ولد صهيب: «طمأنة المواطن وبناء الثقة بين الفرقاء السياسيين؛ أهم إنجازات الحكومة» (مداخلة)

سبت, 2020-02-01 11:38

بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه العربي الأمين، السيد الرئيس معالي الوزير الأول بادئ ذي بدء، أرحب بكم معالي الوزير الأول في غرفتنا لمناقشة حصيلة و آفاق تنفيذ السياسة العامة للحكومة، الذي قدمتموه لنا مشكورين عملًا بمقتضيات المادة 73 من الدستور. 

حددتم معالي الوزير في عرضكم المقدم لنا أولويات حكومتكم في أربعة محاور، تندرج تحتها كبريات اهتمامات الوطن و المواطن، تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني. 

و هي محاور تنتظم عناصر النهضة، أي نهضة يراد لها النجاح، بدءًا بتقوية الكيان الجامع للدولة و عصرنته ليخدم المواطن، مرورًا بالتطوير الاقتصادي و تنويعه و تعريجا على تصالح المجتمع، و إشراك الجميع بصفته أداة و غاية، و انتهاء بمربط الفرس و بيت القصيد المتمثل في رأس المال البشري بغية تحقيق تنمية منسجمة و مستدامة.

السيد الرئيس معالي الوزير الأول، لا جدال و لا مكابرة بأن البلد الآن بحمد الله، يعيش مناخ تهدئة سياسي، و أن آمالًا كبيرة فتحت في نظر المواطنين العاديين و في نظر الفاعلين السياسيين الذين يمتلكون تطلعًا للمستقبل على حد سواء، و تجلى ذالك البعد واضحا في انفتاح قيادة البلد ممثلة في فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على جميع الرؤى و استعداده كل التصورات التي تخدم الإقلاع بالبلد. 

معالي الوزير الأول، خلق مناخ "طمأنينة" و أمل و ارتياح هدف مهم يجب المحافظة عليه، و هو إيجاز كان البلد في أمس الحاجة إليه، و يبدو أن هذ المناخ يتعزز يوما بعد يوم.و قد شهد هذا الأسبوع وحده إشرافًا مباشرًا من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على إطلاق مشاريع  بالغة الأهمية في ميدان الزراعة، الذي يعتبر رافعة و دعامة و عنصرا من عناصر الاستقلال الوطن الحقيقي، خصوصًا في بلد يمتلك إمكانات كبيرة لخلق نهضة زراعية و غذائية تعود بالمردودية إلى خزينة الدولة، التي سوف تكسب أموالا بالعملة الصعبة كانت توجه لاستيراد المواد الأساسية، و على للمستثمر الوطني و على الطاقات البشرية التي تعاني من البطالة و على ساكني المناطق الريفية الصالحة للزراعة، و أشرف أيضا على برنامج الأمان الاجتماعي الفوري، الذي يركز على الأولويات بالغة الحدة للفئات الهشة و المغبونة و الذي يتدخل في قطاعات التعليم و التكوين المهني و الصحة و البنى التحتية و البيئة و التكافل الاجتماعي و دعم المواطنين الأكثر فقرًا و هشاشة في غلاف مالي يتجاوز 40 مليار أوقية. 

البرنامج الذي أطلق من حي هامشي في العاصمة نواكشوط، يأتي استجابة فورية لانتظارات مواطنين ظلوا على قارعة الطريق لعقود، و تأبى وطنية و قرب الرئيس منهم أن يبقو كما كانوا، استجابة لتعهد حفر في قلوب المواطنين مساء يوم مبارك من أخريات رمضان الماضي جاء فيه بالمختصر المفيد " لن أترك أحدا على قارعة الطريق". 

إن تكريس الثقة من طرف المواطن في المرافق العمومية و إقناعه بأنها وضعت لتكون قريبة منه و في خدمته بعد آخر عنصر الاطمئنان الذي يعتبر مقدمة التحول المنشود، و تقوية الكيان الداخلي و تعزيز الثقة و العلاقة بين عناصره و خلق مواطن قوة خدمية و اقتصادية و بشرية، هي الدعامة للألق و الكينونة داخليا و خارجيا و هو ما يبدو أن حكومتكم تعيه كامل الوعي، و فهم الواقع المأمول و المسافة بينهما مبدأ أصيل لكل عمل حضاري ناجح. 

السيد الرئيس معالي الوزير الأول ساكنة دائرة الانتخابية مقاطعة المذرذرة، وهم في غالبيتهم الساحقة مثال للمواطنين اللذين يعيشون أوضاعًا تحت المقبولة، حيث أن هناك حاجة ماسة لزيادة و تحسين و تعميم الخدمات الأساسية من تعليم و صحة و مياه وكهرباء، حيث تعاني غالب المؤسسات التعليمية و الصحية و الخدمية هناك من نقص في البنية التحتية و عجز في الطاقم البشري مما استدعى من الساكنة مثلا، فتح مجال التبرعات لترميم المدرسة العتيقة في مدينة المذرذرة، كما أن هناك حاجة ماسة لتقريب و ترخيص أسعار الأعلاف في ظل موسم مطري ضعيف. استبشر ساكنة المقاطعة بإطلاق برنامج "تآزر" الذي يحتاج الكثيرون منهم إلى تدخلاته و هو ما نرجوا من الحكومة الموقرة وضعه في الحسبان في أسرع وقت. 

السيد الرئيس معالي الوزير الأول، تحتضن مقاطعتي معلمة حضارية و دينية كانت و ما تزال  مصدر إشعاع في موريتانيا و المنطقة، تعتبر من مقويات و معززات علائقنا مع أشقائنا في المنطقة، ألا و هي قرية "النمجاط" العريقة، التي تنام في بحر من الرمال، وهي وضعية تستدعي التدخل العاجل لكونها مصدرا رئيسا من مصادر السياحة الروحية التي  فعلناها لعادت علينا بمردود حضاري لا يقدر بثمن، قبل المردود المالي و الاقتصادي الذي يساهم في إنعاش الأنشطة المدرة للدخل في كامل المقاطعة، وهو مايستدعي تعبيد طريقها و فك العزلة عنها و عن أخواتها الكثيرات، في المقاطعة التي تعج بمشايخ العمل و مخاطر التقوى التي ظلت دوما منارا للوسطية و الإسلام السمح. 

الحديث ذو شجون، غير أن ما لا يدرك كله لا يترك كله، أرحب بكم معالي الوزير الأول مرة أخرى و أتمنى لكم التوفيق و النجاح في مهامكم النبيلة و شكرا.