ولد ماديك يكتب ... قد أعفيناك مِن تعهُّداتِك يا ولد الشيخ الغزوانِـي

-A A +A
جمعة, 2020-05-29 09:32

أُذّكِّرُكَ يا فخامةَ الرئيس ـ والذِّكْرَى تَنفَعُ المؤمنِينَ ـ بسورة التحريم ـ ومبلغ علمي أنّك قد حفظت القرآن وأنت طفلٌ صغير ومنه قوله تعالى ﴿قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَـحِلَّةَ أَيـْمَانِكُمْ﴾، يعني فرْضًا لا اختيارا أن تُكَفِّرَ عن يَـمِينٍ تَتَـحَلَّلُها لِتَعْدِلَ عنها إلـى ما يُـخالِفُها مِـمّا هو أنفَعُ مِنْها لِنَفْسِكَ خاصَّةً، ولَلْفَرْضُ أكبَرُ وآكَدُ لضَرورةِ مُـخالَفَةِ يَـمِينِ أو تًعَهُّدٍ تطايرَ ضرُرُها وشرَرُها على مُـجتمعٍ أو شَعبٍ طيِّبٍ مُسالِـمٍ كشَعْبِكُمُ القَطيعِ السَّميعِ الدَّجينِ.

قد تعهَّدتَّ يا فخامة الرئيس وانْـخدَعَ العامّةُ الْـمُغَرَّرُ بها بقولِكَ (وللعهْدِ عندِي قِيمَةٌ)، وليتَكَ لـم تتعهَّدْ إذ لا تزال منذُ أقسَمْتَ يمينا يتآكَلُ رصيدُكَ الاجتماعي، وتتلاشَى مِصداقِيَتُكَ التي كانت قَلْعَةً حصينة استعاذ بها الموالاة والمعارضة على السواء وتحصَّنَ بها الشعب وتترَّسَ من لعنة المأموريّة الثالثة التـي عَصفتْ بكل من سلَفَيْكَ ولد الطايع وولد عبد العزيز.
ل
قد كانت مِصداقيَّتُك يا ولد الشيخ الغزوانِـي قبل تنصيبِكَ تكْفِـي وتَفِـي لِأن تجعل بلادَكَ صَرْحًا مُـمَرَّدًا مِن قوارِيرَ ومزرعةً تُؤتِـي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ، ومصانِعَ تُغْنِـي عن الاستيراد.

ويوم أعلنْتَ ترشُّحَكَ كان لِمِصداقِيَتِك الكُبْرَى سلطانًا على الحسَنِ العَصِيِّ على النفاقِ والتملُّقِ، وأضْحَى نظرائي من كبار أهل العلم والسّاسة في الداخل والخارج يعجبون مِن قوْلي "هذا الرَّجُلُ وَرِثَ مِن أجدادِه وحاضِنَتِه الاجتماعيَّة رصيدًا وَذِكْرًا حَسَنًا لا يَسَعُهُ غَيْرُ زِيادتِهِ أمَّا أنْ يُسَفِّهَ نَفْسَهُ أو يُوبِقَها بنَسْفِ ذلك الرَّصِيدِ فهو احتمالٌ غيْرُ وارِدٍ.
أعتذِرُ لأُولئكَ الذين دَلَّسْتُ عليهم بِغيرِ قَصْدٍ، إذ لا يَسَعُنِـي تبرِيرُ سُقوطِكَ الْمُدَوِّي يا فخامة الرئيس:
وأنتَ تَسْكُتُ عن خَزائنِ الدَّوْلَة الفارغة التي ورثْتَها، فهلَّا تَقَرَّبْتَ إلَـى اللهِ باستعادَة أموالِ الشعب الذي ائتمَنك وفرِح بقُدومِك، أم أنّك تحسبُ اقتصادَ البلد وأموالَه مُلكًا خاصًّا بالعِصابة الحاكمة في كلِّ مرَّةٍ تُسْرَقُ فيها أحلام الشَّعْبِ؟

وأنتَ تُبْقِـي على سدَنَةِ الفسادِ وأباطرة المال الذين جَمَعُوا فَأَوْعَوْا وَنَهَبُوا فَمَا أَبْقَوْا وَأماتُوا بالأدويَة المزوَّرةِ فَما أَحْيَوْا وباعُوا الجوّ والبرّ والبحْرَ فما اسْتَـحْيَوْا وَجَعَلوا الوظائِفَ دُولَةً بينَهُم وبمِعْيار الخِبرَةِ والعِلْمِ أَلْقَوْا فَـمَا رَاعَوْا.
يا فخامة الرئيس
قَدْ سَرَّنِـي تعيينُك ولد الشيخ سيدِيَّا وزيرا أوّلَ وقلتُ لَن تُسْرَقَ أموال شَعْبٍ حُرَّاسُ خزائنِه الشيخان ولن يرضَى أحدُهما باستبْدالِ الذي هو أدْنَـى بالذي هو خَيْرٌ فيُقالُ له يا سارِقُ بعد أن كان سَيِّدًا سليلَ شيُوخ.

يا فخامة الرئيس

إنّ مِن خيانَة الأمانة الإبقاءَ على برلمان يُـمَثِّلُ أغلبُ أعضائِه أباطرةَ النهب وتدجينِ الناخبين وسرقَةِ أحلامهم وآمالهم.

وإنّ مِن خيانة الأمانة اعتبار المحاصصة الشرائحيّة في الوظائف بدل الكفاءات، وأكبرُ مِنها إثْـمًا إجهاضُ المؤسسات بـجَلْبِ أجانِبَ عليها مراعاةً لمحاصصة شرائحيّة أو مكافأة بعض الخبراء في مراعاة خواطر الحاكم.

يا فخامة الرئيس

بادِرْ بالتوبة والإصلاح مستعينا بالأكفاء من خرِّيجي الجامعات الذي لم تتلطَّخْ بعدُ أياديهم، وإلاّ فلْيُعِدَّ هجينُ العسكر ورجال الأعمال تِـجْفافا لِذُلٍّ بَعْدَ عِزٍّ ولِضَيَاعٍ مُلْكٍ لم يَحفَظوه كالرِّجالِ وسيبكون عليه كالنساء.
في الخامس من شوال 1441 هـ
الحسن ولد ماديك