رغم مرور نصف قرن .. آثار جرائم الأمريكيين في فيتنام لا زالت قائمة

-A A +A
سبت, 2014-08-09 18:12

يصادف هذا الأسبوع الذكرى الـ50 لحوادث «خليج تونكين»، التي أسفرت عن قرار «خليج تونكين»، ما أدى إلى تصاعد حرب فيتنام، إنّه تاريخ يجدر بالأمريكيين تذكره بكثير من الخجل والعار في اللحظة التي تواجه فيها الولايات المتحدة العديد من الأزمات في الكثير من أنحاء العالم، وفي هذه المناسبة عرضت مجلة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية، مجموعة صور نادرة تظهر مدي الدمار الذي أحدثه الوجود الأمريكي في فيتنام.

وخلال حرب فيتنام، رش الجيش الأمريكي حوالي 20 مليون جالون من مبيدات الأعشاب على 5.5 مليون فدان من الأدغال الفيتنامية والمناطق الريفية، وهي منطقة تعادل تقريبا مساحة ولاية نيو جيرسي الأمريكية، ورش الجنود الأمريكيون هذه المبيدات لطرد جنود الفيتكونج، الذين استخدموا أوراق الشجر للاحتماء.

وذكرت المجلة أن العامل البرتقالي أو «عامل أورانج» هو الاسم الحركي لأحد المبيدات التي كان يستخدمها الجيش الأميركي أثناء حرب فيتنام كجزء من برنامج الحرب السامة من 1961 وحتى 1971، بلغ عدد القتلى أو المشوهين 400 ألف بحسب تقديرات الفيتناميين إضافةً إلى 500 ألف من الأطفال الذين ولدوا بعيوب خِلقية.

وأوضحت المجلة أن العامل البرتقالي يتكون من مادتين أحدهما تسمى الديوكسين، وهي مادة كيميائية ناتجة عن احتراق جزيئات الكلور أو تعرضها لدرجات حرارة عالية وتعتبر من أخطر المواد السامة الموجودة حاليا، ونصف جرام من مادة الديكسين يكفى لقتل 350 شخص.

 

وذكرت المجلة أن العامل البرتقالي تم تصنيعه لصالح وزارة الدفاع الأمريكية، بواسطة شركة مونسانتو وشركة داو كيميكال، وتعتبر منظمة الصحة العالمية هذه المادة أنها «شديدة السمية»، وتسبب السرطان وتؤثر على الجهاز التناسلي لدي الجنسين، وتتلف جهاز المناعة، وتسبب عيوب وتشوهات خلقية ومرض باركنسون، الذي يصنف كخلل ضمن مجموعة اضطرابات النظام الحركي، التي تنتج بسبب خسارة خلايا الدماغ .

 

 

 

وبعد ما يقرب من 40 عاما على حرب فيتنام، مازالت مادة الديوكسين تتشبع بها الأراضي الفيتنامية، والحياة البرية، والمياه الجوفية، مسببة تشوهات خلقية لأجيال قادمة من القرويين الفيتناميين يشعر آثاره لأجيال أكثر، وقدر الصليب الأحمر أن العامل البرتقالي تسبب في عيوب خلقية لما يقل عن 150 ألف فيتنامي منذ نهاية حرب فيتنام.

 

وقالت المجلة إن المصور جيتي بولا برونشتاين سافر إلى فيتنام لتوثيق معاناة الجيل الثالث من الفيتناميين من آثار العامل البرتقالي، وتظهر الصور التي التقطها تشوه القرويين الفقراء، ووجود الكثير من الأطفال المعوقين بسبب العامل البرتقالي.