تصريحات ولد منصور تثير جدلا سياسيا عارما بين نشطاء "تواصل" والموالاة

أربعاء, 2020-06-24 16:59

أثارت تصريحات القيادي البارز في تيار الإخوان المسلمين بموريتانيا، والرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض، محمد جميل ولد منصور حول لقائه مؤخرا في القصر الرئاسي مع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ العزواني؛ زوبعة عارمة من الجدل بين نشطاء ورواد شبكة التواصل الاجتماعي من المنتسبين لحزب "تواصل" ومناصريه من جهة، وبين داعمين للرئيس وأغلبيته الحاكمة من جهة ثانية.

مدونون ونشطاء افتراضيون محسوبون على الموالاة الداعمة للرئيس ولد الشيخ الغزواني تلقفوا تصريحات ولد منصور وأشادوا بها؛ معتبرين أن الرجل كان صادقا عندما أكد أن لقائه بالرئيس عزز لديه الآمال في الإصلاح وخلق مناخ سياسي جديد يسع الجميع في موريتانيا ولا يقصي أحدا.

ورحب العديد من هؤلاء بموقف رئيس حزب "تواصل السابق" وأولوه على أنه تحول جديد في الوجهة السياسية لولد منصور ومؤشر على قرب إعلان دعمه للرئيس بل وحتى الانضمام لأغلبيته.

في المقابل ركز مدونون ونشطاء محسوبون على حزب "تواصل" على الطابع الشخصي للقاء بين رئيس حزبهم السابق ورئيس الجمهوربة؛ مبرزين أن ولد منصور لم يعد يحتمل أي موقع قيادي في الحزب بعد توجيه وانتخاب محمد محمود ولد سييدي خلفا له.

ورد هؤلاء على إشادة "خصومهم" بموقف رئيس "تواصل" السابق بأنه اعتراف بتميز "مخرجات" الحزب في إشارة إلى أن ولد منصور إنما هو نتاج مدرسة التيار الإسلامي ممثلة حزبهم.

واتخذ الجدل بين الطرفين منحى أكثر وضوحا عندما اعتبر مؤيدو السلطة أن تصريحات ولد منصور تعكس عدم رضاه عن أداء حزبه والمعارضة بشكل عام، وبالتالي فإنه ينحو باتجاه تغيير موقعه في الخريطة السياسية من معسكر المعارضة ألى معسكر الموالاة.

واستشهدوا على ذلك بتدوينات سابقة تحدث فيها هذا الأخير عن رؤيته المعارضة باعتبارها موقفا غير جامد يتغير بتغير معطيات المشهد السياسي ويتحول بتحول مخرجاته وإكراهاته.

أما الطرف المقابل لهذا الطرح فذهب بعض نشطائه إلى التقليل من أهمية موقف الرئيس السابق لحزب "تواصل" من السلطة والمعارضة في تشكيلتهما الراهنة؛ معتبرين أن أي تغير في موقفه أو موقف غيره لا يؤثر في توجهات الحزب وخياراته ولا في وزنه داخل المشهد السياسي المحلي.