نشرت "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية، في عددها الصادر اليوم، تحقيقا مفصلا كشفت من خلاله تورط رئيس منظمة Serpa الحقوقية الفرنسية، المحامي بوردون ويليام، في صفقة مشبوهة مع رجل الأعمال الموريتاني المقيم خارج بلاده، محمد ولد بوعماتو؛ لتشويه صورة السلطة الحاكمة في موريتانيا من خلال نشر تقارير مغلوطة للترويج لوجود فساد مالي واقتصادي في البلد.
وكشف التحقيق الذي أعده الصحفي الاستقصائي الشهير، باسكال سو، عن تواطؤ المنظمة الفرنسية ورئيسها مع ولد بوعماتو الذي عارض نظام نواكشوط بعد اتهامه بالفساد ووضع حدا لنفوذه وامتيازاته التي تعود للانظمة الفاسدة التي سبقت النظام الحالي.
واعتبرت le journal de Dimanche أن المنظمة التي تقدم نفسها كواجهة لمحاربة الفساد والدفاع عن حقوق الانسان في القارات الخمس، نقلت إلى المنابر الباريسية صراع رجل الاعمال المتابع في قضايا فساد واستهدفت موريتانيا من خلال حملة ممنهجة ومدفوعة الثمن مسبقا بعد أن وضع القضاء الموريتاني يده على مجموعة من الوثائق الخطيرة والتي ترتب عنها فتح عدة تحقيقات ومتابعات قضائية.
وبين التحقيق، الذي احتل صفحة كاملة من الجريدة الفرنسية، أن منظمة Sherpa استثنت في تقريرها المثير للجدل تجنب أي حديث عن ضلوع رجل الاعمال الموريتاني المقيم في المنفى، في قضايا فساد ورشوة ترتبت عنها متابعات قضائية أمام العدالة الموريتانية؛ مبرزا أن علاقات ولد بوعماتو مع المحامي الفرنسي تعود إلى توكيله منذ سنوات للدفاع عنه في ملف موريتانيا للطيران، حيث نشرت مقتطفات من رسائل بالبريد الالكتروني يقول فيها المحامي الفرنسي مخاطبا ولد بوعماتو :" عزيزي محمد، ألجأ إليك بخصوص التكاليف [..] لأن الامر لا يتعلق فقط بملف موريتانيا للطيران، بل بالتحقيق الذي ستعده Sherpa؛ ينبغي إذا أن تجري تحويلين منفصلين، الاول ب 50 ألف يورو على حساب Sherpa الذي تعرف".
وقالت الصحيفة الفرنسية مخاطبة الرأي العام الغربي أن الصورة التي سعت منظمة Sherpa لتكريسها عن ولد بوعماتو زائفة ولا تمت للواقع بصلة.
وأضافت أنه جمع ثروته من تهريب السجائر والصفقات المشبوهة التي حظي بها في عهد الأنظمة الفاسدة التي سبقت نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وتوصل الصحفي الفرنسي Pascal Ceaux إلى أن القضاء الموريتاني وضع يده على أكثر من 11 ألف رسالة الكترونية وحاسوبين وأربع هواتف ذكية تحوي كنزا من المعلومات عن مجمل النشاطات الاجرامية لولد بوعماتو وشبكاته داخل موريتانيا وخارجها.
