العاهلان المغربي والأردني يجددان رفضهما جميع الإجراءات الأحادية من قبل الاحتلال الإسرائيلي

خميس, 2019-03-28 19:05

 أكد كل من العاهل المغربي الملك محمد السادس، والعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين؛ حرصهما الدائم على تعزيز وتطوير علاقات الأخوة والتعاون العريقة بين المملكة المغربية والمملكة الاردنية الهاشمية؛ والتي تقوم على وشائج الدم والدين والتاريخ؛ وقيم التضامن والفاعل بين البلدين الشقيقين.

وجاء في البيان الختامي المسترك الذي صدر في أعقاب زيارة العمل والصداقة التي أداها الملك عبد الله الثاني بن الحسين للمملكة المغربية، تلبية لدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس من 27 إلى 28 مارس الجاري؛ أن قائدي البلدين قررا الارتقاء بعلاقات الأخوة والتعاون بين بلديهما "إلى مستوى شراكة إستراتيجية متعددة الجوانب، تجسيدا لنهج التشاور المستمر والتنسيق الدايم بينهما".

وجدد العاهلان المغربي والأردني دعم بلديهما الكامل للشعب الفلسطيني من أجل استرجاع جميع حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع مو يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؛ طبقا لقرارات الشرعية الدولية؛ مؤكدين رفض المغرب والأردن جميع الخطوات والإجراءات الأحادية التي تقوم بها إسرائيل بصفتها قوة احتلال، بهدف تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس، حيث أكد الملك محمد السادس؛ رئيس لجنة القدس، على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها الملك عبد الله الثاني بن الحسين على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس. نص البيان الختامي المشترك:

 

1. بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، قام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني إبن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، بزيارة عمل وصداقة إلى المملكة المغربية يومي 27 و28 مارس 2019.

 

2. تأتي هذه الزيارة تأكيدا للوشائج الموصولة والمودة الصادقة التي تربط العاهلين الكريمين، وتجسيدا لنهج التشاور المستمر والتنسيق الدائم بينهما، وترسيخا لقيم التضامن الفاعل بين المملكتين الشقيقتين.

 

3. قرر العاهلان الارتقاء بعلاقات الأخوة والتعاون بين البلدين إلى مستوى شراكة استراتيجية متعددة الجوانب. وفي هذا الإطار:

- اتفق القائدان على إرساء مشاريع ملموسة في مجالات محددة كالطاقة والفلاحة/ الزارعة والسياحة.

- اتفق العاهلان على أن تقوم بعثة اقتصادية مغربية، تضم ممثلين عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمجموعة المهنية لبنوك المغرب بزيارة إلى الأردن، لبحث فرص الاستثمار والتعاون بين الفاعلين في القطاع الخاص في البلدين.

- أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية لإقامة مركز للتكوين/ التأهيل المهني في المملكة الأردنية الهاشمية في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العمومية.

- كما أعطى جلالته تعليماته السامية لمشاركة تجربة المملكة المغربية مع المملكة الأردنية الهاشمية في مجال إدارة الموارد المائية.

 

4. أجرى القائدان مباحثات معمقة حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسجلا بارتياح تطابق وجهات نظرهما بشأنها.

 

القضية الفلسطينية / القدس:

 

انطلاقا من العناية اللامتناهية التي يوليانها للقضية الفلسطينية، جدد العاهلان دعمهما الكامل للشعب الفلسطيني، من أجل استرجاع جميع حقوقه المشروعة، وتمكينه من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين.

أكد صاحبا الجلالة رفض جميع الخطوات والإجراءات الأحادية التي تتخذها إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم والوضع الديمغرافي، والطابع الروحي والتاريخي في القدس الشرقية، وخصوصا في المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.

وأكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية، التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ودورها الرئيس في حماية هذه المقدسات، وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية، وخصوصا المسجد الأقصى / الحرم الشريف، وعلى دور إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية، باعتبارها السلطة القانونية الوحيدة على الحرم، في إدارته وصيانته والحفاظ عليه، وتنظيم الدخول إليه. ومن جهته، أشاد صاحب الجلالة الملك عبد الله ابن الحسين، بالجهود المتواصلة التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لنصرة المدينة المقدسة، وثمن عاليا المشاريع والبرامج التنموية التي تنفذها، تحت إشراف جلالته، وكالة بيت مال القدس الشريف من أجل دعم صمود المقدسيين.

أكد صاحبا الجلالة، من منطلق مسؤوليتهما المتمثلة في رئاسة لجنة القدس والوصاية الهاشمية، على أن الدفاع عن القدس ومقدساتها وحمايتهم من كل محاولات تغيير وضعهم التاريخي والقانوني والسياسي، ومعالمهم الدينية والحضارية الإسلامية والمسيحية، أولوية قصوى للمملكتين الشقيقتين.

 

سوريا:

 

شدد صاحبا الجلالة على ضرورة وجود دور عربي فاعل وتكاتف الجهود لإنهاء الأزمة السورية، عبر حل سياسي، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها ودورها في منظومة العمل العربي المشترك، ويوجد الظروف الكفيلة بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ليسهموا في إعادة إعماره.

وفي هذا الصدد، نوه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالمجهود الكبير الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية في استضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين على أراضيها، داعيا إلى تكثيف الدعم لها لمواصلة هذا الواجب الإنساني، مؤكدا أنه من هذا المنطلق، جاءت المبادرة التضامنية المغربية المتمثلة في إقامة المستشفى العسكري الميداني في مخيم الزعتري بالأردن، منذ سنة 2012.

وأكد العاهلان أنه، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، فإن الجولان أرض سورية محتلة، وقرار إسرائيل ضم الجولان المحتل هو قرار لا شرعي وباطل، ويشكل خرقا لقرارات الشرعية الدولية، وخصوصا قرارات مجلس الأمن.

 

العراق:

 

سجل القائدان بارتياح الانتصار الذي حققه العراق الشقيق، بتضحيات كبيرة، على تنظيم داعش الإرهابي، وأكدا وقوف الأردن والمغرب إلى جانبه في عملية إعادة الإعمار وتثيبت الاستقرار.