسسة دينية، ولا يحمل لقبا علميا مثل باقي علماء المسلمين غير أنه تمتع بمؤهلات لا تقل أهمية عن الدراسة الدينية الأكاديمية وهي الإيمان المطلق وإتقان اللغة العربية والإنجليزية بطلاقة، وسرعة البديهة، وقابلية للحفظ لافتة للنظر.

 

مكنته هذه المؤهلات من السفر حول العالم وإجراء الكثير من المناظرات الإسلامية في العالم الغربي، استغلها للدفاع عن وجهة النظر الإسلامية في القضايا الخلافية، ونشر الوعي بالإسلام في العالم الغربي.

 

ولد «ديدات» في الهند عام 1918 وهاجر والده إلى جنوب أفريقيا بعيد مولده، والتحق هو والأسرة بوالده عندما كان في التاسعة من عمره، واستقر في مدينة دوربان الساحلية بجنوب أفريقيا والتحق بالمدارس الإسلامية هناك، وتلقى التعليم الابتدائي.

 

وفي مرحلة الصبا قرر ترك الدراسة ومساعدة والده عمل موظفا بمؤسسات تجارية، وبدأ بالاحتكاك بأنواع مختلفة من البشر، منهم سياح، وغالبا كانوا غربيين، خاصة إذا علمنا أن نسبة كبيرة من أولئك السياح كانوا من جنوب أفريقيا نفسها، التي تضم نسبة لا بأس من الأوروبيين البيض الذين استوطنوها منذ أيام الاستعمار وأصبحوا مواطنين.

 

وبدأ «ديدات»، ونتيجة اختلاطه بالناس في عمله، بالانفتاح على ثقافات وآراء متنوعة وصار يستمع إلى ملاحظات غريبة على ثقافته الإسلامية، بعضها كان يصدر عن جهل بالإسلام وبعضها كان يصدر عن قصد، إلا أنه لم يستطع أن يسكت طويلا على تعليقات مثل «الزعم أن الإسلام انتشر بالسيف»، وغيرها من الآراء التي تنتقص من الإسلام، فانتفض للدفاع عن عقيدته ودرس الإنجيل بتمعن، وخبر تعاليم التوراة، وأطلع على التيارات العقائدية في المسيحية خصوصا والديانات الأخرى عموما وانطلق يناظر ويناقش وطاف في بلاد كثيرة، وكرس ستين عاما من حياته من أجل الدفاع عن القرآن والدعوة للدين الإسلامي.

أسس معهد السلام لتخريج الدعاة والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة دوربان، والذي لايزال مركزا نشطا في مجال الدعوة وحوار الأديان حتى بعد وفاة الشيخ ولديدات عشرات الكتب طبعت منها ملايين النسخ ووزعت بالمجان في معظم الأحيان، كما كان كاتبا نشطا لا يتوقف عن الكتابة ومعالجة قضايا الساعة، وكان يطبع محاضراته ومقالاته وتوزع على شكل كتيبات بالمجان.

وقد حظي بالتكريم من عدد من الدول العربية والإسلامية، وحصل على جائزة الملك فيصل في مجال خدمة الإسلام عام 1986ومنح لقب «أستاذ»، وكان قد أصيب بعد عودته من رحلة دعوية إلى أستراليا في 1996 بسكتة دماغية سببت له شللا كاملا، واضطر لملازمة الفراش تسع سنين حتى وفاته  في 8 أغسطس 2005.