في انتظار بيان من المنتدى / محمد الأمين ولد الفاضل

-A A +A
أحد, 2014-06-08 16:51

من المؤكد بأن مقاطعة الانتخابات، أي انتخابات، تحتاج إلى جهد نضالي كبيرحتى تكون تلك المقاطعة فعالة، فالمقاطعة تعد من أصعب أشكال النضالالسياسي السلمي، وذلك لأنها تأتي دائما في المواسم الانتخابية حيث يشتغل

الناس عادة بالانتخابات، وبالحملات الدعائية، وبالتنافس بين المترشحين.ويبقى التحدي الأكبر للمقاطعين هو العمل على إعطاء زخم إعلامي للمقاطعة،فالإعلام في المواسم الانتخابية، وبكل وسائطه، ينشغل بتغطية الحملاتالانتخابية بتفاصيلها وبأخبارها اليومية، ومن النادر جدا أن يهتم بأيأمور أخرى.ومن هنا تأتي أهمية استغلال كل الفرص المتاحة لتذكير الناس بالمقاطعة،ومن هنا أيضا تأتي ضرورة إصدار بيان عاجل من طرف المنتدى الوطنيللديمقراطية والوحدة، ومن المهم جدا أن يشير البيان المنتظر أو المفترضإلى الأمور التالية:1 ـ أن المتنافسين الخمسة في انتخابات 21 يونيو قد ركزوا في خطاباتهمالدعائية على التهجم على المعارضة وعلى المقاطعين مما يعني بأن المقاطعةكانت هي الأكثر حضورا في بداية الحملة الانتخابية لرئاسيات 21 يونيو.فمن الملاحظ أن الرئيس المنتهية ولايته لم ينتقد ـ ولو بشطر كلمة ـ أيامن منافسيه الأربعة، وإنما خصص كل خطاباته لانتقاد المنتدى وللتهجم علىقادته بعبارات غير لائقة وغير مسؤولة، وهو ما يعني بأن الرئيس المترشح لايولي أي اهتمام بمنافسيه الأربعة ، وهو ما يعكس من جهة أخرى مستوى الصدمةالكبيرة التي شعر بها الرئيس بعد المسيرة الغير مسبوقة التي نظمهاالمنتدى في الرابع من يونيو، والتي أكدت بأن المقاطعة تمثل خيار الكثيرمن الموريتانيين.ويمكن القول بأن الرئيس المترشح لمأمورية ثانية قد لعب دورا كبيرا فياليومين السابقين، في نزع المصداقية عن انتخابات 21 يونيو، وذلك بتجاهلهالمطلق لمنافسيه الأربعة، وبانشغاله بالتهجم على المنتدى وعلى قادتهبعبارات لا يليق بعامة الناس أن يتلفظوا بها، فكيف إذا تعلق الأمر بمنيرأس البلاد.

2 ـ على المنتدى في بيانه المنتظر أن يعبر عن أسفه العميق لهذا المستوىالهابط الذي وصل إليه المتنافسون في انتخابات 21 يونيو، سواء تعلق الأمربالكلمات السوقية التي يستخدمها الرئيس لوصف المقاطعين، أو تلك العباراتالأخرى ذات الطابع العنصري التي يستخدمها البعض الآخر.

3 ـ على المنتدى أن يلتزم للشعب الموريتاني بأنه لن ينزل إلى هذا المستوىالهابط، وبأنه لن يستخدم أي عبارة غير لائقة عند الحديث عن خصومهالسياسيين، وبأنه سيحافظ على خطاب قوي ومؤثر، ولكن دون اللجوء إلى تلكالألفاظ المشينة التي يستخدمها الرئيس المترشح لمأمورية ثانية في خطاباتهالدعائية.

المؤكد بأن الابتعاد عن لغة السب والتجريح، حتى ولو استخدمها الخصم،ستزيد من شعبية المنتدى، وذلك لأن الكثير من الموريتانيين لا يرتاحإطلاقا لاستخدام مثل تلك العبارات الهابطة من طرف السياسيين، حتى وإنكانت للرد على عبارات هابطة مماثلة كان الخصم السياسي قد استخدمها.حفظ الله موريتانيا..